هل لا تزال شبكات إسناد الجماعات الإرهابية نشطة في الجزائر؟

هل لا تزال شبكات إسناد الجماعات الإرهابية نشطة في الجزائر؟

31 مارس 2022
تقلص نشاط الجماعات الإرهابية بعد تفكيك شبكات الإسناد الممولة لها (عبد الحق سينا/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات الجزائرية، اليوم الأربعاء، عن توقيف وحدات الجيش 11 عنصراً ينشطون في شبكات دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات دهم منفصلة في البلاد، ما يطرح تساؤلات عن طبيعة هذه الشبكات وما إذا كانت لا تزال تنشط بعد تفكيك المجموعات المسلحة.

وتورد البيانات الدورية التي تنشرها وزارة الدفاع الجزائرية عن حصيلة عمليات الجيش في مختلف المناطق والمجالات بشكل مستمر معلومات عن توقيف عدد من عناصر ما تعرف بـ"شبكات دعم وإسناد الجماعات الإرهابية"، وهي شبكات تضم متعاونين كانت تعتمد عليهم هذه الجماعات في التزود بالمعدات والأدوية والمواد الغذائية وشرائح الهاتف وأجهزة الاتصالات والمعلومات.

وغالبا ما تأتي عمليات توقيف عناصر هذه الشبكات مباشرة بعد عمليات توقيف قوات الجيش الجزائري أو مصالح الأمن عناصر إرهابية أو استسلام مسلحين يدلون باعترافات عن شبكات الإسناد، ما يسمح للأجهزة الأمنية بتتبعهم وتوقيفهم وملاحقتهم قضائيا، ولو بأثر رجعي، على غرار العملية الأخيرة لقوات الجيش التي اعتقلت في 17 مارس/ آذار الجاري مفتي الجماعات الإرهابية عاصم أبو حيان وستة من الإرهابيين خلال عملية عسكرية في منطقة القل، شرقي الجزائر. إذ سمحت اعترافات الإرهابيين الموقوفين لقوات الجيش بكشف مخابئ للأسلحة والذخيرة ومخازن كان يستخدمها الإرهابيون، إضافة إلى إرشاد أجهزة الأمن إلى المتعاونين مع الإرهابيين، فاعتقلت هذه الأجهزة في 24 مارس الجاري خمسة متعاونين مع المجموعات الإرهابية.

وفي 16 من الشهر الجاري، اعتقلت أجهزة الأمن سبعة عناصر آخرين من شبكات الإسناد، دون أن تكشف عن طبيعة العملية ومكانها. ويسجل في بعض المواقف التحاق عناصر شبكات دعم الإرهابيين بالمسلحين في الجبال حالما يتم اعتقال مسلحين كانوا يتعاملون معهم في وقت سابق، تلافيا لاعتقالهم أو تعرضهم للملاحقات الأمنية والقضائية، وهو ما يمكن أن يفسر وجود مسلحين في صفوف الجماعات الإرهابية التحقوا حديثا بالجبال بعد إقرار قانون المصالحة الوطنية الذي يتضمن العفو عن المسلحين الذين يسلمون أنفسهم للسلطات. إذ تكشف بيانات قوات الأمن والجيش في عمليات القضاء على إرهابيين أو استسلامهم للسلطات أن بعضهم التحق بالجبال بين 2012 و2017.

ويعتقد المختص في الشؤون الأمنية حسين عيسى أن "شبكات الدعم والإسناد تعد جزءا رئيسا من منظومة الإرهاب، وقد تشكلت منذ البدايات الأولى لتشكل المجموعات المسلحة، وتستمر بسبب تورطها في تنفيذ طلبات الجماعات الإرهابية، من حيث الإمداد والتموين، سواء بسبب مطامع مالية تحصل عليها منها، أو لاعتبارات أخرى"، مشيرا إلى أن تفكيك هذه الشبكات مهم للغاية لأنها تمثل البنية التحتية التي تغذي شبكات الإرهاب"، لافتا إلى أن "بعض شبكات التموين والإسناد في منطقة الجنوب والساحل تتخذ شكلا آخر" و"تُبرز تحالفا واضحا بين الإرهاب وشبكات التهريب".

وقال الباحث في الشؤون الأمنية وأستاذ جامعة سعيدة، غربي الجزائر، ميلود واد الصديق، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن المجموعات الإرهابية فعلا تم القضاء عليها، وما تم الكشف عنه قبل أسبوعين كان نتيجة عملية استخباراتية دقيقة، وإن مثلت حدثا مهما من حيث عدد الإرهابين المقبوض عليهم وطبيعة الأسلحة، فإن نشاط ما تبقى من هذه المجموعات محدود، لكونها تفتقد للدعم والتموين وللتنسيق العملياتي، بعدما نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك عشرات شبكات الدعم والإسناد التي كانت تمولها.

وأضاف "هذا النوع من العمليات لا يقل أهمية عن القضاء على الإرهابيين وملاحقة المسلحين في الجبال، لأن هذه الشبكات تلعب أيضا دورا محوريا في النشاط الإرهابي وفي تنفيذ العمليات الإرهابية".

المساهمون