تضارب أنباء حول اجتماع أمني بين السلطة وإسرائيل

تضارب أنباء حول اجتماع أمني بين السلطة وإسرائيل في شرم الشيخ

16 مايو 2023
مواطنة تمرّ أمام منزل مدمر في غزة، أول من أمس الأحد (أشرف عمرة/الأناضول)
+ الخط -

تضاربت الأنباء، أمس الإثنين، حول اتجاه مصر لاستضافة اجتماع أمني جديد بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بمشاركة أردنية وأميركية، وذلك قبل نهاية مايو/أيار الحالي. ففيما أكدت سلطة البث الإسرائيلية، صباح أمس، أن تحضيرات جارية حالياً لعقد اجتماع أمني "إقليمي" في شرم الشيخ بهدف تعزيز التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وأكدت مصادر مصرية مطلعة على جهود الوساطة المصرية بين حكومة الاحتلال والفلسطينيين، أن القاهرة أبدت موافقة على عقد الاجتماع، نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، في تغريدة على "تويتر" أمس، الاتفاق بشأن عقد لقاء في شرخ الشيخ، مؤكداً أن لا صحة لأي أخبار في هذا الشأن.

وكتب الشيخ في تغريدته أنه "إشارة لما أوردته بعض المواقع الإعلامية الإسرائيلية حول عقد لقاء قريباً في شرم الشيخ، أؤكد أن لا صحة لهذه الأخبار، ولم يتم الاتفاق على أي موعد لعقد مثل هذا الاجتماع الفلسطيني الإسرائيلي".

تنسيق أميركي إسرائيلي لعقد الاجتماع بين السلطة وإسرائيل

وكانت سلطة البث الإسرائيلية ومصادر مصرية مطلعة أكدت أن تحضيرات جارية لعقد اللقاء، وأن القاهرة أبدت موافقته عليه. وقالت مصادر مصرية مطلعة على جهود الوساطة المصرية بين حكومة الاحتلال والفلسطينيين إن القاهرة أبدت موافقة على عقد اجتماع جديد يضم ممثلين عن الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، فيما ترغب واشنطن بعقد الاجتماع قبل نهاية مايو الحالي.

وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن محاولات عقد الاجتماع الجديد تأتي بتنسيق أميركي إسرائيلي، مشيرة إلى أن تل أبيب طرحت التأكيد على ضرورة عقد الاجتماع في أعقاب التوصل إلى اتفاق وقف النار في قطاع غزة برعاية مصرية، والذي دخل حيّز التنفيذ مساء السبت الماضي. ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع من المقرر أن يتناول مسألة التنسيق الأمني بين السلطة وحكومة الاحتلال في مناطق الضفة الغربية، ضمن محاولات منع أسباب التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال في مهدها، بوضع حد للاقتحامات التي تقوم بها قوات أمن الاحتلال في مدن الضفة الغربية.

مصادر مصرية: إسرائيل طرحت التأكيد على ضرورة عقد الاجتماع في أعقاب التوصل إلى اتفاق وقف النار في غزة

وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في القاهرة سيفاتحون نظراءهم في السلطة الفلسطينية بشأن الاجتماع خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يرغب مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في عقد الاجتماع قبل نهاية مايو.

وقالت المصادر إنه من بين المواضيع التي من المقرر أن تتم مناقشتها خلال الاجتماع التوصيات التي خرج بها اجتماع شرم الشيخ الأخير في مارس/آذار الماضي، والذي شاركت فيه الأطراف الخمسة، ومثل فيه السلطة الفلسطينية رئيس جهاز المخابرات في السلطة ماجد فرج، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ. وكان اجتماع مارس قد جاء ضمن توصياته الختامية التزام الحكومة الإسرائيلية بوقف مناقشة أي أنشطة استيطانية جديدة في الضفة لمدة 4 أشهر.

يذكر أن أول تلك الاجتماعات كان بمبادرة أردنية في مدينة العقبة على البحر الأحمر في فبراير/شباط الماضي، وترأسه عن الطرف الإسرائيلي مستشار الأمن القومي تساحي هنيغبي، وشارك فيه رئيس الشاباك رونين بار، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غسان عليان، في حين مثل الجانب المصري وقتها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، إضافة إلى مسؤولي الملف الإسرائيلي والفلسطيني في الجهاز نفسه.

وتسعى إدارة بايدن إلى إقرار تهدئة طويلة المدى بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر تسكين ملفات الخلاف الرئيسية، والتي تأتي في مقدمتها أنشطة حكومة الاحتلال في الضفة، سواء المرتبطة بالتوسع في الاستيطان أو اقتحامات البلدات الفلسطينية، والحد من قدرات أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

استكمال المناقشات

وبحسب المصادر، فإن الاجتماع سيتناول بالتفصيل مجموعة من الاتفاقات التي طرحت خلال اجتماعَي العقبة وشرم الشيخ السابقين والمعنية بالتوصل إلى اتفاق تهدئة دائمة في قطاع غزة عبر مشاريع إنسانية. وكشفت المصادر أنه من المقرر أن تستكمل خلال الاجتماع مناقشات مصرية إسرائيلية بشأن تشغيل حقل غاز "غزة مارين" المواجه لسواحل قطاع غزة، حيث طرحت تل أبيب في وقت سابق على الجانب المصري تشغيلاً مشتركاً للحقل لصالح السلطة الفلسطينية، على أن تتولى القاهرة التوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس" المسيطرة على القطاع.

القاهرة سترسل وفداً أمنياً إلى غزة خلال الأيام المقبلة

في غضون ذلك، قالت المصادر إن القاهرة بصدد إرسال وفد أمني مصري إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة، مهمته العمل على تثبيت قرار وقف إطلاق النار.

من جهتها، وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، لفتت سلطة البث الإسرائيلية إلى أن الاجتماع الذي قالت إنه لم يتم تحديد موعد انعقاده، سيبحث سبل مواجهة الأوضاع الأمنية في الضفة. وذكرت أن تفاؤلاً يسود الدوائر الأمنية الإسرائيلية بأن "مسيرة الأعلام" التي ستنظمها الجماعات اليهودية المتطرفة في القدس المحتلة، بعد غدٍ الخميس، ستمرّ من دون أحداث أمنية.

ونقلت عن أوساط أمنية إسرائيلية رسمية تقديرها بأنه في أعقاب العدوان الأخير على قطاع غزة، فإنه لا توجد لدى كل من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" رغبة في الانجرار إلى مواجهة جديدة، مستبعدة أن تطلق الحركتان صواريخ على العمق الإسرائيلي رداً على المسيرة. يشار إلى أن تنظيم "مسيرة الأعلام" أفضى في مايو 2021 إلى اندلاع مواجهة عسكرية كبيرة بين إسرائيل وحركة "حماس".

وكانت نتائج استطلاع للرأي أجري لصالح سلطة البث، وأعلنت نتائجه أول من أمس الأحد، قد أظهرت أن العدوان على غزة عزّز شعبية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحزب "الليكود".

المساهمون