إحباط عملية انتحارية في العاصمة اللبنانية بيروت

22 يناير 2017
الموقوف كان مُتابَعاً أمنياً (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

تمكنت الأجهزة الأمنية والعسكرية في لبنان، من إحباط محاولة انتحاري تفجير نفسه في شارع الحمرا الشهير بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك قبيل دخول الانتحاري الشاب إلى أحد المقاهي مساء السبت.

وأعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن الشاب الموقوف تعرض لإصابة لم تُحددها خلال توقيفه، ما اقتضى نقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. 

وأظهرت مجموعة صور تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة عناصر أمنيين ملثمين باللباس العسكري، وآخرين باللباس المدني في العملية. 

وفي استمرار للخطاب التحريضي ضد الفلسطينيين في لبنان، سارعت وسائل إعلامية محلية عديدة للإعلان أن الشاب فلسطيني الهوية، قبل أن يحصل تضارب حول جنسيته، وانتشار صورة هوية لشاب لبناني على أنه هو الانتحاري. 

غير أن الجيش اللبناني أعلن بعد ذلك، في بيان رسمي عن هوية الانتحاري وهو عمر حسن العاصي، لبناني الجنسية، من مدينة صيدا جنوبي البلاد، كما أشار بيان الجيش إلى وقوع عراك بالأيدي بين العاصي وأفراد القوة العسكرية أثناء محاولة توقيفه قبيل تفجير نفسه، مُستخدماً حزاما ناسفاً كان يرتديه. 

وأكدت مصادر محلية في مدينة صيدا لـ"العربي الجديد" أن الشاب توقف عن متابعة دراسته في إحدى الجامعات الخاصة في مدينة صيدا قبل مُدة، وهو كان من رواد مسجد "بلال بن رباح" الذي كان الشيخ الموقوف حالياً أحمد الأسير، يتخذه مقراً له.

وبحسب المصادر المحلية، فإن العاصي خضع للتحقيق بعد معركة عبرا التي وقعت بين الأسير والجيش اللبناني بمشاركة من "سرايا المقاومة" التي أسسها "حزب الله"، ورجحت انتقاله إلى سورية لفترة قصيرة قبل أن يعود إلى صيدا، حيث تابع دراسته وعمل كمُحاسب في أحد محال العصائر الطازجة.​

وأكدت مصادر رسمية، لـ"العربي الجديد"، أن الشاب الموقوف كان قيد المتابعة الأمنية بسبب ورود اسمه على لسان موقوفين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية نهاية العام الماضي، في إطار استعداداتها لتأمين فترة الأعياد في البلاد.



وتشهد هذه الفترة استنفارا أمنيا وعسكرياً كبيراً بسبب تزامنها مع ترتيبات انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة، وقد تمت مداهمة عدة مخازن سلاح وتوقيف عدد من المشتبه فيهم من جنسيات لبنانية وفلسطينة وسورية.

وأكدت المصادر الرسمية نفسها أن "عملية توقيف الانتحاري في الحمرا تمت بفضل جهد مشترك بين "شعبة المعلومات" التابعة لقوى الأمن الداخلي وجهاز استخبارات الجيش".

وقد سارع رئيس الحكومة سعد الحريري، لتهنئة "استخبارات الجيش وفرع المعلومات على العملية"، مؤكداً أن "وحدتنا تحمي الوطن والمواطنين". ​​ 

كما برزت في الأيام القليلة الماضية بعض التطورات العسكرية المحدودة في المناطق الحدودية الفاصلة بين لبنان وسورية في البقاع والتي يتداخل الانتشار العسكري فيها بين "فتح الشام" و"الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة، وبين "حزب الله" وقوات النظام السوري من جهة ثانية، إضافة إلى مراكز الجيش اللبناني في المنطقة.

وتمثلت هذه التطورات في إطلاق عناصر "داعش" صاروخين على بلدة النبي عثمان القريبة من بعلبك، رداً على استهداف "حزب الله" دشمة يتمركز فيها عناصره في الجرود المتداخلة بين البلدين.

ومع تعطيل عملية التفجير في الحمرا، تستمر فترة الهدوء الأمني في لبنان الذي شهد موجة تفجيرات انتحارية كبيرة، ضربت مناطق في محافظة البقاع وأخرى في بيروت وضاحيتها الجنوبية بين عامي 2013 و2015.

وسقط نتيجة هذه العمليات التي تبناها تنظيما "فتح الشام" و"الدولة الإسلامية" (داعش) عشرات الضحايا المدنيين. 

دلالات