رئيس أذربيجان يتوعّد أرمينيا ويضع شرطاً لوقف إطلاق النار
أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في خطاب توجه به إلى الشعب اليوم السبت، أن "إدارة أرمينيا الفاشية ارتكبت جريمة حرب مرة أخرى، من خلال استهداف المدنيين في مدينة كنجة"، مساء أمس الجمعة. وقال: "إننا نردّ عليهم في أرض المعركة، وسننتقم لشهدائنا في ساحة الحرب، ولن نستهدف المدنيين يوماً، فنحن لسنا أرمينيا".
وأعلنت النيابة العامة الأذربيجانية، اليوم السبت، مقتل 13 شخصاً جرّاء غارة جوية شنها الجيش الأرميني على مدينة "كنجة"، في وقت متأخر من مساء الجمعة، فيما تجاوز عدد الجرحى 45.
وشدد علييف على أن "هجمات الجيش الأرميني الغادرة ضد المدنيين لن تكسر إرادة شعبنا أبداً"، مؤكداً "ضرورة محاسبة الإدارة الأرمينية بسبب جرائمها ضد المدنيين"، مضيفاً "إننا نرد عليهم في أرض المعركة، وسننتقم لشهدائنا في ساحة الحرب، ولن نستهدف المدنيين يوماً، فنحن لسنا أرمينيا".
وأشار أن الجيش الأذربيجاني تمكن من تدمير الكثير من السلاح والعتاد الأرمينيين أخيراً، وأن قيمة هذه الأسلحة تبلغ ملياري دولار على الأقل. وأردف "لكن ما زالت لديهم أسلحة، ويجوز السؤال هنا، من أين تحصل دولة فقيرة مثل أرمينيا على هذا الكم الهائل من الأسلحة؟ ولماذا تمتلك كل هذه الأسلحة؟ ومن يعطيها السلاح ويقوم بتهريبه إليها؟".
وأشار إلى "استمرار الجيش الأذربيجاني في مهمته تحرير الأراضي المحتلة، حيث نجح في تحرير مدينة فضولي، و7 قرى تابعة لها".
ودعا علييف أرمينيا للانسحاب مما سمّاها "الأراضي المحتلة" أولاً كشرط لوقف إطلاق النار. وأضاف أن "أرمينيا قصفت مدينة كنجة عقب بدء الهدنة الإنسانية مباشرة، وإذا كان المجتمع الدولي لا يرغب في محاسبتها على جرائمها، نحن سنقوم بذلك، وسننزل بها أشد العقوبات لأنها تستحق ذلك".
وشيّع أهالي كنجة 8 من ضحايا القصف الذي طاول المدينة مساء أمس الجمعة، بينهم 5 من عائلة واحدة، في مقبرة المدينة، من ضمنهم طفلة عمرها 10 أشهر وفتاة عمرها 16 عاماً، وفق وكالة "الأناضول".
وتدور اشتباكات منذ 27 سبتمبر/أيلول بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، على الرغم من إعلان هدنة السبت الماضي، بوساطة روسية.
وأعلنت النيابة العامة الأذربيجانية، اليوم السبت، مقتل 60 مدنياً وإصابة 270 آخرين في القصف الأرميني على المناطق السكنية الأذربيجانية، منذ بداية الاشتباكات الأخيرة بين البلدين.
ولفت البيان إلى أن 1604 منازل، و90 عمارة سكنية، و327 مبنى حكومياً، باتت غير قابلة للاستخدام بفعل القصف الأرميني بقذائف المدفعية والصواريخ.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاعية الأذربيجانية، اليوم السبت، إسقاط طائرة حربية أرمينية من طراز "سوخوي-25"، في إقليم كاراباخ. وذكرت الوزارة في بيان أن طائرة حربية للجيش الأرميني، اليوم، شنّت هجوماً جوياً على قوات الجيش الأذربيجاني قرب مدينة جبرائيل، وأن قوات الدفاع الجوي الأذربيجانية أسقطت المقاتلة الأرمينية.
وأكدت الوزارة "استمرار قواتها المسلحة في تكبيد الجيش الأرميني خسائر فادحة في الاشتباكات المستمرة، ليلة السبت".
