وصول وفدي الحكومة السودانية و"الدعم السريع" لجدة لاستئناف المحادثات

وصول وفدي الحكومة السودانية و"الدعم السريع" إلى جدة لاستئناف المحادثات

15 يوليو 2023
فشلت اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة مع استمرار تفاقم المعاناة الإنسانية (أسوشييتد برس)
+ الخط -

قالت مصادر بالحكومة السودانية لـ"رويترز"، اليوم السبت، إن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي يدور بينها وبين الجيش السوداني قتال منذ ثلاثة أشهر.

وعلقت السعودية والولايات المتحدة، في أوائل يونيو/ حزيران، محادثات سابقة بين الجانبين السودانيين في جدة بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار. ولم تؤكد الرياض أو واشنطن بعد استئناف المحادثات.

وبدأت بشكل منفصل محاولة للتوسط أطلقتها مصر، يوم الخميس، ورحب بها الجيش السوداني، الذي تربطه علاقات وثيقة بالقاهرة، ورحبت بها قوات الدعم السريع.

وقد رحبت السعودية، مساء السبت، بنتائج القمة، بحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، التي استضافت بلادها الفترة الأخيرة مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، وساهمت في أكثر من هدنة لوقف القتال المستمر منذ إبريل/ نيسان الماضي.

وأعربت الخارجية السعودية في بيانها، عن "ترحيب المملكة بنتائج قمة دول جوار السودان التي استضافتها مصر".

وأثنت على "تضافر وتكامل الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار للسودان والحفاظ على سلامته الإقليمية وحماية المدنيين، وضمان إرسال المساعدات الإنسانية".

والجمعة، أشادت الخارجية القطرية، في بيان بدور مصر في استضافة قمة "دول جوار السودان"، معبرة عن "أملها في أن تمهد مخرجات القمة لوقف دائم للنزاع العسكري" في البلاد.

كما رحبت قطر بالبيان الختامي لقمة "دول جوار السودان" واعتبرته "خطوة مهمة ضمن المساعي الإقليمية والدولية الرامية لوقف القتال في جمهورية السودان الشقيقة بالحوار والطرق السلمية"، وفق بيان الخارجية.

وفي البيان الختامي لقمة "دول جوار السودان" أعلن قادة الدول المشاركة اتفاقهم على "إنشاء آلية وزارية لوقف القتال" بين الأطراف السودانية المتحاربة والتوصل إلى "حل شامل" للأزمة، التي حذروا من تداعياتها الكبيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وفشلت سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في وضع حد للقتال الذي اندلع، في منتصف إبريل، في ظل تنافس الجيش وقوات الدعم السريع على السلطة. وأدى هذا الصراع إلى نزوح ما يربو على ثلاثة ملايين شخص، منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة.

مسؤول أممي: يجب العمل لمنع حرب أهلية لا تنتهي

إلى ذلك، دعا وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، السبت، إلى مضاعفة الجهود لضمان عدم تحول الصراع في السودان إلى "حرب أهلية لا نهاية لها".

وقال غريفيث، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): "على مدى ثلاثة أشهر حتى الآن، عانى شعب السودان معاناة لا توصف وسط أعمال عنف تمزق بلاده".

وأضاف: "مع دخول النزاع شهره الرابع، تزداد خطوط القتال حدة، ما يزيد صعوبة الوصول إلى ملايين الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات إنسانية عاجلة".

وأوضح أن "السودان يعتبر الآن أحد أصعب الأماكن في العالم لعمل العاملين في المجال الإنساني. جنبًا إلى جنب مع المنظمات المحلية، نبذل قصارى جهدنا لتقديم الإمدادات المنقذة للحياة".

واستدرك: "لكن لا يمكننا العمل تحت تهديد السلاح. لا يمكننا تجديد مخازن الطعام والماء والأدوية إذا استمر النهب الوقح لهذه المخزونات. لا يمكننا التسليم إذا مُنع موظفونا من الوصول إلى المحتاجين".

وأكد أنه "لن تنتهي معاناة السودان إلا بعد انتهاء القتال"، مستدركا: "نحتاج إلى التزامات من أطراف النزاع تسمح لنا بتقديم المساعدة الإنسانية بأمان إلى المحتاجين، أينما كانوا".

ومضى: "يجب على الجانبين الالتزام بإعلان الالتزامات الذي وقعاه في جدة لحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي".

ولفت إلى أنه "منذ بدء الصراع، فر أكثر من 3 ملايين شخص في السودان، نصفهم أطفال، من العنف داخل البلاد وخارجها"، موضحا أن "نصف الأطفال المتبقين في السودان، وعددهم حوالي 13.6 مليونا، بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية".

والسبت أيضاً، ذكرت وزارة الصحة السودانية أن أربعة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب أربعة بجروح، في هجوم بطائرات مسيرة استهدف مستشفى في مدينة أم درمان، متهمة قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم.

وقالت الوزارة: "استهدفت مليشيات الدعم السريع المتمردة مستشفى السلاح الطبي بأم درمان، قسم الطوارئ، مما نتج عنه استشهاد أربعة مدنيين أمام قسم الطوارئ وإصابة أربعة آخرين بإصابات كبيرة تحتاج إلى تدخل عاجل لإجراء عمليات جراحية".

واتهمت الوزراة قوات الدعم اسريع بشن الهجوم.

ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 إبريل الماضي، والتي خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون