مقتل هشام الهاشمي: دعوات عراقية للتحقيق بمصير القاتل

مقتل الهاشمي: دعوات للتحقيق بمصير القاتل بعد وثيقة تنفي وجوده في السجون العراقية

29 مارس 2023
تأجلت محاكمة المتهم 9 مرات خلال العام الماضي وسط شكوك عن تهريبه (فرانس برس)
+ الخط -

أثارت وثيقة صادرة باسم وزير العدل العراقي خالد شواني تؤكد عدم وجود قاتل الخبير في الشأن الأمني العراقي هشام الهاشمي في سجون الوزارة، ردود فعل وإدانات على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لفتح الحكومة تحقيقاً بالملف، والكشف عن مصير القاتل ومحاكمته.

ويلف الغموض ملف محاكمة المتهم بقتل الهاشمي، أحمد عويد الكناني، وهو ضابط اعترف بالتورط في اغتيال الهاشمي في تموز/ يوليو 2020، وهو منتسب أمني في جهاز الشرطة الاتحادية، إضافة إلى عمله مع فصيل مسلح نافذ في بغداد، وقد تأجلت محاكمته تسع مرات خلال العام الماضي، وسط شكوك عن تهريبه من السجون أو محاولة ذلك.

ولم يصدر أي موقف رسمي عراقي إزاء تلك الشكوك، طوال تلك الفترة، إلا أن مواقع تواصل تداولت، أمس الثلاثاء، وثيقة مسربة تضمنت جواباً لوزير العدل خالد شواني يبلّغ فيها مجلس النواب العراقي بعدم وجود المتهم الرئيسي باغتيال المحلل السياسي هشام الهاشمي في سجون الوزارة.

عائلة الهاشمي من جهتها، دعت رئيس الوزراء الى التحقيق بملف "تهريب" القاتل من السجن، وقالت في بيان نقلته وكالات أنباء محلية "نشعر بالصدمة من الأنباء والتقارير التي تؤكد هروب المتهم الرئيسي في عملية اغتيال الهاشمي باعتراف واضح وصريح من وزير العدل".

وأشارت إلى أنه "إذا ما تأكد ذلك، فإن هذه جريمة أخرى تضاف إلى جريمة الاغتيال، بل هي أشد من الاغتيال، فالأول استهدف شخصية مؤثرة في الشارع العراقي أمنياً واجتماعياً، أما تهريب المجرم فهو يستهدف الدولة العراقية ويجعلها دولة من ورق لا تحمي أبناءها وغير قادرة على تحقيق العدالة"، داعية رئيس الوزراء إلى "فتح تحقيق فوري للتوصل إلى الحقائق ونشرها أمام الرأي العام".
كما دعت "المنظمات الأممية وممثلة الأمم المتحدة بالعراق جنين بلاسخارت إلى الضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى المجرمين".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، تساءل ناشطون ومدونون عن الملف، مستغربين استمرار تأجيل محاكمة القاتل، وقال الصحافي العراقي إياد الدليمي، في تغريدة له، "ما معنى أن يختفي قاتل الهاشمي؟ ما معنى ألا تعثر عليه وزارة العدل بين النزلاء؟ نموذج من العراق الديمقراطي جداً الذي بشّرتنا به أميركا قبل عشرين عاماً".

 
الصحافي العراقي محمد الكبيسي قال في تغريدة له: "كلنا نعلم أن قاتل هشام الهاشمي تم تهريبه منذ مدة طويلة خارج العراق، وعملية تأجيل المحاكمات كانت لكسب الوقت"، معتبراً أن "تسريب الوثيقة اليوم فيه رسالة مفادها أن ملف اغتيال الهاشمي أغلق نهائياً دون محاسبة الجاني ومن يقف خلفه".

أما الباحث في الشأن السياسي العراقي شاهو القرداغي، فاعتبر أن "التأجيل المستمر للقضية من قبل القضاء والغموض حول المجرم يضع الكثير من علامات الاستفهام.. لماذا يخشى الجميع من المساس بقاتل الشهيد هشام الهاشمي؟ ولماذا بقيت القضية معلقة حتى اليوم؟ أين القاتل؟".

المساهمون