غسل أدمغة الطلاب الروس ضد الاحتجاجات: عودة للأساليب السوفييتية

غسل أدمغة الطلاب الروس ضد الاحتجاجات: عودة للأساليب السوفييتية

10 فبراير 2021
شهدت الاحتجاجات الأخيرة مشاركة واسعة للشباب (Getty)
+ الخط -

دفعت المشاركة الواسعة لطلاب المدارس والجامعات الروسية في التظاهرات الأخيرة لدعم المعارض أليكسي نافالني، السلطات على كافة المستويات، ومن ضمنها الكرملين، للعمل على الحدّ من هذه الظاهرة بشتى الوسائل والسبل، فيما بدا ارتباك السلطات واضحاً في طريقة التعامل مع "فتيان وشباب تيك توك" بعدما استخدم التطبيق على نطاق واسع في الحشد للتظاهرات والتي تم تعليقها أخيراً. وفي مواجهة حركة الشباب، يبدو صنّاع السياسة الداخلية في الكرملين حائرين بين استخدام الوسائل العصرية لمخاطبة طلاب المدارس والجامعات، أو العودة إلى أساليب الحقبة السوفييتية السابقة، في حين دعت الكنيسة الأرثوذكسية، المتحالفة مع القياصرة تاريخياً، إلى نشر "المعتقدات الصحيحة"، تجنّباً لـ"الإصابة بالجنون".

واستنفر الكرملين أدواته من أجل التأثير بالتلاميذ والطلاب بعد "صدمة" الانتشار الواسع لوسم freedomNavalny# و#23 يناير على تطبيق "تيك توك"، ومشاهدة أكثر من 300 مليون مشاهد لمقاطع فيديو أعرب الشباب فيها عن معارضة اعتقال نافالني ودعوا لإطلاق سراحه، وما تبع ذلك من مشاركة طلاب الصفوف العليا في المدارس وطلاب الجامعات في تظاهرات 23 و31 يناير/ كانون الثاني الماضي. وحدث ذلك على الرغم من توظيف السلطات كل طاقاتها للتحذير من المشاركة في التظاهرات، عبر نداءات من الكرملين وحكومة مدينة موسكو، ووزارة الداخلية، ومفوضية حقوق الطفل في روسيا التابعة لإدارة الرئيس فلاديمير بوتين. وأشار خبراء في علم الاجتماع حينها إلى أن نداءات السلطات ساهمت في زيادة حضور "المراهقين" المتمردين عادة في التظاهرات الاحتجاجية.

وبدأت الشرطة حملة ترهيب وتحذير للطلاب وعائلاتهم تدعو لضرورة عدم المشاركة في الاحتجاجات غير المرخص لها وما يمكن أن تتسبّب به. كما انطلقت في بعض المدارس حملة "غسيل أدمغة وترويض" لتوعية طلاب المدارس. وفي وقت لاحق، كشفت وزارة التربية عن نيّتها تعيين "مستشارين" لتوعية التلاميذ ومدرسيهم حول القضايا السياسية. وليس بعيداً عن نداءات الزعيم الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي بفتح جميع المرافق المغلقة في البلاد من أجل "تفريغ الطاقة السلبية عند الشباب المتراكمة بفعل قيود كورونا"، خصصت بعض المدارس دروساً لكشف "مؤامرات لاستخدام الشباب في لعبة السياسة لتخريب البلاد مقابل مبالغ مالية". ولتأكيد شعبية "أبي الأمة"، قامت جامعات بتنظيم استعراضات تمتدح الرئيس فلاديمير بوتين بمشاركة الطلاب الذين فوجئ بعضهم بأنهم وقعوا ضحية احتيال من عمادة الجامعة.

غسيل أدمغة وترويض في المدارس
في 31 يناير الماضي، نظمت مدن روسية، وتزامناً مع موعد التظاهرات، نشاطات وفعاليات للرقص والغناء، ومسابقات رياضية لثني الشباب عن المشاركة في الاحتجاجات. وتواترت أنباء عن تهديدات من إدارة الجامعات والمعاهد بعواقب المشاركة في التجمعات غير المرخص لها. كما كشفت وسائل إعلام معارضة عن طرد بعض المدرسين الجامعيين نتيجة "انشغالهم بالسياسة والتحريض على حساب مهمتهم الأساسية بالتعليم".

نظمت مدن روسية، تزامناً مع التظاهرات، نشاطات وفعاليات للرقص والغناء، ومسابقات رياضية لثني الشباب عن المشاركة في الاحتجاجات


وتحسباً لدعوات جديدة للتظاهر قد تجذب الطلاب، خصصت بعض المدارس دروساً لحضّ الطلاب على عدم المشاركة في الاحتجاجات. وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً لأستاذ "أساسيات السلامة" يفغيني جيليوف في مدرسة بمحافظة فولوغدا (بين مدينتي موسكو وسان بطرسبورغ)، يشرح فيه لمجموعة من الطلاب في المرحلة الثانوية الأسباب التي يجب عليهم معرفتها من أجل عدم المشاركة في الاحتجاجات.

