روسيا تضيق الخناق على أنصار نافالني بعد نشره تحقيق "قصر بوتين"

السلطات الروسية تضيق الخناق على أنصار نافالني بعد نشره تحقيق "قصر بوتين"

22 يناير 2021
تشهد روسيا دعوات للتظاهر السبت للمطالبة بالإفراج عن المعارض الروسي (TASS)
+ الخط -

أوقفت السلطات الروسية الخميس ناشطة مقرّبة من أليكسي نافالني، وسط السعي إلى تطويق الدعوات إلى التظاهر التي أججتها نسبة المشاهدة القياسية لتحقيق أعده المعارض، يتهم فيه الرئيس فلاديمير بوتين بالفساد.

ودعا فريق نافالني أنصاره إلى "النزول إلى الشارع" السبت في 65 مدينة روسية للمطالبة بالإفراج عن المعارض، الذي أوقف الأحد مع عودته إلى بلاده، بعد أشهر من التعافي في ألمانيا، إثر تعرضه لعملية تسميم.

وفي أعقاب التحذيرات الرسمية في الأيام الأخيرة، في محاولة لتثبيط عزيمة الحركة الاحتجاجية، أوقفت الشرطة الروسية الخميس ليوبوف سوبول، إحدى الشخصيات المعارضة الصاعدة والحليفة البارزة لنافالني.

وأعلن محاميها فلاديمير فورونين، لـ"فرانس برس" "أوقفت لدعوتها إلى تظاهرات غير مصرح بها"، مضيفاً أن عناصر من الشرطة قاموا بإخراجها من سيارتها لحظة توقيفها.

وألقي القبض على سوبول عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، لكن يفترض ألا تواجه السجن كونها أماً لطفل صغير في السن.

وفي مواجهة الدعوات إلى التعبئة السبت، أعلنت النيابة الروسية الخميس إجراءات "للحد من الوصول إلى المعلومات غير القانونية"، التي تنتشر عبر الإنترنت، وتشكل "دعوات للمشاركة في أعمال جماعية غير مشروعة".

من جهتها قالت وزارة الداخلية إنها مستعدة لـ "حماية النظام العام"، ووعدت بملاحقة مطلقي هذه الدعوات قضائياً.

قبل ذلك بيوم، وجه الدرك الروسي للاتصالات "روسكومنادزور"، تحذيراً لمنصات "تيك توك" و"فكونتاكتي"، الرديف الروسي لـ"فيسبوك"، للطلب منها حظر المحتوى الذي يعتبر بمثابة دعوات "إلى قاصرين للمشاركة في أنشطة غير مشروعة".

وحذر هذا الجهاز الخميس أيضاً من فرض غرامات تصل إلى 4 ملايين روبل (44600 يورو) على منصات الإنترنت التي لا تحذف "معلومات ممنوعة".

وحذر الكرملين أيضاً من تظاهرات تصل إلى حد "أنشطة غير مشروعة".

قصر بوتين

وإثر اعتقاله، الأحد، عند عودته من ألمانيا، دعا نافالني إلى تظاهرات ضد السلطة في كل أنحاء البلاد.

وكهجوم مضاد، نشر فريقه، الثلاثاء، تحقيقاً حول مجمع فخم، يقول إنه ملك للرئيس بوتين على ضفاف البحر الأسود، كلف بناؤه أكثر من مليار يورو.

وحتى الخميس، شاهد أكثر من 45 مليون شخص على موقع "يوتيوب" هذا التحقيق المطول، المرفق بفيديو مدته ساعتان.

ورفض الكرملين كل هذه الادعاءات، مندداً بـ "الهجوم" على بوتين، وواصفاً أعضاء فريق نافالني بأنهم "محتالون".

لكن هذا الفيديو أثار آلاف المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي، دعماً للدعوة إلى التظاهر السبت في كل أنحاء روسيا، للمطالبة بالإفراج عن المعارض الروسي، وهي تجمعات غير مرخص لها من قبل السلطات.

وتمت تعبئة الشباب بشكل خاص على تطبيق تيك توك، فيما أعلنت شخصيات عامة من ممثلين ومغنين ورياضيين عن دعمهم لنافالني.

واعتبر القائد السابق لفريق كرة القدم الروسي إيغور دينيسوف الذي قليلاً ما يعلق على السياسة، أنه يجب "الإفراج" عن المعارض الذي قال إنه "يكن له احتراماً كبيراً".

وندد الناشط الشهير على "يوتيوب" يوري دود بوضع "مخز"، في منشور حظي بأكثر من 800 ألف إعجاب على منصة "إنستغرام".

من جانب آخر، قال فريق نافالني، لوكالة "فرانس برس"، إنه تلقى نحو عشرة ملايين روبل (112 ألف يورو) من التبرعات.

والمعارض الذي تتجاهله وسائل الإعلام الوطنية التقليدية، يحظى بشعبية فعلية، ولديه جمهور واسع على الإنترنت، خاصة لدى فئة جيل الشباب وفي المدن الكبرى.

وألقي القبض على الناشط المناهض للفساد البالغ من العمر 44 عاماً، الأحد عند عودته من ألمانيا، حيث كان يتعافى من عملية تسميمه المزعومة في أغسطس/آب، والتي يتّهم فلاديمير بوتين بالوقوف وراءها، رغم نفي السلطات المتكرر. وتطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالإفراج عنه.

وسيبقى نافالني محتجزاً على الأقل حتى 15 فبراير/ شباط، إذ يؤخذ عليه انتهاكه شروط المراقبة القضائية التي يخضع لها منذ عام 2014، من خلال انتقاله إلى الخارج لتلقي العلاج، وهو ملاحق في عدة تهم أخرى منها "التشهير" و"الاحتيال".

ويعتبر نافالني أن للملاحقات طابعاً سياسياً، ولا تتعدى كونها تضييقاً قضائياً عليه.

(فرانس برس)

المساهمون