واصلت الندوة الأكاديمية التي يقيمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حول مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني، أعمالها في الدوحة، وتبحث في اليوم الثاني والأخير، قضايا اللاجئين والمبادرات الشبابية، ومركزية القدس وإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية في ضوء السياسات الإسرائيلية، والمشروع الوطني الفلسطيني، والمنظمات الدولية والاقتصاد السياسي، قبل أن تختتم بحلقة نقاشية حول مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.
وقد برز في أوراق العمل التي قدمت، على مدار اليومين، التركيز على الدور المهم الذي يمكن للشباب الفلسطيني أن يؤديه في إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني. ولفت بعض المشاركين الانتباه إلى أن ظهور ما يسمى "الحراكات" الشبابية، يساهم فيه التراجع الكبير في عمل الفصائل الفلسطينية، سواء بسبب تحولها لأطر بيروقراطية حاكمة، كما حدث في حالة حركة "فتح"، وبدرجة أقل قليلًا "حماس"، أو لأنّ الفصائل فشلت في تجديد طروحاتها الفكرية والبرامجية، وتفعيل بناها التنظيمية، وهذا ما حصل بشكل خاص في حال اليسار الفلسطيني.
كما يشكل الشباب المكون الأساسي للهبة الشعبية الحالية في الأراضي المحتلة، من دون فصائل، أو أيديولوجيا، أو قيادة مركزية، أو مطالب واضحة معبّر عنها في برنامج.
وأبرزت أوراق بحثية أخرى تصدّر جيل الشباب العديد من الفعاليات والمبادرات عبر تعبيرات سياسية وكفاحية واجتماعية وثقافية عديدة، انطلاقًا من برامج عمل تركز في قضايا محددة، منها نماذج حركة المقاطعة، وحركة حق العودة، والحراكات الشبابية، ولجان مقاومة الاستيطان والجدار، ومبادرات لنصرة الأسرى، وأخرى لرفع الحصار عن قطاع غزة.
وأكد المشاركون في الندوة أن على القوى الفلسطينية العمل وفق مبدأ التشاركية مع جيل الشباب في قيادة الانتفاضة الجديدة وتنظيمها وتحديد أهدافها وشعاراتها، بعيدًا عن محاولات الاحتكار أو الاحتواء أو التدجين.
وكان اليوم الأول من المؤتمر قد خلص إلى ضرورة التخلص من اتفاقيات أوسلو، وآثارها وتركتها، وإلى حل السلطة الفلسطينية، بعد أن ثبت عجز وفشل الاتفاق وطريق المفاوضات في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، فيما قال الخبير القانوني أنس القاسم، أن هناك اقتناعاً بأن البحث عن حل الدولتين أصبح مدعاة للرثاء، باعتباره يقف على حدود المستحيل.
اقرأ أيضا: ندوة "المركز العربي": "أوسلو" فشل في تحقيق الحرية للفلسطينيين