اليمين المتطرف الأوروبي يتربص باللاجئين

اليمين المتطرف الأوروبي يتربص باللاجئين

12 يناير 2016
الاعتداءات تحولت إلى ذريعة لتشديد إجراءات قبول اللاجئين (الأناضول)
+ الخط -
أن تتعرض مئات الألمانيات للتحرش والاعتداءات الجنسية وجرائم السلب ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا أو كولن بالألمانية على أيدي "لاجئين عرب وأفارقة"، ثم يتكرر الحدث أو ما يشابهه في مدن ألمانية أو أوروبية أخرى، فإن الأمر يستدعي وقفة ومساءلة، لا سيما أن أصواتا أوروبية كثيرة لم تستبعد أن تكون الاعتداءات التي نفذها عدد من اللاجئين، عملاً مقصوداً ومُدبراُ للضغط على الحكومة الألمانية وغيرها من الحكومات الأوروبية التي عبرت بالقول والفعل عن ترحيبها لاستضافة اللاجئين، وبخاصة السوريون منهم.


وبلا شك، فإن أول المتضررين مما حدث، كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لا سيما عندما نُقل عن بعض المشاركين في الأعمال المُخلة بأنهم "جاؤؤا إلى ألمانيا بدعوة من ميركل شخصيا، وأنه لن يطاولهم أي عقاب على ما فعلوا، فهم سوريون في ضيافة المستشارة".

ويتناول خصوم ميركل مثل هذه التصريحات لتوجيه اللكمات للمستشارة بوصفها المسؤولة عن جلب هؤلاء إلى ألمانيا، كما يقول خصومها السياسيون وأتباع التيار اليميني المتطرف، الذين طالما حذروا ميركل وحكومتها من سلبيات استقبال مئات الآلاف من اللاجئين.

اقرأ أيضاً: مشاهد من تناقضات اللجوء في ألمانيا: صدمة ورفض واندماج(3)

ويرى معارضو سياسات المستشارة الألمانية، أنه ما كان على حكومتهم فتح الأبواب لطوابير لا تنتهي من اللاجئين، ولاسيما أن برلين ليست مسؤولة بأي شكل من الأشكال عن مآسي اللاجئين وعواقب الحروب والنزاعات التي تثيرها الولايات المتحدة الأميركية في أنحاء المعمورة. كما يتساءل هؤلاء لماذا يتعين على ألمانيا تسديد ضريبة الفشل الغربي في العراق وشمال إفريقيا وسورية؟ اليمين المتطرف استغل موجة الغضب في الشارع الأوروبي، حيث بدأ النازيون الجدد في ألمانيا وأقرانهم من أنصار حركة " بيغيدا" اليمينة العنصرية باستغلال الوضع للتحريض على اللاجئين وحتى على الجمعيات الإنسانية والاجتماعية المتعاطفة مع اللاجئين ومأساتهم.

وقد نشرت صحيفة "ذا إندبندنت" تقريراً بعنوان "لاجئون يعيشون في خوف من رد الفعل، واستهل الكاتب التقرير بالإشارة إلى شكوى مجموعات تمثل المسلمين في ألمانيا من مكالمات مسيئة وعنصرية تصل إليهم منذ حادث الاعتداء الجنسي على نساء عشية العام الجديد. ونقلت الصحيفة عن مهاجر من غانا - يُدعى برنس برشي (25 عاما) ويعيش في فندق "مادو" الذي يستضيف بصورة مؤقتة لاجئين غالبيتهم من أفريقيا - قوله إن معظم المهاجرين باتوا يخشون الخروج من الفندق، فأي شخص يبدو أجنبيا قد يصبح مستهدفا حاليا".

وقالت الشرطة الألمانية الأحد الماضي إن ستة باكستانيين وثلاثة غانيين وسورييْن تعرضوا لهجوم عنيف من قبل مجهولين وسط مدينة كولونيا غرب ألمانيا في أربعة حوادث متفرقة، على خلفية أحداث العنف التي شهدتها المدينة ليلة رأس السنة. وعلق وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير، على ذلك بالقول: "عندما يهان اللاجئون كالماشية، اللاجئون أو مراكز إيوائهم تحرق، عندما يٌنعت الساسة الألمان في هذه البلاد بالخائنين، عندما يتم التشهير في وسائل الإعلام بصحافة الكذب، أو عندما يصف اللاجئون امرأة تمر في الشارع بالعاهرة، كل هذا غير مقبول".