السيسي لوزير خارجية إثيوبيا: لا نتآمر على أحد

السيسي لوزير خارجية إثيوبيا: لا نتآمر على أحد

19 ابريل 2017
سد النهضة يقلق مصر (الأناضول)
+ الخط -
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، وزير خارجية إثيوبيا، ورقينه غباييه، في مقر رئاسة الجمهورية وسط أجواء من التوتر بين البلدين على خلفية أزمة سد النهضة، يصاحبها توتر آخر بين القاهرة والخرطوم التي تميل إلى موقف أديس أبابا في هذه القضية. وحضر اللقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري.



وكانت، مصادر دبلوماسية مصرية، قالت لـ"العربي الجديد"، إن زيارة وزير الخارجية الإثيوبي، تأتي في إطار محاولات القاهرة السيطرة على العلاقات بين البلدين، ووقف اتجاهها نحو مزيد من التعقيد، خاصة في ضوء التقارب بين إثيوبيا والسودان أخيراً.


ووصلت العلاقات بين أديس أبابا والخرطوم ذروة تطورها بتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ميريام ديسالين، خلال زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير، لبلاده، "نعمل معاً برؤية مشتركة، خاصة فى التعاون الأمني والعسكرى والاقتصادي والسياسي"، معتبراً أن "أي تهديد للسودان هو تهديد للأمن القومي الإثيوبي"، وهو ما أكده "البشير": "أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر للأمن القومي السوداني".


وسبق لأديس أبابا، أن وجهت اتهامات للنظام المصري بدعم متمردين ومجموعات معارضة إثيوبية بهدف زعزعة الاستقرار هناك.


وقال المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير، علاء يوسف، إن وزير الخارجية الإثيوبي نقل إلى السيسي تحيات رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، وسلَّمه رسالة مكتوبة منه تتضمن حرص الجانب الإثيوبي على تطوير وتعميق علاقاته مع مصر على مختلف الأصعدة.


وحسب بيان رئاسي مصري، أكد الوزير الإثيوبي التزام بلاده بتحقيق المصالح المشتركة للشعبين، وعدم الإضرار بمصالح مصر، مشيرًا إلى أن التواصل والتشاور الدوري بين البلدين يعززان من التعاون المشترك، ويسهمان في ترسيخ الثقة على المستويين الرسمي والشعبي.


وأضاف المُتحدث الرسمي، أن السيسي رحَّب بوزير الخارجية الإثيوبي، وطلب نقل تحياته إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، مؤكدًا اهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع إثيوبيا في مختلف المجالات، وتعزيز التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.


وحسب البيان "أشاد السيسي باللقاءات المتعددة التي تمت مع رئيس الوزراء الإثيوبي، وآخرها التي كانت على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة في أديس أبابا، مشيرًا إلى ما يُسهم به التنسيق المستمر بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في بناء أسس متينة لعلاقات تعاون ممتدة بين الجانبين".


وأعرب السيسي عن تطلعه إلى عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في القاهرة قريبًا، واستقبال رئيس الوزراء الإثيوبي في مصر، لبحث سُبل تطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات، مؤكدًا أن سياسة مصر الخارجية تقوم على تأسيس علاقات متوازنة ومنفتحة على جميع الدول. وشدد في الوقت ذاته، على أن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تسعى إلى البناء والتعاون والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وأفريقيا.



وقال السفير، علاء يوسف، إنه تم خلال اللقاء، التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تم التطرق إلى تطورات ملف سد النهضة، حيث أكد الرئيس أهمية التفاعل الإيجابي مع الشركة التي تُنفذ الدراسات الخاصة بالسد لإنهائها في أقرب وقت، والوصول إلى التوافق على قواعد ملء السد وفقًا لاتفاق إعلان المبادئ المُوقَّع في الخرطوم. وأشار إلى ضرورة مواصلة التعاون بين البلدين من أجل الاستخدام الأمثل لمجمل الموارد المائية المشتركة في حوض النيل بما يراعي تحقيق التنمية لكل الدول، دون الإضرار بالاستخدامات القائمة بالفعل.


وأشار متحدث الرئاسة إلى أن اللقاء شهد تباحثًا حول عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين من أجل الدفع قدمًا بجهود إرساء السلم والأمن في القارة الأفريقية، وذلك سواء في إطار الاتحاد الأفريقي، أو في إطار العضوية الراهنة للبلدين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.