واستخدم المدرّس في التسجيل تعابير جارحة وألفاظاً نابية، وشرح بصوت مرتفع للتلاميذ أن نافالني ليس إلا "بيدقاً في لعبة شخص ما"، متسائلاً: "أي سياسي هو بحق الجحيم؟... جيرينوفسكي سياسي. أما هذا الأحمق (نافالني)، لم أسمع حتى أنه موجود في هذا العالم، حتى بدأوا في تنظيم تجمّعات للدفاع عنه". ومع إشارته إلى أن "لا أحد يطالب باحترام فلاديمير فلاديميروفيتش (بوتين)"، شدد جيليوف على أن بوتين هو المسؤول في البلاد. واتهم المدرس منظمي التظاهرات بأنهم يسعون فقط إلى جمع المال من أجل إخراج الطلاب إلى الشوارع، وخلص إلى أن الاحتجاجات لن تؤدي إلى أي نتيجة، ولن "ينصب تمثال لأي منكم" لمشاركته. وذكّر بسنوات التسعينيات (من القرن الماضي) الصعبة التي لم "تعانوا فيها"، محذراً من انزلاق البلاد إلى أوضاع مأساوية مشابهة.
وأكدت مديرة المدرسة، عضو مجلس مدينة فولوغدا سفيتلانا رازينا، لوسائل إعلام روسية، أن المدرس المذكور ناقش في هذه المحادثة "مسألة خطيرة للغاية"، رافضة الإدلاء بتعليقات أخرى.

تأكيد شعبية القائد
وفي تقليد واضح للأساليب السوفييتية في التعامل مع الطلاب، نظّم عدد من الجامعات والمعاهد تجمعات مساندة لبوتين. وكشف موقع "دوخا" أن إدارة جامعة موسكو الحكومية للقانون خدعت الطلاب لضمان حضورهم، وعرض الموقع سجل محادثات بين الطلاب وإدارة الجامعة على تطبيق "تلغرام" أظهر أن الدعوة الأساسية كانت من أجل تسجيل مقطع فيديو عن إنجازات روسيا في موضوع محاربة فيروس كورونا لنشره على الإنترنت ومحطات التلفزة برعاية من مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، الذي تعهد بمنح كل طالب شهادة تقدير للمشاركين. وحسب الطلاب المشاركين، فإنهم فوجئوا بتسليمهم أعلاماً طُلب منهم التلويح بها، وقراءة نص مكتوب على شاشة كبيرة أمامهم "الرئيس عندنا واحد، وسنقضي معه على الفيروس. الرئيس عندنا واحد ومعاً سننتصر على الجميع. فلاديمير فلاديميروفيتش نحن معك، بوتين رئيسنا". ونقلت صحيفة "نوفايا غازيتا" عن بعض الطلاب أن قسماً منهم رفض المشاركة بعدما عرف حقيقة الموضوع.

وتحدث طلاب معهد بيلوغراد للفن والثقافة أن إدارة المعهد خدعتهم، وكشف بعضهم أن الإدارة طلبت منهم التوجّه إلى قاعة الأنشطة من أجل تسجيل فيديو لعرضه بمناسبة يوم "حماة الوطن" في 23 فبراير/ شباط الحالي، على أنغام أغنية تمجد الوطن وبطولات الجيش الأحمر، وأنه طُلب مهم فقط التلويح بالأعلام، وفوجئ الطلاب لاحقاً بأغنية تمجد بوتين وأضيف إليها بأصوات مختلفة في النهاية "بوتين رئيسنا" و"فلاديمير فلاديميروفيتش نحن معك".
ونظّمت فعاليات طالبية أخرى في عدد من المعاهد التقنية على الرغم من ظروف الحجر الصحي بسبب كورونا. ويبدو أن الفعاليات جاءت كرد مباشر على نتائج استطلاعات للرأي صدرت عن مركز "ليفادا" المستقل، كشفت أن الثقة بحكم بوتين بين صفوف الشباب ما بين 18 و24 عاماً هوت بنحو الربع في السنة الأخيرة. وواصل هذا المؤشر هبوطه منذ 2015 من نحو 80 في المائة في 2015 بعد ضم شبه جزيرة القرم، إلى 51 في المائة في الاستطلاع الذي أجري بين 29 يناير و2 فبراير الحالي.

