العراق: تحذيرات من انتكاسة أمنية في صلاح الدين وبيجي

العراق: تحذيرات من انتكاسة أمنية في صلاح الدين وبيجي

29 أكتوبر 2015
تحذيرات من استعادة "داعش" لمناطق انسحب منها (فرانس برس)
+ الخط -



ما يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يسيطر على مناطق كبيرة في محافظة صلاح الدين، شمالي بغداد، وبلدة بيجي التي ‏تربط المحافظة بالموصل، الأمر الذي منحه فرصة تنفيذ هجمات كر وفر وتحقيق اختراقات خاصة في ضواحي مدينة سامراء، ما دفع مراقبين ومسؤولين محليين إلى التحذير من انتكاسة أمنية خطرة.‏


وقال النائب عن المحافظة، عبد القهار السامرائي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بلدة بيجي لم تحرّر بشكل كامل؛ إذ تم تحرير مركز ‏البلدة وبعض القرى التابعة لها، وبلدة الصينية القريبة منها، والتي تضم جيوباً لداعش حتى الآن، كما تم تحرير مراكز المدن ‏والمناطق القريبة من نهر دجلة".‏

وأضاف أنّ "داعش ما زال يسيطر على كافة المناطق المفتوحة في المحافظة، والتي لم تستطع القوات الأمنية تحريرها بسبب ‏تضاريسها الجغرافيّة الصعبة، ويتواجد التنظيم أيضاً في منطقة الجزيرة المرتبطة بغرب سامراء وبيجي وتكريت وبلد، كما ‏يسيطر على غرب الطريق الدولي المرتبط بالموصل والمؤدي إلى منطقة البحيرات".‏

وأشار السامرائي إلى أنّ "هذه المناطق منحت داعش فرصة إعادة نشاطه واستمراره بعمليّات الكر والفر، التي ينفّذها بكافة مناطق ‏المحافظة"، مؤكدا أنّ "وجود داعش في هذه المناطق يشكل خطرا كبيرا على تكريت وبيجي وسامراء، ما يستدعي العمل على ‏تحريرها بشكل كامل".‏

من جهته، اعتبر النائب عن التحالف الوطني، علي الفيّاض، أنّ "ملف تحرير محافظة صلاح الدين سيغلق بشكل كامل في غضون ‏الأيّام القليلة المقبلة".‏

ولفت في بيان إلى أنّ "الإرهاب تلقى ضربة موجعة وقاصمة في صلاح الدين، بعد انهيار الخطوط الأماميّة ‏لداعش"، مؤكداً أنّ "ملف المحافظة سيغلق، من ثم سيتم وضع خطة لتطهير ما تبقى من جيوب داعش".‏

كذلك، رفض الخبير الأمني، واثق العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، "اعتبار محافظة صلاح الدين وبلدة بيجي محرّرة مع هذا الوجود ‏الكبير لداعش".‏

وبحسب العبيدي، فإن "داعش تنظيم لا يستسلم بسهولة، وهو من أخطر التنظيمات العالميّة التي تتمتع بقدرات قتالية ‏كبيرة وخطط تكتيكيّة سريعة التنفيذ"، لافتاً إلى أنّ "التنظيم في حال كانت لديه جيوب بسيطة، فإنّه يستطيع من خلاها تنفيذ هجمات ‏كبيرة تربك الوضع الأمني ويستعيد المناطق التي سلبت منه، فكيف الحال مع سيطرته على كل هذه المناطق في المحافظة؟ فضلا ‏عن تأمينه خط إمداداته عبر الموصل".‏

وأشار إلى أنّ "القوات العراقية في معركة تكريت السابقة، اطمأنّت إلى بعض التقدّم الذي حققته، وتتحدّث عن النصر، الأمر الذي ‏منح داعش فرصة استعادة أغلب المناطق التي سلبت منه، لذا فيتحتم على القوات الأمنيّة عدم الاطمئنان لداعش، والتعامل معه ‏بجدّية وضمن مقاييس القوة الحقيقيّة، وأخذ الاحتياطات اللازمة لصدّ هجماته".‏

وطبقاً للعبيدي، فإن "داعش يحاول مشاغلة القوات العراقيّة بفتح ثغرات في سامراء، لما تمثله من خصوصيّة دينيّة لدى الشيعة، لأنّها تضم ‏مراقد دينيّة ومزارات شيعية"، موضحاً أنّ "تلك المشاغلات محاولة لجرّ القوات العراقيّة إلى سامراء ليشن هجوما واسعا على ‏بيجي".‏

ودعا القوات العراقيّة إلى "عدم اللجوء للأسلوب الدفاعي فقط، واعتماد أسلوب الهجمات المتتابعة على التنظيم ووضع خطّة ‏لتحرير المحافظة بشكل كامل".‏

وكان "داعش" قد اخترق أمس مناطق غرب سامراء، وفق ما أكده مصدر أمنيّ لـ"العربي الجديد".

اقرأ أيضا: مسؤول عسكري كردي: مقاتلة عراقية قصفت مواقع لـ"البشمركة"

المساهمون