سفر البرلماني أحمد طنطاوي يثير التساؤلات في مصر

سفر البرلماني أحمد طنطاوي يثير التساؤلات في مصر

12 اغسطس 2022
حاصرت الأجهزة الأمنية طنطاوي بسبب مهاجمته السيسي (فيسبوك)
+ الخط -

علم "العربي الجديد"، الجمعة، أن النائب المصري السابق أحمد طنطاوي، رئيس حزب الكرامة الذي قدم استقالته منه قبل نحو شهر، غادر البلاد بشكل مفاجئ، ما أثار تساؤلات عدة في الأوساط السياسية حول أسباب ذلك.

وكان من المفترض أن يشارك طنطاوي في المؤتمر العام لحزب الكرامة لاختيار خليفته.

وجاءت مغادرة طنطاوي مصر بعد فترة، شهد خلالها حصاراً من قبل أجهزة النظام بسبب آرائه السياسية التي وصلت إلى حد المطالبة بعزل الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال مقال كتبه لموقع محلي، جرى حذفه فيما بعد، وبعدها توقف عن الكتابة للموقع.

الحصار الذي تعرض له النائب السابق أحمد طنطاوي لم يتوقف عند حد الأجهزة الرسمية للدولة، لكنه امتد إلى شركائه في حزب الكرامة، حيث أكدت مصادر من داخل الحزب أنه تعرض لضغوط من قبل "مجلس أمناء الحزب"، الذي يضم الرئيس السابق للحزب محمد سامي، ووزير الصحة السابق عمرو حلمي، والقيادي الناصري حامد جبر، وهم الممولون الرئيسيون للحزب.

وبينما قالت مصادر مقربة من النائب السابق إنه غادر مصر متوجهاً إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وإنه سوف يعود مرة أخرى إلى مصر، رجحت مصادر أخرى أن يكون خروج طنطاوي جاء بعد نصيحة بالابتعاد تجنباً للملاحقة والسجن.

وقالت المصادر إنه "ربما تكون بيروت هي المحطة الأولى لطنطاوي، قبل توجهه إلى مكان آخر".

وكان طنطاوي موجوداً في بيروت قبل نحو شهرين لحضور المؤتمر القومي العربي.

وفي خطوة مفاجئة، أعلن رئيس حزب الكرامة أحمد الطنطاوي، في السابع عشر من يوليو/تموز الماضي، استقالته من رئاسة الحزب، الذي يشترك في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في إبريل/نيسان الماضي.

وقالت مصادر من داخل الحزب إن "اللهجة التصعيدية ضد النظام لم تعجب "الجيل القديم داخل الحزب"، الذي يتبنى سياسة التهدئة والمهادنة مع السلطة والقبول بأي وضع يفرضه النظام في ما يتعلق بالحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك ما جعلهم يضيقون عليه الخناق داخل الحزب، وهو ما دفعه للاستقالة".

وأضافت المصادر أن مؤسس الحزب حمدين صباحي، على الرغم من دعمه الظاهري لطنطاوي، إلا أنه لم يدافع عنه داخل الحزب، ولم يفعل شيئاً للحفاظ على وجوده داخل الحزب وداخل مصر".

من جهته، أعلن المكتب السياسي لحزب الكرامة رفض استقالة الطنطاوي، ودعا لاجتماع طارئ للهيئة العليا.

وقال المكتب السياسي، في بيان، إنه "في ظل ما تواتر أخيراً من أخبار وتأويلات، فإنه من الضروري التأكيد على أن أحمد الطنطاوي، فضلاً عن قيمته الوطنية، هو قيمة يعتز بها الحزب، وأنه عمود مؤسس فيه، وأن ما بين الحزب ورئيسه لا مجال فيه لوقيعة ولا إمكانية معه لإفساد علاقة كانت وستظل نموذجاً في الاحترام والتقدير والحرص المتبادل على مكانة الحزب ووحدته وفاعليته، وعليه، فإن المكتب السياسي يرفض الاستقالة ويدعو لاجتماع طارئ للهيئة العليا للحزب".

وكان طنطاوي قد هاجم الرئيس عبد الفتاح السيسي في حوار صحافي، مقللاً من إمكانياته وقدراته، ومستنكراً عدم قدرته على تنفيذ وعوده.

وقال طنطاوي إن الرئيس عندما قدم نفسه مرشحاً في انتخابات عام 2014 بوعود تحسين الأوضاع في غضون سنتين، كان يعرف الموقف على الأرض، مضيفاً: "السيد الرئيس كان مفترضاً بحكم الدستور وبحكم وعوده التي قطعها على نفسه في مناسبات عديدة مرشحاً ورئيساً، أن تنتهي مدته الرئاسية بعد فترتين، وهو أيضاً الذي قال إن الناس ستبدأ في جني الثمار خلال سنتين، وإن مشروعه سيكتمل في 8 سنوات، هل حدثت أي مستجدات بعد وصوله إلى السلطة، أم أن الوضع الذي نتحدث عنه كان موجود أصلًا؟".

وقال أيضاً: "يعني هل 25 يناير حدثت بعد انتخاب الرئيس، أم أنه وصل إلى السلطة بعد 25 يناير؟ الأمر ليس البحث عن ذرائع ومبررات لأن هذا سهل جداً، والحقيقة أن هذه الطريقة لم تعد مقنعة للناس أصلًا، فالناس لديها القدرة على الفرز والفهم حتى لو قرروا أن يمرروا أموراً كثيرة بمزاجهم".