تجارب قديمة جديدة لكسب الشباب
ويبدو أن المشاركة الطالبية الكثيفة في التظاهرات حفزت السلطات الروسية على العمل بسرعة في صفوف الشباب. ونقلت صحيفة "كوميرسانت" في 2 فبراير الحالي، عن مصادر في الكرملين، أن الموضوع "قيد النقاش على أعلى مستوى"، وأن صانعي السياسة الداخلية سيعملون على تفعيل مشاريع عدة. وكشفت المصادر أن التفكير في الحاجة إلى العمل بشكل وثيق مع طلاب المدارس بدأ بعد المشاركة الواسعة لطلاب المدارس والمعاهد والجامعات في احتجاجات عام 2017، وتراجع شعبية حكم بوتين التي تسبّب بها فيلم صندوق مكافحة الفساد حول رئيس الوزراء آنذاك ديمتري ميدفيديف. ونقلت الصحيفة عن مصدر "مشارك في تطوير مشاريع للتعامل مع الشباب تحت إدارة الكرملين"، أن "استجابة" الإدارة الرئاسية تركزت بشكل أساسي على "إشراك الشباب في أنشطة مفيدة" والتوجيه المهني المبكر، وعزا المصدر ذلك إلى أن الكرملين انطلق من أن المشاركين في الاحتجاجات هم "الشباب الفاقد للأمل" أو ممن يبحثون عن شخص يلومونه على "مشاكلهم الوجودية".

الكرملين انطلق من أن المشاركين في الاحتجاجات هم "الشباب الفاقد للأمل" أو ممن يبحثون عن شخص يلومونه على "مشاكلهم الوجودية"


ويرى خبراء أن الكرملين أهمل منذ سنوات طويلة فئة الشباب الطامحين إلى تحسين أوضاعهم المعيشية، وأن مشاريع جذب الشباب في السنوات الماضية كانت نخبوية ولم تبحث عن حلول عميقة لمشاكل البطالة والهجرة. كما أن الشعارات القومية المرفوعة، والتغني بقوة روسيا ودورها المتصاعد عالمياً، لم تعد كافية لتحفيز الشباب الباحث عن فرص للعيش والعمل في بلاده.
وعلى خلفية اتهامات المسؤولين الروس لأجهزة الاستخبارات الغربية بمحاولة إثارة "ثورات ملونة" داخل روسيا، والفعاليات التي نظمتها الجامعات، يبدو أن الكرملين ذاهب إلى تكرار تجارب سابقة ومعالجة غير شاملة لملف الشباب، عبر إعادة إحياء مشاريع مثل حركة "ناشي" (جماعتنا أو من هم منا). والأخيرة هي حركة أطلقها صانع السياسة الداخلية السابق في الكرملين فلاديسلاف سوروكوف في 2005 تحت شعار المحافظة على استقلال وسيادة روسيا ووحدة أراضيها، ودعت حينها الشباب إلى "الاصطفاف في الجهة الصحيحة في حال بدأت ثورة ملونة بتدبير من الغرب"، مع وعود ببناء مجتمع مدني، وتحديث البلاد عبر "ثورة كوادر لإشراك الشباب". ولم تعمّر "ناشي" طويلاً إثر تراجع التمويل، وانشقاقات في الحركة، وبرزت على أساسها مشاريع عدة ليست جماهيرية ثبُت فشلها مع زيادة أعداد فئة الشباب الغاضبة على السلطة وفسادها.

مستشارون سياسيون في المدارس
على الرغم من أن سلطة "المجتمع الأبوي" استطاعت ثني كثير من القصَّر والشباب عن المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية، خصوصاً في المدن الصغيرة، يبدو أن السلطات لا تراهن طويلاً على قدرة الآباء والأمهات في التأثير طويلاً على أفكار أبنائهم في ظل صراع الأجيال القائم تاريخياً في كل المجتمعات. وبعد أيام على التظاهرات الأولى، كشف وزير التعليم الروسي سيرغي كرافتسوف، في 27 يناير الماضي، في مداخلة أمام مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، عن تنظيم مسابقات لتوظيف مستشارين في المدارس الروسية.
وفيما نقلت صحيفة "كوميرسانت" عن مصدر أن مهمة المستشارين تشمل مناقشة المواضيع السياسية والتجمّعات مع طلاب المدارس، أوضح كرافتسوف أنه في عام 2022، ستُنظّم في جميع مناطق روسيا مسابقة توظيف لمناصب مستشاري مديري المدارس في مجال التعليم. وينتظر أن تطلق المسابقة في بداية مارس/ آذار من العام الحالي في عشر مناطق تجريبية في بريانسك، وفولوغدا، وكالينينغراد، ونيجني نوفغورود، وأومسك، وساخالين، وتيومين، ومنطقة تشيليابينسك، وفي إقليم ستافروبول، وفي سيفاستوبول.

