رفض مصري للرواية الفرنسية عن أعطاب الطائرة المنكوبة

رفض مصري للرواية الفرنسية عن أعطاب الطائرة المنكوبة

03 يونيو 2016
رفض مصري للرواية الفرنسية حول الطائرة المنكوبة (العربي الجديد)
+ الخط -


نفى رئيس شركة مصر للطيران، صفوت مسلم، صباح اليوم الجمعة، المعلومات التي أذاعتها القناة الثالثة الفرنسية، عن تعرض الطائرة المصرية التي سقطت في عرض البحر المتوسط الشهر الماضي، لسلسلة من اﻷعطال الفنية، دفعتها للهبوط اضطرارياً 3 مرات أدت لتأخر إقلاعها من آخر 3 مطارات، غادرت منها قبل رحلتها اﻷخيرة من باريس.


وذكرت القناة الفرنسية، أنّ الطائرة المنكوبة اضطرت لتنفيذ 3 عمليات هبوط اضطراري بعد إقلاعها في 3 رحلات من بين 5 رحلات في آخر 24 ساعة في حياتها.


وقال مسلم في تصريحات مقتضبة نقلتها وسائل إعلام عربية ودولية على هامش الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (آياتا) في مدينة دبلن: "بالنسبة لي هذا غير صحيح".

وأوضح مصدر بوزارة الطيران المدني المصرية لـ"العربي الجديد" أنّ "المعلومات المتوافرة لدينا، تفيد بأن الطائرة كانت على ما يرام، وجميع الأعطال السابقة بها تم التعامل معها منذ فترة طويلة، وتعدد رحلاتها في آخر 24 ساعة، دليل كاف على سلامتها".


كما أشار المصدر إلى أنّ "سلامة الطائرة أو عدمها أثناء رحلتها اﻷخيرة هي مسؤولية مطار شارل ديغول، وحتى اﻵن لم يرسل لنا الجانب الفرنسي، ولم يرسل أيضاً للنيابة العامة المصرية، آخر تقرير سلامة للطائرة، والذي من المفترض أن يكون قد أجري عليها قبل اﻹقلاع مباشرة.


وبشأن ما ذكرته وسائل إعلام أوروبية، عن أن نظام التنبيه في الطائرة والمسمى "أكارز" كان يتعطل بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة في المرات الثلاث المشار إليها، قال المصدر: "بالنسبة لنا فإن هذا النظام كان يعمل بكفاءة، إلى ما قبل السقوط بدقائق معدودة".


وأضاف المصدر: "هناك رسائل تم تسجيلها بنظام "أكارز" في الساعة الثانية و26 دقيقة صباحاً بتوقيت القاهرة، تفيد بارتفاع درجة الحرارة عن المعدل الطبيعي، بنافذة كابينة القيادة من ناحية مساعد قائد الطائرة، ثم إشارة أخرى في نفس الدقيقة بوجود ارتفاع في درجة الحرارة في الجزء المتحرك من هذه النافذة، تبعتها رسالة ثالثة بوجود دخان في إحدى دورات مياه الطائرة، ثم رسالة رابعة تفيد بانبعاث دخان من أنظمة الطائرة اﻹلكترونية".


وأكد المصدر رفض مصر أي محاوﻻت ﻻستباق تفريغ المعلومات والتسجيلات الواردة في الصندوقين اﻷسودين، مستطرداً: "نتعجب من إثارة هذه المعلومات في الوقت الذي أدت فيه جهود مشتركة بين مصر وفرنسا واليونان، إلى تضييق مساحة البحث عن الصندوقين، مما يؤكد أن معرفة الحقيقة باتت وشيكة".


وقال خبير مصري في الطيران المدني، تحفظ على نشر اسمه، إن نظام اﻹنذار اﻵلي الذي أرسل إشارات بتصاعد الدخان، وارتفاع درجة الحرارة قبل سقوط الطائرة، "ﻻ علاقة مباشرة له باﻷعطال اﻵلية، وإن إرساله هذه اﻹشارات قبل السقوط يؤكد سلامته".


وعاد الخبير ليؤكد أن "سلامة نظام اﻹنذار اﻵلي، ﻻ يعني بالضرورة عدم وجود أعطال أخرى قد تكون غير مكتشفة، طالما لم يبلغ عنها الطيار بنفسه، ﻷن هناك أعطاﻻ قد تطرأ على الرحلة ﻻ تسجل إشارات في النظام اﻵلي".



وأضاف: "يمكن لقائد الطائرة أو مساعده إبلاغ هيئة المراقبة الجوية التي يتواجد بمحيطها، أو أي هيئة أخرى تملك وسيلة الدخول على شبكة رسائل الطائرة اللاسلكية، وإرسال النظام اﻵلي إشارات الدخان وارتفاع درجة الحرارة يؤكد أن قائد الطائرة كان أمامه الوقت لإرسال رسائل استغاثة أخرى قبل السقوط".



وأشار الخبير إلى أن "تسجيل أكثر من إشارة قبل انقطاع النظام عن العمل، يعني أن الدخان تصاعد لعدة دقائق قبل أن تسقط الطائرة بمعدل 15 ألف قدم، ثم استدارتها حول نفسها ثم سقوطها مرة واحدة إلى البحر، بحسب أجهزة الرادار اليونانية".


وشدد على أن "الحديث عن إرسال إشارات آلية يعيد إلى الأذهان ما أعلنته شركة مصر للطيران، في أول بياناتها عن الحادث بأن قائد الطائرة أرسل استغاثة إلى الجيش المصري، وهو ما نفاه المتحدث الرسمي باسم الجيش في وقت لاحق، مما يتطلب فتح تحقيق عاجل في هذه الواقعة".


وذكر الخبير أن "كلاً من الجانبين المصري والفرنسي، يحاول إخلاء ساحته مبكرا استباقا لظهور تسجيلات الصندوقين اﻷسودين، وهذا أمر غير صحي، والجدير بالجانبين انتظار الحقيقة".


وأشار إلى أن "الجانبين يتخوفان من الأثر السلبي الكبير على سمعته الملاحية، فالمصريون يخشون سيناريو الأعطال وسوء الصيانة والخطأ البشري، والفرنسيون يخشون سيناريو العمل اﻹرهابي أو التخريبي".

دلالات