وفد عسكري عراقي يصل إلى ديالى والمليشيات تواصل حملات التهجير والقصف

وفد عسكري عراقي يصل إلى ديالى والمليشيات تواصل حملات التهجير والقصف

01 نوفمبر 2021
تنصب جهود القوات الحكومية على منع تنفيذ المليشيات بالمحافظة هجمات جديدة (الأناضول)
+ الخط -

بالتزامن مع وصول وفد عسكري عراقي رفيع إلى محافظة ديالى شرقي البلاد؛ تواصل السلطات الأمنية في المحافظة الحدودية مع إيران حالة التأهب الأمني القصوى تحسباً لهجمات جديدة لعناصر المليشيات التي نفذت في الأيام الماضية سلسلة من الهجمات على القرى المجاورة لبلدة المقدادية شرقي المحافظة، ونفذت جرائم إعدام وتهجير للمئات من الأسر، بدعوى الثأر لاعتداء إرهابي نفذه تنظيم "داعش"، الأسبوع الماضي، وراح ضحيته نحو 30 قتيلاً وجريحاً من عشيرة بني تميم القاطنة شرقي المحافظة.

وعقب ليلة واحدة من فرض السلطات العراقية حظراً شاملاً للتجول في مدينة المقدادية وضواحيها؛ وصل رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عبد الأمير يار الله، إلى محافظة ديالى، برفقة نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري.

ووفقاً لمصادر في ديوان محافظة ديالى؛ فإن الجهود العراقية الحكومية في الوقت الحالي تنصب على منع تنفيذ المليشيات المسلحة بالمحافظة هجمات جديدة على قرى أخرى، حيث طاول قصف بقذائف الهاون نفذته تلك المليشيات قرى مختلفة خلال اليومين الماضيين عدا عن استمرار عمليات الحرق والتجريف للبساتين تحت غطاء الثأر العشائري.

لكن مسؤولاً عسكرياً في قيادة عمليات الجيش بمحافظة ديالى، أقر في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، بأن المليشيات تستخدم الثأر العشائري كغطاء لتنفيذ اعتداءات طائفية ضد سكان القرى المجاورة واستخدمت أسلحة وسيارات (الحشد الشعبي) في تلك الهجمات".

وليلة أمس الأحد، فجر مسلحون عبوة ناسفة على مزارعين اثنين في بلدة العبّارة، ما أسفر عن إصابات خطرة وفقاً للشرطة وذلك بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون استهدف قرية الجديدة.

وأشارت المصادر المحلية ذاتها إلى أن القرى المحيطة بالمقدادية لا تزال تشهد رعباً كبيراً لدى السكان الذين لم يتمكنوا من مغادرتها، بسبب استمرار عناصر المليشيات في التجول بحرية حتى خلال الليل الذي منعت فيه الحركة بأمر قوات الأمن، موضحة أن الأهالي ما زالوا يشعرون بالخوف رغم انتشار القوات الأمنية بكثافة، لاعتقادهم بأن الجيش غير قادر على منع هجمات المليشيات كما لم يتمكن من منعها في السابق.

وتعرضت قرى الجديدة، ونهر الإمام، وشوك الريم، والميثاق الأولى، والثانية، والشافعي، والعامرية، ومناطق أخرى في ديالى، لعمليات قصف متكررة بقذائف الهاون من قبل مليشيات مسلحة خلال اليومين الماضيين، ما دفع السلطات الأمنية إلى فرض حظر التجول. 

وأكد أحد الزعماء القبليين في المقدادية لـ"العربي الجديد"، أن الاكتفاء بفرض حظر للتجول لا يمكن أن ينهي معاناة سكان المدينة، مشيراً إلى أن "الحظر لم ولن يوقف هجمات المليشيات". وبيّن أن إجراءات السلطات المحلية في ديالى تجاه انتهاكات المليشيات كانت مخجلة بعدما غضت الطرف عن عمليات القتل والحرق الانتقامية في قرية نهر الإمام ومناطق أخرى، موضحاً أن التدهور الأمني لا يزال مستمراً، ولا بد من تدخل حكومة بغداد بشكل عاجل لكبح جماح المليشيات.

عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق محمد الكربولي رفض الهجمات الانتقامية التي تشهدها ديالى، قائلاً إن "الانتقام من أهالي القرى المسالمة في ديالى وتطبيق سياسة الأرض المحروقة ضدهم يتطلبان سرعة تحرك عقلاء القوم لمعاقبة المجرم الحقيقي وإعادة الأبرياء إلى مناطقهم بلا تأخير".

في السياق، اتهم مركز الرافدين للعدالة وحقوق الإنسان فصائل مسلحة بالوقوف وراء ارتكاب جرائم وانتهاكات إنسانية واسعة في ديالى، موضحاً في تقرير موسع له صدر الإثنين، أن مليشيات عدة تتورط في الهجمات وسط "تعتيم إعلامي بمباركة حكومية"، متحدثاً عن ثبوت تورط مليشيات كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وبدر وسرايا السلام في جملة من الجرائم في المنطقة خلال الأيام الماضية، كما طالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل.