عراقيون يستعدون لتظاهرات احتجاجاً على الانسداد السياسي

عراقيون يستعدون لتظاهرات احتجاجاً على الانسداد السياسي

15 ابريل 2022
حالة جمود سياسي كامل في العراق (محمد صواف/فرانس برس)
+ الخط -

من المرتقب أن تشهد العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى (جنوباً)، مساء اليوم الجمعة، تظاهرات دعا إليها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجاً على ما وصلت إليه الأزمة السياسية من انسداد، وتأخر تشكيل الحكومة الذي عطّل الكثير من المشاريع، بسبب ما ترتب عنها من تأخر إقرار الموازنة المالية العامة لعام 2022 الحالي.

وعلى مدار الأسبوع الفائت، حُشد للتظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين ومدونين، لكن حتى الآن لم تعلن حركة "امتداد" و"البيت الوطني" و"البيت العراقي"، أبرز القوى المدنية في بغداد وجنوبي العراق، مشاركتها فيها.

ومن المفترض أن تنطلق التظاهرات في بغداد من ساحة الفردوس (وسط)، وسيقدم القائمون عليها ما اعتبروه "حلولاً للأزمة السياسية".

وقد أصدر منظمو التظاهرات بياناً، أكدوا فيه أن "تظاهراتهم تأتي للاحتجاج على ما آلت إليه الأمور في البلاد من جوع وفقر وغلاء أسعار ونقص علاج وضعف التعليم وانهيار المؤسسات والفساد وغياب القانون، كنتيجة طبيعية للمماطلة بتشكيل الحكومة والصراع الدائر على المناصب".

ودعوا، الشعب إلى "التوحد والنزول إلى الشارع بحشود كبيرة في تظاهرات موحدة في عموم المحافظات، اليوم الجمعة، بعد فترة الفتور"، مؤكدين أن "الشعب سيطرح في التظاهرات مقترحات لحل الأزمة الحالية، إما عبر اقتراح مجموعة شخصيات لرئاسة الجمهورية والوزراء، أو قد تتجه للمطالبة بحل البرلمان، فضلاً عن مطالب أخرى تتعلق بموجة الغلاء".

من جهته، قال الناشط في بغداد حسن البهادلي إن "التظاهرات بعيدة عن أي توجه سياسي"، مؤكداً، لـ"العربي الجديد": "رأينا أن القوى السياسية تتصارع فيما بينها على تحقيق المكاسب، ولا يهمها حال الشعب والبلد، ومن دون أن يكون أي صوت للشعب، وقررنا الخروج بالتظاهرات".

وأكد أن "الشارع ينتظر حكومة تراعي حال الشعب وتستطيع أن تتخذ قرارات للتخفيف من أزمة الغلاء، وتمرير موازنة العام الحالي، إذ لا يمكن الاستمرار على هذه الحال".

فيما عبرت حركة وعي، وهي حركة سياسية، عن دعمها لتظاهرات الجمعة، داعية التنظيمات الطلابية والشبابية إلى النزول بحشودهم وتوحدهم مع التنسيقيات المنظمة للتظاهرات، تأكيداً لمطالب "الإسراع بحل الأزمة وإدانة المماطلة السياسية".

يجري ذلك في ظل إجراءات مشددة اتخذتها القوات الأمنية، لا سيما في ساحة الفردوس وسط بغداد والطرق القريبة منها، والتي تشهد منذ صباح اليوم انتشاراً أمنياً وإغلاقاً لبعض الطرق القريبة من الساحة.

وتأتي التظاهرات في وقت تمر فيه البلاد في حالة جمود سياسي كامل، بعد إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وقف مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة مع خصومه السياسيين في تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يضم قوى وكتلاً سياسية توصف عادة بأنها حليفة لإيران.

وقدّم الصدر، في 31 مارس/آذار الماضي، مهلة 40 يوماً لقوى "الإطار التنسيقي" للعمل على تشكيل حكومة جديدة من دون مشاركة الكتلة الصدرية. لكن الإطار أصدر، الثلاثاء الماضي، بياناً قال فيه إنه يرفض أسلوب المهل، ويؤكد موقفه السابق في ما يتعلق بتشكيل الحكومة.