الحلف الرباعي يُقسّم العراقيين: بوادر "مقاومة" لأي غزو روسي

الحلف الرباعي يُقسّم العراقيين: بوادر "مقاومة" لأي غزو روسي

13 أكتوبر 2015
الموالون لإيران يدافعون عن الحلف الرباعي (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

تسبّب التحالف الرباعي، مع الروس والإيرانيين ونظام بشار الأسد، في انقسام المجتمع العراقي إلى معسكرين؛ معسكر رافض وآخر مؤيّد، وفقاً لاعتبارات طائفيّة، الأمر الذي عمّق من الأزمة الطائفية في البلاد، وحذّر مراقبون من تداعياتها، خصوصاً أنّ الكتل السنّية الرافضة للحلف لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي غزو روسي محتمل للبلاد.
وتعتبر الكتل السنيّة أنّ الهدف من التحالف الرباعي حماية نظام الأسد، والإبقاء على النفوذ الإيراني السياسي والأمني في العراق، كما أنّه سيجعل من البلاد ساحة للصراع الدولي والخلاف الداخلي.

اقرأ أيضاً: العراق: "التحالف الرباعي" يعمّق الأزمة بين المكونات السياسية

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر خاصة في بغداد أن "اجتماعاً ضم حركات وجهات سنية بارزة، دينية وسياسية، جرى أخيراً في بغداد اتفق على رفض (سني) شامل وكامل للتدخل الروسي؛ كونه تدخلا طائفيا سياسيا". وأوضح مصدر مطلع، فضل عدم نشر اسمه، أن "الأكراد لهم نفس التوجه، لكن بشكل غير معلن حالياً".

وأشار إلى "وجود قيادات سنية دينية في الاجتماع الرافض للتدخل الروسي في العراق، يعني أن مقاومة مسلحة ستنبثق ضدّ أي تواجد روسي، على غرار ما حدث في الثالث عشر من مارس/آذار 2013، عندما أعلنت قيادات سنية رفضها الوجود الأميركي والذي تحول إلى غطاء انبثاق حركة المقاومة المسلحة".

وهو ما يعني، بحسب المصدر، "إرباكا وفوضى عارمة في العراق لم يكن ينقصه وجودهما".

وكان رجل الدين السني البارز، عبدالملك السعدي، قد أصدر بياناً اعتبر فيه التدخل الروسي عدواناً على أهل سورية الطامحين للحرية والكرامة والأمن. فيما أصدرت وجهات ومجالس دينية عراقية سنية فتاوى مماثلة، في الوقت الذي أعلنت رئاسة إقليم كردستان رسمياً أنها تتحفظ على هذا التحالف الرباعي.

بدوره، قال رئيس كتلة تحالف القوى العراقية في البرلمان، أحمد المساري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحالف الرباعي لا يستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق، بل هو تشكيل لإنقاذ النظام السوري ورئيسه بشار الأسد من الانهيار"، مبيناً أنّ "روسيا اليوم تقصف داخل سورية، وضرباتها موجّهة ضد المقاومة السوريّة تحديداً، ما يؤكّد الهدف المذكور"، في إشارة إلى قصف الطائرات الروسية مواقع المعارضة السورية المسلحة.

وأكّد المساري أنّ تحالفه "يرفض بشكل قاطع أنّ يكون العراق جزءاً من هذا التحالف، غير المقبول والغامض، والذي شكّل في ظروف لا يعلمها أحد"، مبيناً أنّ "الحكومة إذا كانت تسعى إلى خلاص العراق من (داعش)؛ فعليها أنّ تنسق عملها مع التحالف الدولي الذي يضرب التنظيم في كل يوم في المحافظات العراقيّة".

وأشار إلى أنّ "التحالف الدولي جاد جدّاً في ضرب (داعش)، وضرباته كبّدت التنظيم خسائر كبيرة، وهو اليوم (التحالف الدولي) ينفّذ ضربات موجعة على التنظيم في الأنبار، وبفضل تلك الضربات تم تحرير مناطق كبيرة من العراق".

وانتقد "الأصوات المعارضة للتحالف الدولي، والتي ترحب بالتحالف الرباعي، والذي لا يعلم تفاصيل الاتفاق بخصوصه أحد".

من جهته، أكد الخبير السياسي فراس العيثاوي، أنّ "الكتل السنيّة متّفقة اليوم على رفض التحالف الرباعي". وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرفض السنّي للتحالف الرباعي منطقي جدا، بسبب غموض الاتفاق معه، وسريّة تفاصيله، وتهميش رأي الكتل السياسيّة والبرلمان وعدم علمهم بانضمام العراق إلا من خلال الإعلام"، مبيناً أنّ "كل تلك السرية والانفراد بالقرار السياسي العراقي تثير الشكوك من جدوى دخول العراق، ومن مخاطر الاتفاق مع الدول المنضمّة للتحالف، والتي ترفض الحكومة والتحالف الوطني الحاكم في البلاد عرضها على البرلمان أو على الكتل السياسية".

وأشار إلى أنّ "كل تلك الضبابيّة تؤكّد الشكوك من أهداف هذا التحالف غير المعلنة"، مؤكّدا أنّ "عدم مكاشفة الحكومة الكتل السياسية والبرلمان بتفاصيل الاتفاق دفع باتجاه تقسيم العراق إلى معسكرين، السني الرافض للتحالف الجديد، والشيعي المؤيّد له".

في المقابل، رأى التحالف الوطني الموالي لإيران أن التدخل الروسي ضرورة، واعتبر أن المسألة تحتاج إلى وقت قبل أن يوسع عملياته في العراق. ومما يزيد الغموض موقف رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي يرفض التعليق على ذلك، وألقى الكرة في ملعب البرلمان الذي وصفه بصاحب الحق في الموافقة أو الرفض، بحسب بيان أصدره مكتبه يوم الأحد.

وفي هذا الإطار، دعت النائبة عن التحالف الوطني الحاكم في البلاد، عالية نصيّف، القوى السياسيّة إلى "تأييد انضمام العراق إلى التحالف الرباعي، والطلب من روسيا توجيه ضربات جويّة ضد (داعش) في العراق".

وقالت نصيّف، في بيان إنّ "واشنطن استخدمت، طوال السنوات الماضية، أسلوب الفوضى الخلاّقة في العراق، خدمة لمصالحها الشخصيّة، ولم تكتف بتركنا فريسة للإرهاب، بل باتت تحرّض الكرد والسنّة على الشيعة، وهي تتفرّج على ذلك".

وعدّت انضمام العراق إلى التحالف الرباعي "فرصة تاريخيّة لتوجيه ضربات تقصم ظهر الإرهاب في العراق، وقد تنهي وجوده في البلاد"، مشيرة إلى أنّ "الانضمام إلى التحالف لا يحتاج إلى إذن من واشنطن، لأنّ (داعش) يهدّد العالم بأسره، وأنّ المجتمع الدولي اليوم يقف معنا في مواجهته، كما أنّ القانون الدولي يتيح لنا الاستعانة بأيّة دولة في مواجهة الإرهاب"، بحسب قولها.

يشار إلى أنّ رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، أكّد أنّ أيّ تنسيق مع أيّ دولة أو محور دولي يجب أن يمرّر في البرلمان، وهو الذي يقرّر الموقف منه، فيما طالبت اللجنة الأمنيّة البرلمانيّة باستضافة رئيس الوزراء، للاطلاع على مبرّرات دخول العراق في التحالف الرباعي.

اقرأ أيضاً: الجبوري: تجب موافقة البرلمان على أي دعم عسكري للعراق

المساهمون