فرنسا: تكثيف الإجراءات الأمنية بعد كشف مخطط لاستهداف الكنائس

فرنسا: تكثيف الإجراءات الأمنية بعد كشف مخطط لاستهداف الكنائس

22 ابريل 2015
هولاند: فرنسا لا تزال هدفاً للتهديدات الإرهابية (الأناضول)
+ الخط -

عمّت فرنسا حالة استنفار قصوى، اليوم الأربعاء، بعد اعتقال طالب جزائري يُدعى سيد أحمد غلام (24 عاماً) كان على وشك تنفيذ مخطط إرهابي يستهدف كنائس في فرنسا، وعُثر بحوزته على كميات مهمة من الأسلحة.

وحسب آخر المعلومات التي كشف عنها المدعي العام في مؤتمر صحافي، فقد تأكد المحققون أن المشتبه فيه وهو طالب في مجال الإلكترونيات بالدائرة الثالثة عشرة بباريس، كان على علاقة منتظمة بشخص مجهول في سورية هو من أعطاه الأوامر باستهداف الكنائس، ودلّه على طرق تنفيذ العملية حسب الفحص الذي قام به المحققون لهاتفه وحاسوبه الشخصيين.

ووفقاً لللشرطة، فقد عثرت في سيارة وشقة المشتبه فيه على كميات مهمة من الأسلحة الحربية، منها رشاش كلاشنيكوف ومسدس أوتوماتيكي وذخائر وبذلة واقية من الرصاص، كما وضعت الشرطة يدها على وثائق ومخطوطات بعضها يعود لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) تؤشر إلى أنه كان على وشك تنفيذ اعتداء ضد "كنيسة أو كنيستين" في ضاحية "فيل جويف" الباريسية.

وتقوم الأجهزة الفرنسية حالياً ببحث معمق في المحيط العائلي ومعارف وأصدقاء سيد أحمد غلام خشية من وجود خلية إرهابية نائمة بصدد التحضير لعمليات إرهابية في التراب الفرنسي، وقد اعتقلت الشرطة صديقة سيد غلام وحققت مع أمه وأخته في بلدة سان ديزييه في ضواحي باريس.

ودخل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على الخط وحيّى نجاح الأجهزة الفرنسية في اعتقال الجزائري وإحباط المخطط الإرهابي الذي كان على وشك تنفيذه، معتبراً أن "فرنسا ما تزال هدفاً للتهديدات الإرهابية وعليها أن تعزز من قدراتها الاستخباراتية الوقائية".

من جهته، قال رئيس الوزراء مانويل فالس، "إن الإرهابيين يستهدفون فرنسا لتقسيمها"، مشدداً على "ضرورة الوحدة الوطنية والحزم الأمني في مواجهة التهديدات الإرهابية".

وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أعلن اليوم الأربعاء، أن المشتبه فيه كان مراقباً من طرف أجهزة الاستخبارات التي كانت على علم بمحاولاته الذهاب إلى سورية وأنه زار تركيا لفترة وجيزة العام الماضي في محاولة للالتحاق بصفوف الجهاديين في سورية العام الماضي.

وتمكنت الأجهزة الفرنسية من التأكد من ضلوع سيد أحمد غلام في قتل شابة فرنسية، تدعى أوريلي شاتلان، في ضاحية فيل جويف الباريسية السبت الماضي، بعد أن عثرت على بصماته في السيارة التي وُجدت فيها الضحية مقتولة بطلق ناري تبين أن مصدره مسدس عُثر عليه في شقة المشتبه.

ورجحت الشرطة أن يكون هدف القاتل سرقة سيارة الضحية لاستعمالها في تنفيذ خطته في الاعتداء على الكنائس، وأن الصدفة وحدها من ساقت هذه الشابة إلى التواجد في طريق القاتل الذي لم يتردد في قتلها بعد مقاومته.

واللافت أن الشرطة توصلت إلى المشتبه فيه بالصدفة تقريباً حين تنقلت الأحد الماضي لمعاينة شخص جريح زعم أنه تعرض لاعتداء بالرصاص في الدائرة 13 بباريس وتعلق الأمر بالمشتبه فيه سيد أحمد غلام الذي قال للشرطة بأنه أطلق النار على نفسه عن طريق الخطأ.

وبفضل آثار الدماء اهتدت الشرطة إلى سيارة المشتبه فيه والتي كانت مركونة قرب مسرح الجريمة، وعندما اكتشفت وجود أسلحة بداخلها تم إعلام شرطة مكافحة الإرهاب التي باشرت التحقيق مع المشتبه فيه، وفي وقت لاحق داهم المحققون شقته وعثروا على الأسلحة والوثائق التي دلت على نواياه الإرهابية.

وفور الإعلان عن اعتقال سيد أحمد غلام قامت السلطات الفرنسية بتعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الكنائس في كافة التراب الفرنسي بعد أن كانت الحراسة مركزة بالخصوص على المساجد ودور العبادة اليهودية.

وتعيش فرنسا منذ يناير الماضي حالة استنفار أمنية قصوى على كل المستويات منذ سلسلة الهجمات التي هزت باريس ضد أسرة تحرير مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة وضد متجر يهودي وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط 17 قتيلاً وتصفية المهاجمين على يد قوات الأمن الفرنسية.

اقرأ أيضاً: فرنسا: اعتقال "أصولي" كان على وشك الاعتداء على كنيسة