عباس يدعو الأوروبيين للضغط على إسرائيل وحماس ترفض تأجيل الانتخابات

عباس يدعو للضغط على إسرائيل لإجراء الانتخابات بالقدس وحماس ترفض تأجيل أو إلغاء الانتخابات

28 ابريل 2021
عباس أطلع بورغسدورف على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية (الأناضول)
+ الخط -

أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الأربعاء، على أهمية مواصلة الاتحاد الأوروبي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لإجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، حسب الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين برعاية دولية، فيما رفضت حركة "حماس" مساء اليوم، فكرة تأجيل الانتخابات الفلسطينية أو إلغائها.

جاء ذلك خلال لقاء عباس واستقباله اليوم، بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، وحضر اللقاء، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو، ووزير الخارجية رياض المالكي، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي لعباس مجدي الخالدي، فيما حضر من الجانب الأوروبي، ماريا فيلاسكو نائبة الممثل، والمستشار شادي عثمان.

واطلع عباس بورغسدورف، على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لإجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية كافة، بما فيها مدينة القدس ترشيحاً، ودعاية، وانتخاباً، حسب المراسيم الرئاسية الصادرة بهذا الخصوص، فيما قدّم عباس الشكر للاتحاد الأوروبي على ما يقدمه من مساعدات ودعم سياسي واقتصادي وفي كل المجالات.

بدوره، أكد ممثل الاتحاد الأوروبي بورغسدورف، دعم أوروبا لإجراء الانتخابات الفلسطينية، وأن الاتحاد يواصل اتصالاته المكثفة مع الجانب الإسرائيلي لإجرائها في مدينة القدس الشرقية المحتلة، كما حدث في الانتخابات السابقة.

وعقب اللقاء، قال بورغسدوف، في تصريح صحافي، "لقد أجريت مناقشات بناءة وصريحة مع الرئيس عباس حول آفاق الانتخابات الفلسطينية المقبلة"، فيما أكد بورغسدوف أن الاتحاد الأوروبي يدعم دعماً كاملاً المضي قدمًا الانتخابات ويواصل بقوة اتصالاته مع كل الأطراف السياسية ذات العلاقة بشأن هذه القضية المهمة.

وأضاف ممثل الاتحاد الأوروبي، "لقد أكدت للرئيس عباس أننا نواصل دعواتنا لإسرائيل لاحترام التزاماتها بموجب اتفاقية أوسلو، وتسهيل إجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية".

 وشدد ممثل الاتحاد الأوروبي على أنه "لا غنى عن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة في جميع أنحاء فلسطين، لإعطاء شرعية ديمقراطية متجددة للمؤسسات الوطنية".

وأكد ممثل الاتحاد الأوروبي أن العملية الانتخابية هي أيضًا الطريق نحو المصالحة الفلسطينية، وستؤثر بشكل كبير على آفاق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وبناء الدولة في سياق حل الدولتين القابل للحياة.

من جهتها، رفضت حركة "حماس" مساء اليوم الأربعاء، فكرة تأجيل الانتخابات الفلسطينية المزمع عقدها، أو إلغائها، ورأت الحركة أن الحل هو الاجتماع وطنياً لبحث آليات فرض الانتخابات في القدس دون إذن أو تنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت "حماس"، في بيان صحفي وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد": "إن هذا ينسجم مع كل القرارات الوطنية السابقة بالتحلل من أوسلو، وتجاوز هذا الاتفاق الكارثة، وليس الدعوة إلى إجراء الانتخابات وفق بروتوكلاته، وهي بروتوكولات تمس أصلاً بحقوق شعبنا وسيادته على أرضه وعلى عاصمته الأبدية".

وأكدت حركة "حماس"، أنها ليست جزءاً من التأجيل أو الإلغاء، ولن تمنح له الغطاء، وتقع مسؤولية قرار الإلغاء أو التأجيل على عاتق من يأخذه مستجيباً لفيتو الاحتلال الذي يهدف إلى الإبقاء على حالة الانقسام والتفرد بالشعب الفلسطيني.

وتابعت الحركة، "كما أن التأجيل يأتي استجابة لضغوطات أطراف أخرى لا يهمها مصلحة الشعب الفلسطيني"، ودعت "حماس" جميع القوى السياسية والفصائل الوطنية، والقوائم المرشحة إلى عدم منح الغطاء للتأجيل أو الإلغاء، والعمل على تحديد آليات لفرض الانتخابات في القدس.

وقالت "حماس": "لا نعفي الاحتلال من المسؤولية عن قرار التأجيل، فهو المسؤول الأول والأخير عن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه، كما نحمل الأطراف الدولية - التي تتشدق بالحرية والديمقراطية ثم تقف ضدها - المسؤولية عن ســـــــلوك الاحتلال المجرم بحق شعبنا وممارسته السياسية الحرة"، فيما أكدت الحركة بالقول، "ستبقى القدس قبلتنا الأولى، وقبلتنا السياسية الدائمة، فالقدس عقيدة ودين، دولة وعاصمة وسيادة".

وأشارت "حماس" إلى أنها تتابع التطورات كافة حول الانتخابات الفلسطينية العامة، والدعوات إلى لقاءات وطنية لمناقشة الانتخابات في القدس، في ظل حديث عن إلغاء أو تأجيل الانتخابات إلا بموافقة إسرائيلية على إجرائها في القدس وفق اتفاق أوسلو.

وشددت "حماس" على أن الانتخابات حق أصيل للشعب الفلسطيني، وقد تأخر هذا الاستحقاق طويلاً، ويجب المحافظة عليه باعتباره حقاً دستورياً سياسياً للأجيال، تختار فيه قيادتها وممثليها، ولا يجوز التلاعب بهذا الحق الوطني الأصيل ولا بأي شكل من الأشكال.

وأشارت حركة "حماس" إلى أن الانتخابات بمراحلها الثلاث مدخل مهم لإنهاء الانقسام، وترتيب البيت الفلسطيني، وقد تم التوافق وطنياً وبالإجماع على هذا الأمر وصولاً إلى وحدة حقيقية للشعب الفلسطيني.

وأكدت "حماس" أن الانتخابات في القدس خط أحمر، ولا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل إجراء الانتخابات بدون القدس، "عاصمتنا الأبدية، مهد الأنبياء، بوابة السماء، منتهى الإسراء، ومنطلق المعراج، والسؤال الذي نطرحه: كيف نجري الانتخابات في القدس ونفرضها على الاحتلال، وليس حول مبدأ الانتخابات في القدس".

وشددت حركة "حماس" على أنه "يجب أن يكون يوم الانتخابات في القدس يوماً وطنياً بكل معنى الكلمة، يواجه فيه الشعب الفلسطيني في القدس سلطات الاحتلال، ويشتبك معها ليفرض إرادته ويرغمها على الخضوع لشعبنا". 

وأضافت أن " الحقوق تنتزع ولا تُستجدى أو توهب من الاحتلال، وهذا خيار شعبنا الدائم، وهو كذلك خيار شعبنا العظيم في القدس الذي فرض على الاحتلال مؤخراً وقائع كبيرة لا تقل أهمية وخطورة عن فرض الانتخابات، وما فرضه شعبنا في باب العمود، ومن قبله في معركة البوابات الإلكترونية، وباب الرحمة يمثل رافعة وطنية وسلوكاً يجب اتباعه في انتخابات القدس".

المساهمون