هل تستقبل تونس خليفة حفتر؟ 

هل تستقبل تونس خليفة حفتر؟ 

08 فبراير 2017
الجهيناوي: حفتر جزء من الحل (عبدالله دومة/فرانس برس)
+ الخط -

نقلت مواقع ليبية عن وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، أن بلاده ستستقبل "قيادات ليبية فاعلة"، من بينهم اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، ورئيس البرلمان المنعقد في طبرق، عقيلة صالح، اللذين اعتبرهما "جزءاً من حل الأزمة السياسية الليبية".

وبحسب المواقع، فإن الجهيناوي تحدث عن اجتماع سيعقد في تونس، في الأيام المقبلة، يضم وزراء خارجية دول الجوار لليبيا لـ"الاتفاق حول المفاهيم وتقييم نتائج الاتصالات مع الأطراف السياسية". وقال إن "قمة ثلاثية ستنظم بين رؤساء دول مصر وتونس والجزائر، فور الانتهاء من الاقتراحات التي سيطرحها الاجتماع المرتقب لحل الأزمة الليبية، لتسهم القمة في تسريع حل الأزمة".

في المقابل، نفى مصدر من وزارة الخارجية التونسية، لـ"العربي الجديد"، أن يكون الوزير قد أدلى بتصريحات لمواقع ليبية، في الأيام الأخيرة، مؤكداً أنه يتواجد حالياً في إيطالياً، لكن في الوقت نفسه أشار إلى أنّ الجهيناوي أكد فعلاً في حوارات صحافية سابقة، خلال الأيام الأخيرة في تونس، أن بلاده "مفتوحة لكل الفرقاء الليبيين دون استثناء، بهدف التوصل إلى حل سياسي (ليبي- ليبي) ينهي الأزمة، وأن حفتر جزء من الحل، لكنه لم يتحدث بهذا الشكل عن زيارة قريبة لحفتر إلى تونس".


وكان الجهيناوي قد تحدث لجريدتي "الصحافة" و"لابريس" التونسيتين، إذ قال إن "حفتر وعقيلة جزء من الحل، وحماية طرابلس أيضاً.. جميعهم سيتم استقبالهم في تونس في الأيام المقبلة".

وأكد المصدر أن "التنسيق بين وزراء خارجية الدول الثلاث، تونس والجزائر ومصر، متواصل ومكثف في الأيام الأخيرة بهدف تحديد موعد لاجتماعهم المرتقب"، مضيفاً أن "العديد من القادة الليبيين يزورون تونس باستمرار، بهدف دفع الجميع إلى طاولة المفاوضات، حتى يكون الحل نابعاً من الليبيين أنفسهم".

وبعيداً عن التصريحات الرسمية، ترددت، في الأيام الأخيرة، أنباء متضاربة عن زيارة محتملة لحفتر إلى تونس، دون تأكيد رسمي، ورجحت مصادر حزبية لـ"العربي الجديد" إمكانية حصول الزيارة، مشيرة إلى جهود تبذل في هذا الاتجاه.

وأشارت المصادر، أيضاً إلى لقاء محتمل بين حفتر ورئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، يحتمل أن يعقد في تونس، الأمر الذي دعمته منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، التي لفتت إلى الموضوع، وأكدت مجهودات تونس.

وكشفت موغريني أنها تدعم "جهودًا تونسية لبدء حوار بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وخليفة حفتر"، وقالت خلال مؤتمر صحافي، الاثنين الماضي، في بروكسل: "نعزز الجهود التونسية الرامية إلى بدء حوار بين السراج وحفتر".

ورغم أن الجهيناوي لم يشر إلى هذا اللقاء المنتظر، الذي سيساهم في تغيير مهم في الملف الليبي، إلا أن زيارة حفتر لتونس تعتبر حدثاً مهماً، بالنظر إلى الموقف السابق لقوى الشرق الليبي عموماً من تونس، غير أن زيارة عقيلة صالح الأخيرة ولقائه أهم المسؤولين التونسيين، وإعلانه الموافقة على الجهود التونسية، غيّرت كثيراً من المعطيات في هذا الاتجاه.

وتواترت، في الأيام الأخيرة، لقاءات معلنة وأخرى غير معلنة لمسؤولين تونسيين وجزائريين بهدف تسريع الخطوات التي ستقود إلى القمة الثلاثية، التي  يفترض عقدها بالجزائر بين السبسي وبوتفليقة والسيسي، والاتفاق على الخطوات الموالية التي ستجمع الفرقاء الليبيين.

ويخشى مراقبون من محاولات التشويش التي يمكن أن تنسف هذه الجهود، بعد الإشارات غير المباشرة لتوتير الأوضاع في طرابلس، وتهديد بعض الأطراف الليبية بالدخول في صراعات ثنائية قد تعيد الجميع إلى المربع الأول.