اللوبي الصهيوني في روسيا يستنفر لتصنيف "حماس" كمنظمة "إرهابية"

اللوبي الصهيوني في روسيا يستنفر لتصنيف "حماس" كمنظمة "إرهابية"

06 مارس 2016
النخب اليهودية تريد تصنيف "حماس" بالإرهابية (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -
تغري عوائد التنسيق بين تل أبيب وموسكو بشأن سورية، دوائر صهيونية للرهان على أن تفضي العلاقة بين الطرفين إلى تحقيق إنجازات استراتيجية لإسرائيل على صعد أخرى. فقد بدأت مجموعة نشطاء يهود روس من ذوي التأثير الكبير على الحلبة السياسية والحزبية في موسكو، وبتشجيع من دوائر إسرائيلية فاعلة في تل أبيب، تحرّكاً لاستصدار قرار قضائي روسي يصنّف "حماس" كحركة "إرهابية  تشكل خطراً على الأمن القومي الروسي". 

اقرأ أيضاً: ضغوط مصرية وروسية تقوّض "المصالحة" الإسرائيلية ـ التركية

وذكرت صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية الأسبوع الماضي، أن مجموعة من النشطاء اليهود توجهوا إلى النائب العام الروسي يوري تشيكا للمطالبة بحظر أنشطة حركة "حماس" في روسيا بصفتها تنظيماً إرهابياً.

ولفتت الصحيفة إلى أن المتقدمين بالطلب إلى النائب العام الروسي، يزعمون أن التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط جعلت حركة "حماس" تقف في المحور المعادي لروسيا، خصوصاً إلى جانب تركيا. وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرين لتقديم الطلب، يحاججون بأن موقف حركة حماس "العدائي" تجاه نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة، الذي يشنّ حرباً بلا هوادة فيها ضدّ الجماعات المسلّحة المسؤولة عن إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، ومقتل 224 مواطنا روسيا جراءه، يزيد من أهمية اتخاذ خطوات ضدّ الحركة.

ومما يدل على ارتباط التحرك اليهودي بدوائر صنع القرار في تل أبيب، كشفت الصحيفة أن أحد أبرز النخب الإسرائيلية التي تدعم التحرك الذي أقدم عليه النشطاء اليهود الروس هو المحامي أرئيل بلوشطاين، العضو البارز في حزب "الليكود" الحاكم، والذي تنافس في الانتخابات الأخيرة على مكان في قائمة الحزب البرلمانية. 

وأشارت الصحيفة إلى أنه جاء في الدعوى التي رفعها النشطاء اليهود للنائب العام الروسي: "في الظروف الحالية تقف روسيا على رأس المعسكر الذي يتصدى للجماعات السنية المتطرفة، وفي المقدّمة جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تنتمي إليها حركة "حماس"، وهذا ما لا يبرر تواصل نسق العلاقة القائمة بين دوائر الحكم في موسكو وهذه الحركة ". 

وبالاعتماد على الدعاية التي تروجها دوائر الاستخبارات الإسرائيلية، زعم أصحاب الدعوى أن هناك علاقة وثيقة بين حركة "حماس" وجماعة "ولاية سيناء" الناشطة في شبه جزيرة سيناء المصرية، والمسؤولة عن إسقاط الطائرة الروسية، وهو ما يدعو إلى اعتبارها تنظيماً "إرهابياً وحظر أنشطتها في الاتحاد الروسي".

 ويدعي المبادرون لهذه الخطوة أن الدعوى التي تقدّموا بها للنائب العام الروسي "تتطابق حرفياً مع نص القانون الروسي الذي يحظر التعامل مع أية تشكيلات تهدد الأمن الروسي". وقالت الصحيفة إن الذين يقفون وراء المبادرة لم يكتفوا بالتوجه للنائب العام، بل دشّنوا أيضاً حملة دعائية ضمن مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "حماس خارج القانون"، كما قاموا بتنظيم وقفات احتجاجية أمام البرلمان الروسي ومقرّ النيابة العامة في موسكو للمطالبة بإخراج "حماس" من دائرة القانون.

وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوم الأحد الماضي، دافع بلوشتاين عن تحرك النشطاء اليهود الروس قائلاً إن "هناك احتمال قوي أن تسلك روسيا نفس المسار الذي سلكته الولايات المتحدة وأوروبا ومصر وتعلن عن "حماس" كحركة إرهابية". 

وبحسب بلوشتاين، فإن التحولات الجيو استراتيجية الحالية وفرت فرصة تاريخية لتضييق الخناق على حركة "حماس" عبر إغلاق الباب الروسي أمامها. وقال بلوشتاين إن موقف "حماس" يناقض موقف روسيا في كل ما يتعلق بالعلاقة مع سورية ومصر وتركيا.

وفي استخفاف للوعي الجمعي للروس، زعم بلوشتاين أن سقوط جنود ومستوطنين صهاينة يحتفظون بالهوية الروسية إلى جانب الهوية الإسرائيلية في عمليات نفذتها "حماس" في الضفة الغربية وداخل فلسطين المحتلة دليل على تهديد الأمن القومي الروسي. وأشار إلى أنه يتوجب استغلال حقيقة أن القانون الروسي اعتبر منذ العام 2003 جماعة "الإخوان المسلمين" تنظيماً إرهابياً من أجل الإصرار على استصدار قرار بحظر أنشطة "حماس" على اعتبارها جزءاً لا يتجزأ من هذه الجماعة.

المساهمون