وكشفت مواقع إعلامية روسية أن المسابقة التي ستُنظم تحت اسم "موجّهي الطفولة"، هي نتاج مشروع مشترك لوزارة التربية و"الحركة الروسية لأطفال المدارس" التي أسسها الكرملين بموجب مرسوم لبوتين في 2015 كهيئة تُعنى بشؤون الشباب الروس، وتهدف لتثقيف المراهقين و"تكوين شخصيتهم على أساس نظام القيم المتأصل في المجتمع الروسي". ولن يقتصر عمل "المرشد التربوي" على تقديم المشورة للطلاب فقط، ولكن لمدير المدرسة أيضاً، بعدما أظهرت "الأحداث الأخيرة"، حسب كرافتسوف، مدى أهمية موضوع التعليم، و"كيف سيحقق الأطفال أهدافهم؟ في أي مرحلة من الحياة يمكن أن يتم التأثير على نظرتهم للعالم؟ كيف نمنع احتمال التأثير المدمر على الأطفال؟".

الكرملين يسعى إلى استنساخ تجارب سابقة للتعامل مع الأطفال والشباب الروس

ومن الواضح أن الكرملين يسعى إلى استنساخ تجارب سابقة في العهدين الروسي والسوفييتي للتعامل مع الأطفال والشباب الروس، فالمديرة التنفيذية لـ"الحركة الروسية لأطفال المدارس" هي إيرينا بليشيفا، البالغة من العمر 33 عاماً، والتي عملت في الماضي في "الجبهة الشعبية لعموم روسيا" وحكومة منطقة موسكو وفي حركة "ناشي". وذكرت بليشيفا، في تصريحات، أن المهمة الرئيسية للمعلمين ستكون التواصل مع الشباب، مشيرة إلى أن "المشكلة الرئيسية في المدارس هي ضيق الوقت للتواصل"، مشددة على أن المُربي يحتاج إلى "معرفة اللغة والإيماءات، ومشاهدة التسجيلات والأفلام التي يشاهدونها، والموسيقى التي يستمعون إليها، ومتابعة الشبكات الاجتماعية، وفهم أجهزة الألعاب وألعاب الكمبيوتر". ورأت بليشيفا أن المستشارين سيكونون قادرين على إرسال طلب من تلاميذ المدارس إلى السلطات لأخذ رأيهم في الاعتبار.

ورأى خبراء أن السلطات تسعى إلى السيطرة على عملية "تسييس تلاميذ المدارس" عبر بث شعاراتها. ووصفت عالمة النفس الاجتماعي لودميلا بترانوفسكايا هذه المبادرة بأنها سخيفة، قائلة "لا أستطيع أن أتخيل ما هو هدفهم: تثبيطهم عن الذهاب إلى التجمّعات أو إلقاء المحاضرات؟". وخلصت في تصريحات لصحيفة "كوميرسانت"، إلى أن "الطالب العادي المهتم بالقضايا الاجتماعية والسياسية هو أذكى من الأشخاص الافتراضيين الذين ابتكروا ذلك. سوف يكتشف الأطفال كيفية التخلص منهم على أي حال".

دور الكنيسة
في ظل انعدام أيديولوجية موحدة جامعة في روسيا بعد ثلاثة عقود من انهيار الاتحاد السوفييتي، تسعى الكنيسة إلى استغلال الفراغ بإحياء الروح المسيحية لدى الشباب والمراهقين، وإعادة الاعتبار لمؤسسة الأسرة على أمل دعم السلطات في وجه "القيم الليبرالية والغربية المنحلة"، بحسب توصيفها. وفي 31 يناير الماضي، وتعليقاً على التظاهرات، قال بطريرك روسيا كيريل إن الشباب في روسيا "يفقدون ما يرشدهم في الحياة" ويحتاجون إلى تطوير "معتقدات صحيحة". وأشار إلى أن "الوالدين يمارسان التأثير الأكبر في تنشئة الإنسان"، وأن "التنشئة في الأسرة" لها "أهمية كبيرة"، معتبراً أنه "يوجد اليوم ما يسمى بأزمة جيل الشباب. غالباً ما يقع شبابنا في الجنون، ويفقدون كل ما يرشدهم في الحياة".

وأضاف البطريرك أنه يجب على الطفل "تكوين الأفكار الصحيحة والمعتقدات الصحيحة" التي يمكن أن "تشكّل حائط صد جيداً في وجه التأثيرات المدمرة"، مضيفاً "إذا أردنا أن يكون لدينا مستقبل مشرق حقاً لشعبنا، لوطننا، يجب أن نفكر كثيراً في هذه الأيام الخاصة. فكروا في كيفية تكوين وعي شبابنا، وما هي القوى التي تؤثر على القلوب والأرواح، وكيف يتم بناء تدفق المعلومات، والذي يمتص اليوم الشخص المعاصر، وما هي الأفكار التي يمتلئ بها هذا التدفق".