وقالت الوزارة، في بيان، إن الجيش الأذربيجاني تمكن من كسر خطوط دفاع القوات الأرمينية في عدة نقاط، وأحرز تقدما فيها، لافتة إلى سيطرته على عدد من التلال والمواقع الاستراتيجية. وأضاف البيان أن الجيش الأذربيجاني كبّد نظيره الأرميني خسائر فادحة، حيث تمكن من تدمير 7 دبابات، ومنظومتي صواريخ غراد، و8 مدافع "دي-30"، ومدفع "دي-20"، و10 عربات محملة بالذخيرة.
وأشار إلى مقتل وإصابة عدد كبير من جنود الجيش الأرميني، لافتاً إلى فرار نحو 300 جندي من فوج الآليات الأول من مواقعهم.
وشدد على "استمرار الجيش الأرميني في انتهاك الهدنة الإنسانية بين البلدين، حيث استهدف بقذائف المدفعية مدن ترتر، وأغدام، وبردة، وآقجبدي".
من جهتها، نفت وزارة الدفاع الأرمينية الاتهامات بقصف مدن في أذربيجان، واتهمت باكو بالاستمرار في قصف مناطق مأهولة بالسكان داخل كاراباخ، ومنها مدينة خانكندي كبرى مدن الإقليم.
وقالت وزارة الخارجية في أرمينيا إن ثلاثة مدنيين أصيبوا نتيجة لنيران أذربيجانية. وقال مصور لـ"رويترز" في خانكندي إنه سمع دوي عدة انفجارات في الساعات الأولى من الصباح.
وأشارت أرمينيا أيضاً إلى أن عدداً من الطائرات الأذربيجانية المسيّرة حلقت فوق تجمعات سكنية في أرمينية، وهاجمت منشآت عسكرية وألحقت أضراراً بالبنية الأساسية.
سياسياً، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم السبت، إن أرمينيا مستمرة في ارتكاب جرائم حرب، فيما يواصل المطالبون بالهدنة والمفاوضات التفرج على الهجمات الأرمينية عن بعد.
جاء ذلك في اتصال هاتفي للوزير التركي مع نظيره الأذربيجاني ذاكر حسنوف، تباحثا خلاله في العملية العسكرية التي تنفذها أذربيجان "لتحرير أراضيها المحتلة من قبل أرمينيا"، وفق ما ذكرته "الأناضول".
وأضاف أكار خلال الاتصال: "أرمينيا تقتل مرة أخرى إخواننا الأذربيجانيين من دون الاكتراث للأطفال والنساء والشيوخ". وتابع: "أرمينيا مستمرة في ارتكاب جرائم الحرب، فيما يواصل المطالبون بالهدنة والمفاوضات التفرج على الهجمات الأرمينية عن بعد، لن يغفر التاريخ للصامتين عن هذه الاعتداءات الوحشية باستخدام الصواريخ البالستية".
وأعرب أكار عن ثقته بأن القوات المسلحة الأذربيجانية لن تترك دماء القتلى المدنيين تذهب هدراً. وأردف قائلاً: "سنواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الأذربيجانيين الأتراك في نضالهم لحماية وحدة أراضيهم وسنواصل دعمهم بكل الوسائل في قضيتهم العادلة".
كما أدان الوزير التركي الهجوم الأرميني على المدنيين في مدينة "كنجة" الأذربيجانية الذي أودى بحياة عدد من المدنيين.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم السبت، إن "أرمينيا تواصل ارتكاب جرائم حرب وقتل المدنيين الأبرياء من دون تمييز بين صغير وكبير في أذربيجان".
وفي تغريدة عبر "تويتر"، ندّد جاووش أوغلو بقصف القوات الأرمينية مدينة كنجة، ثانية كبرى المدن الأذربيجانية. وأضاف "التزام الصمت حيال الوحشية (الأرمينية) يعني المشاركة في هذه المجازر".
وأكد أن "عديمي الإنسانية سيحاسبون على جرائمهم"، معرباً عن وقوف تركيا بجانب أذربيجان.
Armenia still commits war crimes&massacres civilians. Kills innocent people incl. children.Silence against this atrocity equals sharing responsibility of these murders.Those who have no humanity will be held accountable for their crimes.Will always stand by brotherly #Azerbaijan.
— Mevlüt Çavuşoğlu (@MevlutCavusoglu) October 17, 2020
