شرطة هايتي تتعقب قتلة الرئيس مع تزايد الغموض حول مستقبل البلد

شرطة هايتي تتعقب قتلة الرئيس مع تزايد الغموض حول مستقبل البلد

09 يوليو 2021
جوزيف: الرئيس اغتيل على أيدي أجانب يتحدثون الإنكليزية والإسبانية (Getty)
+ الخط -

أعلنت مبعوثة الأمم المتحدة إلى هايتي هيلين لاليم، الخميس، أن عدة "منفذين محتملين" لعملية اغتيال رئيس البلاد جوفينيل مويز "لجأوا إلى مبنيين" في بور أو برنس حيث "حاصرتهم الشرطة".

وأضافت لاليم، خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من عاصمة هايتي، أن "أربعة أعضاء في المجموعة التي اقتحمت مكان إقامة الرئيس قتلتهم الشرطة التي أوقفت ستة آخرين".

من جهته، أفاد الوزير المكلف بشؤون الانتخابات في هايتي ماتياس بيار وكالة "فرانس برس" الخميس، بوجود مواطن أميركي بين الموقوفين الستة، وتتسارع عملية تعقب فريق الاغتيال الذي أردى مويز بالرصاص في مقر إقامته في العاصمة بور أو برنس.

وباتت أفقر دول الأميركيتين على شفا الفوضى، وقد أغلقت المتاجر والمصارف ومحطات الوقود في العاصمة بور أو برنس الخميس. وأُغلق مطار العاصمة أسوة بالحدود البرية مع جمهورية الدومينيكان التي تتقاسم جزيرة اسبانيولا مع هايتي.

وكانت الشرطة قد تبادلت إطلاق النار مع القتلة المشتبه فيهم في العاصمة في وقت مبكر الأربعاء، غداة الهجوم على مقر إقامة الرئيس.

وفي وقت سابق، أعلن قائد الشرطة ليون تشارلز، أن أربعة مسلحين قتلوا وألقي القبض على اثنين آخرين، فيما فر أربعة من فريق الاغتيال. وأعلنت البلاد الحداد لأسبوعين بعد مقتل مويز.

وقال بول المقيم في العاصمة إن "جوفينيل مويز لم يكن يحظى بشعبية طاغية، لكنه كان الرئيس. لا يمكن قتله كأنه مواطن عادي".

أين كانت حمايته؟ 

أما جوليا التي تبلغ 28 عاما، فشككت في رواية الشرطة التي قالت إن مرتزقة أجانب اغتالوا الرئيس، متسائلة "أين كان عناصر الشرطة المجهزون جيدا والساهرون على حماية الرئيس ليلَ نهارٍ؟ لماذا لم يتصرفوا؟".

وفي حيّ بيتيونفيل في العاصمة، اقتاد حشد من الناس الخميس شخصين إلى مركز شرطة وطالبوا بإعدامهما.

وأعلن رئيس الوزراء المؤقت كلود جوزيف "حالة حصار" وطنية، وقال إنه تولى زمام السلطة. ويشغل جوزيف المنصب منذ ثلاثة أشهر فقط، وكان يفترض أن يتنحى في غضون أيام بعدما كلّف مويز خليفة له الإثنين.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وقال رئيس الوزراء المكلف آريال هنري إن جوزيف "لم يعد في نظري رئيساً للوزراء"، وتساءل "هل يوجد في بلد ما أكثر من رئيس وزراء؟".

من جهته، تعهّد قائد الشرطة إلقاء القبض على قتلة الرئيس. وقال: "نحن نطاردهم، إما سنقتلهم في تبادل لإطلاق النار أو سنقبض عليهم".

أما زوجة الرئيس الراحل مارتين، فقد تلقت العلاج في مستشفى محلي قبل أن تنقل على عجل إلى ميامي الأميركية. وقال جوزيف إن حالتها مستقرة.

وأفادت تقارير بأن القتلة قيدوا عاملين في إقامة الرئيس، وهتفوا بأن ما يجري "عملية لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية".

وكان سفير هايتي في واشنطن بوكيت إدموند قد قال، إن القتلة مرتزقة "محترفون" تنكروا في أزياء عناصر لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية.

انهيار سياسي

صرح كلود جوزيف، الأربعاء، بأن الرئيس "اغتيل في منزله على أيدي أجانب يتحدثون الإنكليزية والإسبانية".

وحكم مويز صاحب الشعبية المتدنية هايتي بموجب مرسوم، بعدما أرجئت الانتخابات التشريعية التي كان يفترض أن تنظم عام 2018.

وإضافة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، كان يفترض أن تعقد هايتي استفتاء دستوريا في سبتمبر/أيلول هذا العام بعد إرجائه مرتين بسبب تفشي فيروس كورونا.

ودان الرئيس الأميركي جو بايدن الاغتيال الذي وصفه بأنه "شنيع"، وأبدى استعدادا لمساعدة هايتي بأي سبل ممكنة، كما دعت واشنطن إلى المضي قدما في تنظيم الانتخابات، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الاقتراع "سيسهل الانتقال السلمي للسلطة إلى رئيس جديد منتخب".

ووصل رجل الأعمال الناجح مويز إلى السلطة عقب حملة اتسمت بوعود شعبوية، وأدى اليمين الدستورية في فبراير/شباط 2017، لكن تلى انتخابه جدلٌ قانوني ومواجهة سياسية، إذ اعتبر أن ولايته تنتهي في 7 فبراير/شباط 2022، في حين أصر معارضوه على أنها تنتهي قبل ذلك بعام.

ونشب الخلاف بعدما أُلغيت نتائج انتخابات بحجة التزوير فاز بها مويز عام 2015، قبل أن يُعاد انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وتعمقت أزمة البلاد عام 2020 في غياب برلمان، ويخشى كثيرون أن يتفاقم العنف أكثر في هايتي.

 (فرانس برس)