ارتدادات زلزال "المقاطعة" المصري: بدء مسلسل الانسحابات

ارتدادات زلزال "المقاطعة" المصري: بدء مسلسل الانسحابات

22 أكتوبر 2015
شباب "النور" غاضب من الانتخابات ويطالب بالانسحاب (فرانس برس)
+ الخط -

بدأ الحديث عن الانسحابات يتسرّب إلى المشهد الانتخابي في مصر، في أعقاب الإعلان عن نتائج الجولة الأولى من انتخابات مجلس النواب التي جرت في 14 محافظة مصرية.

ومع الإعلان عن المؤشرات الأولية لنتائج دائرة الدقي والعجوزة وفوز الكاتب المعروف بصحافي التسجيلات عبد الرحيم علي، بأحد المقاعد بعد نجاحه في جمع 45 ألف صوت، ودخول عضو لجنة الخمسين عمرو الشوبكي جولة الإعادة، على المقعد الآخر في مواجهة أحمد مرتضى، نجل رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، أعلن المرشح عمرو الشوبكي أثناء اجتماعه بحملته الانتخابية الانسحاب من جولة الإعادة.

وقال مصدر مقرّب من الشوبكي لـ"العربي الجديد"، إن "حالة من الغضب سيطرت عليه، وهو ما دفعه للتفكير في الانسحاب قبل الإعادة المقررة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مبرراً ذلك بتدخل أجهزة سيادية في إدارة الانتخابات في الدائرة لصالح عبد الرحيم علي ومرشح آخر، في حين تم "شن حرب قذرة ضده"، بحسب المصدر.

في المقابل، أعلن الإعلامي المقرب من النظام مصطفى شردي، مقدّم برنامج "90 دقيقة" على فضائية المحور، انسحابه من السباق الانتخابي بشكل مفاجئ، دون توضيح الأسباب بعدما كان مرشحاً بدائرة "المناخ والزهور"، بمحافظة بور سعيد.

يأتي هذا في الوقت الذي سيطرت فيه حالة غضب عارمة على شباب حزب "النور" وقواعده بعد النتائج التي أظهرت هزيمة قائمة الحزب بقطاع غرب الدلتا وفوز قائمة "في حب مصر" بفارق كبير، في المحافظات التي تعتبر المعقل الرئيسي للحزب السلفي وهي البحيرة والإسكندرية ومرسى مطروح.

اقرأ أيضاًتراجع كبير لحزب "النور" في معقله بالإسكندرية

وطالب شباب الحزب القيادات بإعلان الانسحاب من الانتخابات البرلمانية في المرحلة الثانية وجولة الإعادة كإجراء عقابي للنظام السياسي برئاسة عبد الفتاح السيسي، الذي دعمه الحزب في الانتخابات الرئاسية الماضية في مواجهة المرشح حمدين صباحي.

وعقد عدد من القيادات الشبابية بالحزب في محافظة الإسكندرية اجتماعاً مساء الثلاثاء استقروا خلاله على رفع مطلب شبه جماعي بالانسحاب من الانتخابات، بحسب مصدر مطلع لـ"العربي الجديد".

وأضاف المصدر أنّ "القرار جاء بعد دراسة، وهو محاولة لإنقاذ ما تبقّى للحزب أمام المواطنين بعدما اتضحت النية أن وجودهم مجرد ديكور للنظام السياسي فقط بدون السماح للحزب والدعوة السلفية بالوجود الرسمي في الحياة السياسية أو المنافسة الحقيقية على مقاعد البرلمان الجديد".

وقال المصدر السلفي القريب من قيادة الحزب: "قبلنا بأشياء كثيرة، نعرف جيداً أنها تحمل مخالفات شرعية، وقمنا بها من باب الضرورة حتى لا نترك المجال خالياً للنصارى، على أمل أن تكون هناك منافسة حقيقية، قبل أن نفاجأ بهجوم كاسح على الحزب من كافة الأجهزة دون سبب واضح".

من جهة ثانية، قال قيادي بارز بالحزب لـ"العربي الجديد"، إنه "سيكون من الصعب اختيار الانسحاب، على الرغم من أن المؤشرات المتعلقة بالمناخ العام سلبية". وأضاف أن "ضريبة خيار الانسحاب ستكون مرتفعة للغاية، وأظن أن الحزب وأعضاءه لن يكون بمقدورهم تحملها"، في إشارةٍ إلى تعرضهم للتنكيل من جانب النظام إذا أقدموا على خطوة تهدف لإحراجه سياسياً.

وكان نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي قد طالب من أعضاء الحزب الحشد في الانتخابات، قائلاً: "انزلوا قبل أن يكون الوضع الذي نعيشه حلماً نريد تحقيقه بعد ذلك"، مضيفاً، في الرسالة الصوتية التي وجّهها لأعضاء الحزب عشية اليوم الثاني من التصويت في الجولة الأولى: "نعلم أن الوضع الحالي مليء بالأخطاء التي لا نرضى عنها، ولكن نخشى أن يكون حلماً لنا في المستقبل".

اقرأ أيضاً: مسلسل الانتخابات المصرية: تجاوزات واشتباكات... والزحمة في المقاهي

المساهمون