مسؤولة أممية تدعو للضغط على "طالبان" بشأن القرارات المتعلقة بالمرأة

مسؤولة أممية تدعو للضغط على "طالبان" بشأن القرارات المتعلقة بالمرأة

26 يناير 2023
محمد: لن يتم استبدال النساء العاملات في المجال الإنساني برجال (Getty)
+ الخط -

شددت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، على ضرورة أن تلعب الدول ذات الأغلبية المسلمة دوراً فاعلاً في الضغط على حركة طالبان، من أجل التراجع عن الخطوات التي اتخذتها في ما يخص حقوق المرأة في العمل والتعليم وغيرها.

جاءت تصريحات محمد خلال مؤتمر صحافي عقدته في نيويورك للحديث عن زيارتها على رأس وفد رفيع المستوى لأفغانستان ولقائها مسؤولين عن "طالبان" ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات إنسانية ونسائية، بالإضافة إلى جولتها في عدد من عواصم المنطقة وعواصم دولية.

وأضافت محمد رداً على أسئلة مراسلة "العربي الجديد"، أنه: "لاحظنا، بعد عودة طالبان للحكم، صمتاً من قبل دول مجاورة (ودول إسلامية) عمّا كان يحدث في أفغانستان. ولكن في الأسابيع التي سبقت زيارتي وبعد صدور المنع (على تعليم وعمل النساء) سمعنا من منظمة التعاون الإسلامي كلاماً أقوى، ومن المملكة العربية السعودية ومن تركيا".

وقالت: "الآن نحن بحاجة إلى المزيد ... نحن بحاجة كذلك إلى الموارد (المادية) لدعم المساعي الإنسانية التي نقودها، حيث قد يكون من الصعب على بعض شركائنا اليوم (الدول الغربية في الغالب) أن يشرحوا لدافعي الضرائب سبب قيامنا بذلك (الاستمرار بتقديم المساعدات رغم المنع الذي تفرضه طالبان)".

وتابعت: "لذلك قد يكون هناك بعض المتشددين (في تلك الدول الغربية) الذين سيرفضون التعامل تحت هذه الظروف وسيقولون إن الدول (المانحة) لديها الكثير من المشاكل في العالم وهناك الخيارات والاحتياجات (الإنسانية) المتنافسة. وإذا كان هؤلاء الأشخاص سيخرجون النساء من أماكن العمل، فلن نقوم (بتقديم الأموال)".

محمد: على الأمم المتحدة أن تستمر بإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات لهؤلاء الذين هم بأشد الحاجة إليها

 ولفتت محمد الانتباه إلى أنه على الأمم المتحدة أن تستمر بإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات لهؤلاء الذين هم بأشد الحاجة إليها، مؤكدة ضرورة عدم التفريط بحقوق النساء الأفغانيات في الوقت ذاته.

وشددت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة على تأكيد ممثلي دول ذات أغلبية مسلمة في المنطقة، اجتمعت معهم خلال جولتها الأخيرة، على أن "الإسلام لا يمنع المرأة من حقها في التعليم أو العمل". وقالت إن الأمم المتحدة تحاول "البناء على الزخم الحالي وعلى دول الجوار الانخراط وهو ما يدعمه المجتمع الدولي. ونحاول استعادة ما فقدناه من حقوق في الأشهر القليلة الماضية".

وأشارت محمد إلى رغبة "طالبان" بالحصول على الاعتراف الدولي، بما في ذلك السماح للممثلين عن الحركة بتولي الكرسي المخصص لأفغانستان في مؤسسات الأمم المتحدة، في الوقت الذي يقومون فيه بالتضييق على حقوق الإنسان الأساسية للأفغان وعلى النساء بالذات وحرمانهن من العمل والدراسة وحرية التنقل دون مُحرم.

ويذكر في هذا السياق أن اللجنة المعنية باعتماد ممثلي الدول للأمم المتحدة، وهي مكونة من دول أعضاء، رفضت البتّ في طلب حركة طالبان وهو ما قامت به كذلك بخصوص ميانمار بعد الانقلاب العسكري هناك، حيث يمثل البلدين في الأمم المتحدة سفراء عن الحكومات السابقة قبل الانقلابات.

 كما أشارت محمد إلى أن "طالبان" تحدثت عن اتخاذهم عدداً من "الخطوات"، ولكن في المقابل يرون أنهم لم يحصلوا على الاعتراف المطلوب. وأشارت محمد في هذا السياق "لقد ذكرناهم بأنهم حتى عندما أعلنوا عن تقديمهم بعض الحقوق، والمراسيم التي أصدرت "لحماية المرأة" فإنهم كانوا يأخذون باليد الثانية ما يعطونه باليد الأولى، وهذا غير مقبول".

ولفتت إلى وجود بعض الاستثناءات التي قدمتها "طالبان" بعد الضغوطات التي تعرضوا لها من بعض الدول، مؤكدة أن هذا لا يكفي، وأن الأمم المتحدة في موقع لا تحسد عليه.

وشددت محمد على أنه لن يتم استبدال النساء العاملات في المجال الإنساني برجال بعد منعهن من العمل. وكذلك على أن ما يحدث في أفغانستان له تبعات خارج حدودها، حتى على الصعيد الديني.

وأشارت إلى اقتراح يتم العمل عليه من الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي بعقد مؤتمر دولي حول النساء في العالم الإسلامي.  وأضافت: "من الضروري أن يكون هناك نقاش داخلي في العالم الإسلامي وهناك تيارات مختلفة، لكن هناك حقوقا للنساء بما فيها في مجال العمل".

وتشمل القيود التي فرضتها "طالبان" على النساء منعهن من التعلّم بعد سن الـ12 ومنعهن من الخروج والتنقل دون مُحرم كما من العمل، بمن فيهن النساء العاملات في المجال الإنساني.

المساهمون