الانتخابات التشريعية الإسبانية: هل تنهي هيمنة الحزبين التاريخيين؟

الانتخابات التشريعية الإسبانية: هل تنهي هيمنة الحزبين التاريخيين؟

باريس

عبد الإله الصالحي

avata
عبد الإله الصالحي
20 ديسمبر 2015
+ الخط -

هل تتجه إسبانيا إلى كسر مبدأ القطبية الحزبية القائم بين الحزبين الاشتراكي والشعبي منذ طي صفحة الجنرال فرانكو عام 1975؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه المتتبعون للانتخابات التشريعية التي تُجرى، اليوم الأحد، في سياق شهد فيه المشهد الإسباني منذ الانتخابات الإقليمية في مايو/أيار الماضي صعود قوتين سياسيتين جديدتين: حركة "بوديموس" اليسارية الراديكالية و"ثيودادانوس" الوسطية ذات الميول اليمينية.


وحسب آخر استطلاعات الرأي فإن الحزب الشعبي المحافظ الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، له حظوظ وافرة بالفوز بهذه الانتخابات لكن من دون غالبية مريحة وقد يكون مجبرا على عقد تحالف مع حزب آخر لتشكيل حكومة جديدة. ورغم أن الحزب الشعبي يتوفر على قاعدة انتخابية مهمة ووفية، خاصة في أوساط الناخبين المسنين فإنه يعاني من تدهور عميق في شعبيته بسبب الاجراءات التقشفية التي أقرتها حكومته خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة وأيضا بسبب فضائح الرشوة التي تورط فيها العديد من قياداته.

أما الحزب الاشتراكي المعارض فيجد نفسه في وضعية هشة قد يفقد فيها المرتبة الثانية من مجمل أصوات الناخبين. ذلك أنه بات محاصرا بين كماشتي "بوديموس" و"ثيودادانوس" اللتين جذبتا شريحة واسعة من قاعدته الانتخابية التقليدية. ويعاني الحزب من انحسار كبير في شعبيته منذ عام 2010 عندما قرر رئيس الوزراء الاشتراكي السابق، لويس رودريغيز زاباتيرو، في عز الأزمة الاقتصادية الخانقة الدعوة إلى انتخابات مبكرة فقدها عام 2011 لصالح الحزب الشعبي اليميني. وحتى إن حل ثانيا في استحقاق اليوم، فإنه سيجد صعوبة كبيرة في استمالة "بوديموس" أو"ثيودادانوس" لعقد تحالف حكومي جديد.

وتتجه الأنظار بقوة إلى حركة "بوديموس" وزعيمها الشاب، بابلو إيغليزياس، الذي يمكن أن يخلق المفاجأة في هذا الاستحقاق بعد أن رشحته العديد من استطلاعات الرأي للفوز بالمرتبة الثانية على حساب الحزب الاشتراكي. وتتمتع الحركة بدينامية كبيرة بعد الدعم الذي تلقته مؤخرا من عمدة برشلونة، آدا كولو، التي تتمتع بشعبية كبيرة في الأوساط الشعبية الاسبانية بفضل نشاطها في الدفاع عن حق السكن. ومن المتوقع أن يحقق "بوديموس" اختراقا تاريخيا في إقليم "كتالانيا" بعد أن وعد خلال حملته الانتخابية بتنظيم استفتاء شعبي حول الاستقلال. كما أن حظوظه بالفوز وافرة أيضا في أقاليم أخرى بفضل برنامج انتخابي متميز ساهم في بلورته 15 ألف شخص ويشمل نقطتين مهمتين: ضمان عائد شهري قار لكل مواطن من 600 يورو وزيادة الضريبة بعشرة في المائة على الدخل للذين يتجاوز دخلهم السنوي 300 ألف يورو.

أما حركة "ثيودادانوس" الوسطية بقيادة ألبير ريفيرا فهي أيضا مرشحة لانتزاع عدد مهم من المقاعد رغم انحسار شعبيتها في كتالانيا بسبب معارضتها لفكرة تنظيم استفتاء شعبي يحسم في قضية الاستقلال عن مدريد. غير أن الحركة تتمتع بشعبية مهمة في العاصمة مدريد وضواحيها وفي إمكانها أن تلعب دور الحكم الحاسم في التحالفات المقبلة سواء مع الحزب الشعبي أو الاشتراكي.

دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

أبدت جامعات إسبانيا، الخميس، استعدادها لتعليق تعاونها مع أي مؤسسة تعليمية إسرائيلية لا تعرب عن "التزام واضح بالسلام"، مع احتدام الحرب على غزة.
الصورة

سياسة

ذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية (آر تي إي)، أن أيرلندا وإسبانيا ودول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي تدرس الاعتراف بدولة فلسطين في 21 مايو الجاري.
الصورة

مجتمع

من يكون خوسيه أندريس، الطاهي الذي يقف وراء وصول أول سفينة مساعدات محملة بالمواد الغذائية من قبرص إلى قطاع غزة الذي يئن تحت وطأة المجاعة..
الصورة

سياسة

أعلنت رئيسة بلدية برشلونة، أدا كولاو، قطع العلاقات الرسمية للمدينة مع الاحتلال الإسرائيلي، متهمة إياها بارتكاب "جريمة الفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني".

المساهمون