نجاح الوساطة القطرية في إعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

نجاح الوساطة القطرية في إعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

21 فبراير 2024
للمرة الرابعة تنجح الوساطة القطرية في إعادة أطفال أوكرانيين من روسيا (Getty)
+ الخط -

ضمن المجموعة طفلان في حالة خطرة نقلا بسيارة اسعاف إلى المستشفى

استقبل أطفال أوكرانيون، مساء أمس الثلاثاء، بالعناق بعد مغادرتهم أراضي بيلاروسية، في أحدث عملية نقل لأطفال أخذوا إلى روسيا والأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو أو قوى انفصالية خلال الحرب.

وهذه المجموعة هي الرابعة لأطفال جرت إعادتهم بوساطة قطرية، والأكبر حتى الآن، إذ تضم 11 طفلا، حسبما قال الوسيط الأوكراني دميترو لوبينيتس لوكالة "فرانس برس" عند الحدود.

وقال سفير قطر لدى أوكرانيا، هادي ناصر منصور الهاجري، لوكالة "فرانس برس"، إن قطر التي ساعدت منذ يوليو/تموز 2023 في إعادة 30 طفلا أوكرانيا "مستعدة للمساهمة في عمليات أخرى".

وأضاف الهاجري: "نحن منفتحون على كل الاحتمالات: تحرير أسرى حرب أو سجناء سياسيين... والأطفال. نحن منفتحون على كل هذه الأمور"، مشيرا إلى أن بلاده "الوحيدة تقريبا" التي تتدخل في هذا الملف.

وجرى استقبال المجموعة الاثنين في السفارة القطرية في موسكو. وضمن المجموعة طفلان في حالة خطرة نقلا بسيارة إسعاف إلى المستشفى.

وقال دميترو لوبينيتس: "المهم صدقوني هو أننا سنعيدهم جميعا"، مضيفا أن "قطر هي البلد الأكثر مساعدة لنا. ومع وجود وسيط، أصبح لدينا ببساطة مقاربات جديدة، ويمكنكم رؤية النتائج"، مضيفا: "قبل هذه الوساطة رأينا إحجام الجانب الروسي عن تنفيذ هذه العمليات. أما اليوم فقد أصبح الأمر أسهل بكثير".

وعاد لوبينيتس من قطر حيث التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأثار مسألة "عودة، ليس فقط الأطفال الأوكرانيين، بل أيضا المدنيين".

وانتظر أقارب الأطفال لأكثر من ست ساعات عند نقطة عبور تستخدم لأغراض إنسانية قبل أن يظهر الأطفال، وأصغرهم في الثانية من العمر، ويتم احتضانهم مطولا.

يقول أولكسندر، البالغ من العمر 16 عاما، وهو الأكبر سنا: "أشعر فقط بالسعادة". وبينما ترتسم على شفتيه ابتسامة خجولة، يلخص مشاعره بأنها "مزيج من الفرح والتوتر، وأن كل شيء على ما يرام. أول شعور انتابني هو أن حياتي الجديدة قد بدأت بالفعل".

تقول قريبته فيكتوريا (47 عاما) إنه يتحدر من سيفيرودونيتسك في شرق أوكرانيا، وكان يعيش في دار رعاية منذ وفاة والدته وشقيقه الأكبر في منطقة لوغانسك في تموز/ يوليو 2022، عندما تعرضت السيارة التي كانوا بداخلها لقصف أثناء محاولة الهروب. وتضيف أن أولكسندر الذي أخبرها أنه يحلم أحيانا بوالدته عندما كانت تنازع، سيحتاج إلى دعم نفسي.

"سنحتفل"

تؤكد فيكتوريا أنه "منذ بداية الحرب، لم تتمكن من التواصل معه هاتفيا إلا مرة واحدة، وتوجهت إلى المناطق الحدودية ثلاث مرات لاستعادته لكن من دون جدوى. وتقول: "كان أفقنا مسدودا، لكن في نهاية المطاف جرت تسوية الموضوع". وأضافت: "أرسل إلى مدرسة داخلية عامة في مدينة لوغانسك المحتلة في شرق أوكرانيا، حيث أخذت منه أوراقه الثبوتية بالخداع.. مارسوا عليه ضغوطا نفسية لمنعه من المغادرة".

وستأخذه فيكتوريا إلى منزلها في زيتومير قرب كييف. وتقول: "سنحتفل ونعرفه على المدينة".

ويتعين على الفتى أيضا تعويض التأخر في تحصيله الدراسي والتعافي من الإصابات التي تعرض لها لدى قصف السيارة.

وجاء سيرغي، وهو مطور برامج معلوماتية يبلغ من العمر 36 عاما من كييف، لاصطحاب اثنين من أقاربه: ليف (13 عاما)، وياسمين (10 أعوام).

عندما قتل والداهما تولت قريبة لهما الاعتناء بهما قرب موسكو، و"لم يكن لديها رغبة في القيام بذلك، وأرادت وضعهما في دار رعاية، وأرسلتهما إلى مدينة ماريوبول التي تحتلها روسيا".

يقول سيرغي: "كنت أظن أنه من شبه المستحيل استعادتهما". ويضيف مبتسما أنه "مستعد لأن أصبح أبا لهما، بما أنه ليس لدي أطفال".

وجاءت امرأة من أفراد القوات المسلحة الأوكرانية رفضت التحدث، لاصطحاب ابنها البالغ من العمر 13 عاما بعدما كانت أسيرة حرب لدى الروس لعدة أشهر في العام 2022.

وتتهم كييف روسيا بـ"ترحيل آلاف الأطفال إلى أراضيها من المناطق التي تحتلها في أوكرانيا"، وتؤكد روسيا من جانبها أنهم نقلوا لضمان سلامتهم بسبب المعارك الدائرة، وتبدي استعدادها لإعادتهم إلى أقاربهم في أوكرانيا إذا طلبوا ذلك.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرة توقيف في حق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمفوضة الروسية لشؤون الأطفال، ماريا لفوفا بيلوفا، بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" بسبب هذه السياسة، وهو قرار يعتبره الكرملين باطلا ولاغيا.

وكانت دولة قطر قد أعلنت، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نجاح عملية لمّ شمل عدد من الأطفال الأوكرانيين بعائلاتهم في أوكرانيا، وعدّتها بداية مهمّة نحو لمّ شمل بقية الأطفال المتأثرين بالحرب الروسية الأوكرانية بعائلاتهم.

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان نُشر على منصة" إكس"، إنها سهلت استضافة الأطفال وعائلاتهم في مقر سفارة دولة قطر في موسكو، ومن ثم نقلهم إلى وجهتهم النهائية لضمان سلامتهم وراحتهم، والتأكد من احتياجاتهم.

وأعربت الوزارة عن "تقدير دولة قطر الكامل لحكومتي أوكرانيا وروسيا الاتحادية على تعاونهما، والتزامهما بضمان سلامة وأمن هؤلاء الأطفال، وتقديم الرعاية الملائمة لهم طوال هذه العملية وقبلها". كما عبّرت عن دعم الدوحة التام للجهود التي يبذلها الجانبان الأوكراني والروسي لحماية حقوق ورفاه الأطفال المتأثرين بالأزمة المستمرة، وشددت على "التزامها بتيسير لمّ شمل الأطفال بعائلاتهم بطريقة آمنة وسريعة من كلّ الجوانب".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون