معارك في دارفور.. واستنفار لمتقاعدي الجيش و"القادرين" على حمل السلاح

معارك في دارفور.. و"الدفاع" السودانية تستنفر متقاعدي الجيش و"القادرين" على حمل السلاح

26 مايو 2023
أجبرت المعارك في السودان أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم (Getty)
+ الخط -

اندلعت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الجمعة، في دارفور (غرب)، وفق ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس، في رابع أيام الهدنة المبرمة بوساطة أميركية سعودية، والتي لم يُلتزم بها كلياً منذ بدئها.

وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، "معارك بكل أنواع الأسلحة"، بحسب إفادات السكان.

وفي سياق متصل، دعت وزارة الدفاع السودانية، الجمعة، الجنود المتقاعدين "وكل القادرين على حمل السلاح للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأميناً لأنفسهم".

وذكر وزير الدفاع السوداني، ياسين إبراهيم ياسين، في بيان للوزارة "بما أن قوات التمرد تمادت في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحافيين والقضاة والأطباء وأسر ومطاردة، والقبض على معاشيي القوات النظامية، إننا نوجه نداءنا هذا، ونهيب بكل معاشيي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود، وكل القادرين على حمل السلاح، بالتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق".

وقال إن "القوات المسلحة انصاعت لقبول هدنة محددة لا يمكن رفضها من واقع المسؤولية الأخلاقية لحماية المدنيين والمساعدات الإنسانية (..) وقوات التمرد ظلت في انتهاك مباشر وخرق واضح قبل وبعد الهدنة".

من جهتها وصفت قوات الدعم السريع بيان وزارة الدفاع بأنه "خطير"، ورأت أن هذه الخطوة تدل على "يأس وتخبط" الجيش السوداني، و"محاولة الاحتماء بالمواطنين الأبرياء للقتال نيابة عنهم بدلاً عن المحافظة على سلامة وأمن المواطنين العزل".

وأضافت، مساء الجمعة، في بيان نشرته على صفحتها في "تويتر": "لقد برهن هذا البيان الهزيل، وبشكل صريح، ما ظللنا نؤكده على الدوام بأن قرار القوات المسلحة مختطف من عناصر النظام البائد، وأن هناك أكثر من مركز قرار داخل الانقلابيين، وأوضح دليل على ذلك أن قرار التعبئة العامة كان الأولى أن يصدر من (رئيس البدروم) بدلاً من تقديم وزير الدفاع كبش فداء في هذه المؤامرة الدنيئة".

ويأتي هذا بعد ساعات من إعلان السفارة الأميركية في الخرطوم في بيان مشترك، اليوم الجمعة، أنّ السعودية والولايات المتحدة تلاحظان تحسناً في احترام اتفاق وقف إطلاق نار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في السودان.

وناشدت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة أطراف الصراع في السودان التقيد بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وكذا اتخاذ الخطوات اللازمة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.

وتابع البيان: "يجب على الطرفين وضع احتياجات الشعب السوداني في المقام الأول، والالتزام بالشروط التي اتفقا عليها قبل أيام قليلة فقط".

وجاء الاتفاق على وقف إطلاق النار بعد محادثات في جدة بوساطة السعودية والولايات المتحدة، وفشلت اتفاقات وقف إطلاق نار سابقة في وضع حد للقتال. 

وينصّ الاتفاق على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وهو أمر متعذّر حتى الآن مع عدم تأمين أي ممر إنساني، ما يمنع المدنيين من مغادرة مناطق الاشتباكات.

تعرض منزل السفير الأردني في الخرطوم للاعتداء والتخريب

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، اليوم الجمعة، تعرض منزل السفير الأردني في الخرطوم سائد الردايدة للاعتداء والتخريب، مؤكدةً وجود السفير وطاقم السفارة في مدينة بورتسودان، وعدم تعرض أي منهم لأي مكروه.

واستنكرت الخارجية الأردنية كافة أشكال العنف والتخريب، خاصة تلك التي تنتهك حرمة المباني الدبلوماسية، مؤكدةً ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وخاصة اتفاقية فيينا.

ويدور القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وأدى لتفاقم الأزمة الإنسانية، وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما يهدد بزعزعة استقرار منطقة أوضاعها هشة أصلاً.

وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 1800 شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية، وأكثر من نصف سكان السودان (25 مليوناً من إجمالي 45 مليوناً) باتوا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية حيوية، وفق المنظمة ذاتها.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ آلية مراقبة وقف إطلاق النار في السودان رصدت انتهاكات محتملة للاتفاق، أمس الأربعاء، تضمنت استخدام المدفعية والطائرات الحربية والمسيرة.

وحذرت واشنطن أيضاً من أنّ مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية تزود قوات الدعم السريع بصواريخ أرض جو لمحاربة الجيش السوداني، قائلةً إنّها "تساهم في نزاع مسلح طويل الأمد لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى في المنطقة".

واندلعت اشتباكات متفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الساعات الماضية، مما بدد الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم. 

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)