بوتين يصعّد: القرم "مقدّسة" مثل الأقصى... ولن نذعن لأميركا

بوتين يصعّد: القرم "مقدّسة" مثل الأقصى... ولن نذعن لأميركا

04 ديسمبر 2014
بوتين أكد أن بلاده لن تنجر لسباق تسلح(فرانس برس)
+ الخط -

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أمام غرفتَي البرلمان الروسيّ، أنّ شبه جزيرة القرم التي ضمّتها بلاده "مقدّسة" بالنسبة إلى الروس، كما هو المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، و"جبل الهيكل" بالنسبة لليهود.

وصرح بوتين، أنّ للقرم "أهمية ثقافية هائلة، مقدّسة بالنسبة إلى روسيا، على ما هو (المسجد الأقصى) و(جبل الهيكل) في القدس بالنسبة للمسلمين واليهود". ويطلق اليهود اسم "جبل الهيكل" على موقع المسجد الأقصى، في إشارة إلى الجبل الذي أقيم عليه هيكل سليمان، وأثبتت الأبحاث أنّ الهيكل مزعوم وليس له أساس.

وأضاف الرئيس الروسي، أنه في القرم، "في خيرسونيسوس القديمة (التي أصبحت سيباستوبول لاحقاً) تعمّدَ الأمير فلاديمير، قبل أن يبدأ تعميد روسيا". وتابع أن "هناك تقع الجذور الروحية للوحدة التاريخية للأمة الروسية وللدولة الروسية المركزية".

 وأضاف أن "على هذه الأرض فهم أجدادنا أنهم شعب واحد، إلى الأبد". وختم الرئيس الروسي أنه "هكذا سننظر إلى القرم من الآن وصاعداً". والقرم التي أهداها الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف، إلى أوكرانيا عام 1954، حينما كانت روسيا وأوكرانيا من ضمن الاتحاد السوفياتي، ضمّتها روسيا في مارس/آذار بعد انطلاق تظاهرات موالية للغرب في كييف أطاحت بالرئيس الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش. وندّدت الدول الغربية بالضمّ وفرضت عقوبات على موسكو.

وحرص بوتين، في خطابه الدوري السنوي أمام البرلمان الروسي في مجلسيه "الدوما"، و"الفيدرالي"، على إعلان التمسّك بالخطوط العريضة لسياسته في التعامل مع الأزمة المتصاعدة مع الغرب.

وأكد أن موسكو "لن تذعن لسياسة الإملاء الأميركية"، وأنها "لن تتفكك مثل يوغسلافيا"، داعياً إلى إصلاحات اقتصادية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية في روسيا جرّاء العقوبات الغربية، خصوصاً فيما يتعلق بالضرائب، مقترحاً إعفاء رؤوس الأموال العائدة لروسيا من الضرائب والعقوبات.

وقال بوتين، في خطابه، الذي نقلته على الهواء مباشرة قنوات محلية، إن بلاده "لن تسمح لأي دولة بالتفوق عليها في مجالات التسلح، ولن تنجرّ مع ذلك إلى سباق تسلح غالي التكلفة".

وأضاف أن "القوات الروسية عصرية، ذات قدرات قتالية عالية المستوى، وروسيا تعرف كيف تضمن أمنها القومي".

وبعث الرئيس الروسي برسالة إلى الغرب مفادُها "عدم وجود جدوى من الحديث مع روسيا من موقع القوة".

وانتقد بوتين قيام واشنطن بنشر درع صاروخي في أوروبا، قائلاً: "هذا الدرع يهدّد روسيا وسيعود بالضرر على أوروبا وأميركا نفسها".

وأكد أن بلاده "لن تفرض عزلة" على نفسها و"لن تنجرّ إلى سباق تسلح غالي الثمن ومكلف".

وأضاف أن"روسيا لن تعزل نفسها عن العالم وستواصل العلاقات مع أوروبا وأميركا، وننطلق نحو تعزيز الروابط مع أميركا الجنوبية ودول الشرق الأوسط وأفريقيا".

وصعد بوتين من لهجة التحدي عندما قال إن "روسيا لن تذعن لسياسة الإملاء الأميركية"، واتهم واشنطن بأنها تتدخل في شؤون الدول الأخرى المجاورة لروسيا"، مدللاً على ذلك بالتطورات التي وقعت في أوكرانيا.

ووصف ما حدث في أوكرانيا بأنه "انقلاب على الشرعية" التي كان يمثلها يانوكوفيتش.

واشنطن لا تسعى لمواجهة

في الأثناء، قالت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، إنها لا تسعى إلى "مواجهة" مع روسيا في الأزمة الأوكرانية، وذلك في الوقت الذي حمل فيه الرئيس فلاديمير بوتين بشدة على الغربيين الذين اتهمهم باختلاق ذرائع "لتقييد" روسيا. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمام اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بازل، في الوقت الذي كان فيه بوتين يتحدث إلى مسؤولين حكوميين ودينيين في الكرملين، "لا نهدف ولا نرغب في رؤية روسيا معزولة بسبب أفعالها". وأضاف كيري "إن الولايات المتحدة والبلدان التي تدعم سيادة أوكرانيا لا تسعى إلى المواجهة". وأضاف أمام المؤتمر السنوي للمنظمة، أنه "في الواقع نحن مقتنعون أن روسيا يمكنها استعادة الثقة والعلاقات الجيدة، وذلك ببساطة من خلال تهدئة الأجواء".

وينعقد مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بعد يومين من اتفاق سلطات كييف والمتمردين المدعومين من روسيا، على هدنة في موقعين من المواقع الساخنة في النزاع منطقة لوغانسك ومطار دونيتسك، حيث تدور معارك دامية بشكل شبه متواصل منذ أشهر عدة.

واتهمت كييف، أمس الأربعاء، المتمردين بانتهاك الاتفاق. وقال القسم الصحافي لعملية الجيش الأوكراني في الشرق، اليوم الخميس، إن مواقع الجيش تعرضت للهجوم أكثر من 70 مرة خلال 24 ساعة. ووقعت الهجمات في عدة مناطق في لوغانسك ودونيتسك، وخصوصاً في مطار دونيتسك الذي تدور حوله معارك طاحنة منذ أشهر.

وأعلنت القيادة العسكرية الأوكرانية، اليوم الخميس، أنها تقاتل أكثر من ثلاثين ألف متمرّد في شرق البلاد، من بينهم عشرة آلاف روسي ومرتزقة من جنسيات مختلفة.