القاهرة واستعصاء "النهضة": الاستنجاد بالرياض ووفد عسكري في أثيوبيا

القاهرة واستعصاء "النهضة": الاستنجاد بالرياض ووفد عسكري في أثيوبيا

15 ديسمبر 2015
النظام المصري يلجأ حالياً إلى كافة الأوراق(روبيرتو شميدت/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن وفداً مصرياً رفيع المستوى، يضم ممثلين عن الاستخبارات العامة والحربية والريّ، بمشاركة شخصية سياسية بارزة، يتوجه إلى إثيوبيا قريباً لوضع حد لما سماه "مماطلة أديس أبابا في إنهاء الاتفاقيات المتعلقة بسدّ النهضة بما لا يضرّ حصة مصر في مياه النيل".

وأشارت المصادر نفسها إلى أن النظام الحالي يلجأ حالياً إلى كافة الأوراق التي من الممكن أن يعتمد عليها لحلّ هذا الملف، لافتاً إلى أنّ الحل العسكري فات وقته، بعدما تمكّنت إثيوبيا من بناء النسبة الأكبر من السدّ.

اقرأ أيضاً: فشل الدبلوماسية المصرية: الإخفاق في حل الأزمات نموذجاً

وقالت إنّ "الدور الاستخباراتي في هذه المعركة، ربما، يتعلق بالتلويح بتهديد استقرار إثيوبيا من خلال أعمال غير مباشرة، كما كان يفعل رئيس الاستخبارات الراحل عمر سليمان في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك".

وبحسب المصادر المطلعة على الملف، فإن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، سيطرح على وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضرورة دعم السعودية للقاهرة في هذا الملف، "من خلال استغلال قوتها الاستثمارية والتمويلية لعدد من المشاريع في السودان وإثيوبيا، خصوصاً في ظل توتر العلاقات بين القاهرة والخرطوم".

وأوضحت المصادر، أنّ النظام المصري استبق زيارة الأمير السعودي بحملة إعلامية للثناء على دور المملكة، والاعتذار لما بدر من بعض الإعلاميين من توجيه إهانات للأسرة الحاكمة في المملكة، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات الشاعر فاروق جويدة مع الإعلامي وائل الإبراشي، إذ أكد أن للسعودية أياديَ بيضاء كثيرة على مصر، مهاجماً الأصوات التي دأبت على انتقاد النظام السعودي أخيراً، في إشارة إلى الإعلامي إبراهيم عيسى الذي اتهم المملكة والفكر الوهابي بالمسؤولية عن الإرهاب في العالم.

وقال جويدة "لا أتفهم الهجوم من بعض الإعلاميين على المملكة في هذا التوقيت الذي يستوجب تقريب المسافات بين البلدين، خصوصاً وأنهما القوتان الأهم للعرب في الوقت الحالي، فلا مصر تستطيع أن تتقدم بدون السعودية، ولا الرياض تستطيع أن تقود بدون الاستناد على مصر".

ولم يكن الإبراشي وحده في هذا السياق، إذ لحق به عدد آخر من البرامج التي بدأت في تلطيف الأجواء مع الرياض، تمهيداً لمطالبات مصرية بطلب العون في ملف سدّ النهضة الإثيوبي، خصوصاً بعدما فقدت القاهرة معظم أوراق الضغط لديها في هذا الشأن.

وكانت جولة المفاوضات الأخيرة التي عُرفت بالاجتماع السداسي الذي ضم وزراء الخارجية والريّ بمصر وإثيوبيا والسودان، والذي انعقد في الخرطوم أخيراً، قد فشلت فشلاً ذريعاً، إذ تم إنهاء المفاوضات دون التوصل لحلول واضحة، في ظل إصرار أديس أبابا على التمسك باتفاقية المبادئ التي وقعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحملت اعترافاً رسمياً مصرياً بحق إثيوبيا في بناء السدّ.

اقرأ أيضاً: أزمة "سد النهضة": إثيوبيا تراهن على الوقت ومصر تصعد