رئيس الوزراء اللبناني المكلّف: الأمور أصبحت في خواتيمها حكومياً

رئيس الوزراء اللبناني المكلّف: الأمور أصبحت في خواتيمها حكومياً

06 اغسطس 2021
لم يتطرّق ميقاتي إلى التفاصيل المتعلقة بالأجواء الإيجابية التي ينشرها (حسين بيضون)
+ الخط -

أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلّف نجيب ميقاتي بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم الجمعة، أنّ الأمور باتت في خواتيمها حكومياً، مؤكداً أنّ "الصمت أبلغ من الكلام".

ولم يتطرّق ميقاتي إلى التفاصيل المتعلقة بالأجواء الإيجابية التي ينشرها، كاشفاً في المقابل عن أنه في "حال تم الاتفاق على عدم المداورة في الحقائب الوزارية بين الطوائف، فسيشمل ذلك غالبية الوزارات"، الأمر الذي يُفسَّر بعدم حلّ ثغرة المداورة التي يصرّ الرئيس اللبناني على أن تشمل كل الوزارات، بما في ذلك وزارة المال التي تتمسّك بها "حركة أمل" (برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري)، في حين كان ميقاتي يفضّل عدم المداورة في الحقائب السيادية، لتبقى موزعة على القوى السياسية التقليدية نسبةً إلى الطوائف على صعيد الداخلية للطائفة السنية، والمال لـ"الثنائي الشيعي"، أي "حركة أمل" و"حزب الله"، على أن يحصلَ فريق الرئيس عون على العدل والخارجية، وهو ما برّره ميقاتي بعدم الدخول في إشكالات من شأنها أن تؤخر تشكيل الحكومة.

وعلم "العربي الجديد" أنّ الرئيسين عون وميقاتي بحثا في التصوّر الحكومي وكيفية توزيع الحقائب، ولم يصر بعد إلى الاتفاق حول وزارات العدل والمال والداخلية، في وقتٍ كان عون قد اشترطَ للتخلي عن تمسكه بالداخلية الحصول على المال، وهي النقطة الأكثر بحثاً في اللقاء.

وقال مصدرٌ مقرّب من عون لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرئيس لا يتمسّك بحقيبة معيّنة، لكنه يصرّ على عدالة التمثيل، إذ لا يمكن أن يطبق مبدأ المداورة على حقائب دون أخرى، ومن غير المقبول أن تحصل مداورة في كل الوزارات ما عدا وزارة المال".

وأشار المصدر إلى أنه "تم التطرق إلى عدد الوزارات في إطار الأربعة وعشرين وزيراً، مع عدم الدمج بين الوزارات، ولم يبحث في تفاصيل كل الأسماء المقترحة، وهنا نقاط عالقة لم تحلّ بعد لكن الأجواء إيجابية حتى الساعة".

من جهة ثانية، بحث الرئيسان عون وميقاتي في التطورات الحاصلة على الحدود الجنوبية بعد إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة وقصف الاحتلال الاسرائيلي الذي تعرضت له قرى وبلدات حدودية عدّة.

وأكد رئيس الجمهورية أنه يتابع الاتصالات لتهدئة الأوضاع، كما تمنّى ميقاتي أن يصار إلى التهدئة، مؤكداً التزام لبنان بالقرار 1701 (عام 2006 – يدعو إلى وقف العمليات القتالية في لبنان وحل النزاع اللبناني الإسرائيلي)، وبالقرارات الدولية ذات الصلة.

وتلقى الرئيس عون تقارير من قيادة الجيش حول ملابسات ما حصل، والإجراءات التي اتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة، بالتعاون مع قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، بحسب ما أفاد بيان الرئاسة اللبنانية.

وأعطى عون توجيهاته للاهتمام بالسكان الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في القرى والبلدات التي تعرضت للقصف الإسرائيلي تحسباً لأي تصعيد، وتوفير الحاجات الضرورية لهم، علماً أنّ مصدراً في "حزب الله" أكد لـ"العربي الجديد"، أن لا نية لدى الحزب للتصعيد، وما حصل اليوم يأتي رداً على اعتداء الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد الجيش اللبناني في بيان، بأنه صباح اليوم، "أطلقت قوات العدو الإسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية، سقطت منها عشر قذائف في خراج بلدة السدانة، وثلاثون قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعدما أطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلة".

وقد أوقفت وحدة من الجيش في بلدة شويّا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العمليّة، وفق بيان الجيش. وتقوم وحدات الجيش المنتشرة على الأرض بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، باتخاذ التدابير الأمنية اللّازمة لإعادة الهدوء إلى المنطقة.

كذلك، تابع رئيس البرلمان نبيه بري تطورات الأوضاع في الجنوب مع وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، وتوجه لبنان لتقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن الدولي، وقال إن "ما حصل بالأمس ويحصل اليوم من عدوان صهيوني على مناطق عدة في الجنوب يعبّر عن طبيعة هذا الكيان القائم على العدوان والذي لا يرتدع بلغة الإدانة، فهو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة الوحدة والمقاومة".

وأشار بري إلى أن "الرد الوطني السريع على ما حصل ويحصل يجب أن يكون بمسارعة المعنيين بالشأن الحكومي إلى القيام بفعل وطني صادق مقاوم للمصالح الشخصية الضيقة والحصص الطائفية البغيضة، تقفل من خلاله كل الأبواب المشرعة على التعطيل والفراغ".

من جهته، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب سلسلة اتصالات بهدف احتواء التصعيد في جنوب لبنان عبر الالتزام التام بالقرار الدولي 1701.

وأعلن "حزب الله"، في وقت سابق من اليوم، قصف الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال في بيان: "عند الساعة 11:15 من قبل ظهر اليوم الجمعة، ورداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ ‏مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن ‏والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال ‏الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم".

وأمس، الخميس، شنّ جيش الاحتلال غارات جوية على جنوب لبنان رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

المساهمون