مجلس الأمن قلق إزاء هجوم وشيك لـ"الدعم السريع" على الفاشر في دارفور

مجلس الأمن قلق إزاء هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على الفاشر في دارفور

27 ابريل 2024
محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، الخرطوم 17 يوليو 2019 (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مجلس الأمن الدولي يعبر عن قلقه بشأن هجوم محتمل من قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة على الفاشر، آخر مدينة كبرى في دارفور لم تخضع لسيطرتهم، وسط اتهامات بانتهاكات وقتل عرقي.
- تصاعد العنف في دارفور منذ أبريل 2023، مع نزوح آلاف ودمار واسع. الفاشر تواجه حصاراً بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مليط، فيما يعزز الجيش ومتمردون سابقون الدفاعات.
- السودان يطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث دعم الإمارات المزعوم لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه الإمارات مؤكدة عدم تورطها في زعزعة استقرار السودان.

عبر مجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، عن "قلقه العميق" إزاء هجوم وشيك تجهز له قوات الدعم السريع بالسودان على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

والفاشر هي آخر مدينة كبرى بإقليم دارفور الشاسع بغرب السودان لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع التي اجتاحت مع حلفائها أربع عواصم ولايات أخرى بدارفور في العام الماضي، وتواجه تلك القوات اتهامات بالضلوع في حملة من عمليات قتل ذات دوافع عرقية بحق جماعات غير عربية وغيرها من الانتهاكات في غرب دارفور.

وعبر مجلس الأمن في بيان عن "قلقه العميق إزاء الهجوم الوشيك لقوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها" على مدينة الفاشر. وحذر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة في مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، من أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون "لخطر شديد ومباشر" مع تفاقم أعمال العنف والتهديد "بإطلاق العنان لصراع طائفي دموي في جميع أنحاء دارفور".

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في إبريل/ نيسان 2023، تجددت أعمال العنف في إقليم دارفور. ومع امتداد الحرب إلى أجزاء أخرى من البلاد، توسّط القادة المحلّيون لإبرام اتفاق هدنة في مدينة الفاشر واقتصر وجود قوات الدعم السريع على المناطق الشرقية من المدينة، بينما ظلّت الجماعات المتمردة السابقة على الحياد، لكن هذا الترتيب انهار بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة مليط، في الشهر الجاري، ما أدى إلى حصار مدينة الفاشر فعلياً.

ويقول شهود إن الجيش عزز الإمدادات والقوات بما في ذلك من خلال إنزال جوي لقاعدته في المدينة، على عكس ما حدث في عواصم الولايات الأخرى حيث فر الجنود بسرعة، وقالت جماعتان متمردتان سابقتان بارزتان، هما جيش تحرير السودان، بزعامة مني مناوي، وحركة العدل والمساواة، بزعامة جبريل إبراهيم، إنهما ستتصديان أيضاً لقوات الدعم السريع.

ومنذ بداية إبريل الجاري دُمّر ما لا يقل عن 11 قرية في ضواحي الفاشر، وفقاً لصور الأقمار الصناعية التي حصل عليها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ ما لا يقل عن 36 ألف شخص نزحوا.

السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث "عدوان الإمارات"

إلى ذلك، تقدّم السودان بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي للبحث في "عدوان الإمارات على الشعب السوداني" ومساندتها قوّات الدعم السريع في الحرب التي تخوضها مع الجيش، بحسب ما قال مسؤول دبلوماسي سوداني لوكالة فرانس برس، السبت.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه: "تقدّم مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة (الجمعة) بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث عدوان الإمارات على الشعب السوداني، وتزويد المليشيا الإرهابية بالسلاح والمعدات".

كذلك، أفادت وكالة أنباء السودان "سونا" بأنّ مندوب الخرطوم الحارث إدريس قدّم الطلب "رداً على مذكرة مندوب الإمارات للمجلس"، مشدداً على أن "دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع الإجرامية التي شنت الحرب على الدولة يجعل الإمارات شريكة في كل جرائمها".

ورفضت أبوظبي هذه الاتهامات، في رسالة إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وقالت إنّ "كافة الادّعاءات المتعلقة بتورّط الإمارات في أي شكل من أشكال العدوان أو زعزعة الاستقرار في السودان، أو تقديمها لأي دعم عسكري أو لوجستي أو مالي أو سياسي لأي فصيل في السودان هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أدلة موثوقة لدعمها"، وفق الرسالة التي نشرتها الخارجية الإماراتية على موقعها.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون