تصاعد القلق في بغداد وأربيل من عودة هجمات الطائرات المسيّرة

تصاعد القلق في بغداد وأربيل من عودة هجمات الطائرات المسيّرة

27 ابريل 2024
قُتل 4 عمال بطائرة مسيَّرة استهدفت حقل كورمور للغاز، 14/06/2009 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- هجوم بطائرة مسيرة على حقل كورمور للغاز في إقليم كردستان العراق يقتل أربعة عمال يمنيين ويثير توترات بين بغداد وأربيل، معيدًا توجيه الأنظار نحو التحديات الأمنية والسياسية.
- الحكومة العراقية تشكل لجنة تحقيقية وتدين الهجوم، بينما يحمّل رئيس إقليم كردستان حكومة بغداد مسؤولية ضبط الجماعات المسلحة، مشددًا على تهديدات الهجمات لأمن البلاد.
- الولايات المتحدة تدين الهجوم، ويؤكد باحث في الشأن الكردي على استمرار مسيرة كردستان والعراق نحو الاستقرار رغم التحديات الأمنية والسياسية المعقدة.

كشفت مصادر عراقية عن قلق حكومتَي بغداد وأربيل من عودة هجمات الطائرات المسيّرة في الداخل العراقي لضرب أهداف، على إثر الهجوم الذي تعرَّض له حقل كورمور النفطي في إقليم كردستان ليل أمس الجمعة، وسط تأكيدات بأن بغداد لم تقدم أي ضمانات للإقليم بضبط تلك الجماعات المسؤولة عن الهجوم. ومساء أمس الجمعة قُتل 4 عمال يمنيين، إثر هجوم بطائرة مسيَّرة استهدف حقل كورمور للغاز في محافظة السليمانية شماليّ العراق، ويمثل الهجوم عودة هجمات الطائرات المسيّرة في الداخل العراقي، إثر توقفها قبل أكثر من شهرين، حيث تعرّض الحقل ذاته في العام الماضي 2023  لعدة هجمات.

ويأتي الهجوم في وقت من المرتقب أن تبدأ فيه بغداد وأربيل جولة حوار جديدة للتفاهم بشأن عدد من الملفات المشتركة، في وقت تبدو أجواء التفاهمات أكثر إيجابية من ذي قبل. واستفزّ الهجوم كثيراً الجانب الكردي، فضلاً عن الحكومة العراقية، التي أعلنت تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الهجوم التخريبي على حقل كورمو الغازي بالسليمانية، مضيفة، في بيان: "في الوقت الذي ندين فيه هذا الاعتداء الآثم على ثروة العراق الاقتصادية، نؤكد أن المعتدين سينالون جزاءهم العادل على هذه الاعتداءات التي تحاول الإضرار بالاقتصاد الوطني والتأثير بعجلة التقدم والتنمية التي يشهدها العراق".

مقابل ذلك، حمّلت القيادات الكردية، حكومة بغداد، مسؤولية ضبط تلك الجماعات ومنعها من تنفيذ هجمات الطائرات المسيّرة، وأكد رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، أن هجمات الطائرات المسيّرة "تعرّض أمان واستقرار البلد للخطر"، داعياً، في بيان، الجهات المعنية في بغداد إلى القيام بواجباتها لمنع هجمات الطائرات المسيّرة، والعثور على منفذيها، مهما كانت الجهة التي ينتمون إليها، وإنزال العقوبة القانونية بحقهم". ولا تثق حكومة الإقليم بإجراءات بغداد في متابعة المتنفذين، خصوصاً أن الفصائل المسلحة التي سبق أن استهدفت الحقل،  جماعات متنفذة ولها ارتباطات بجهات سياسية ذات نفوذ كبير في الحكومة العراقية وفي تحالف "الإطار التنسيقي"، فضلاً عن ارتباطاتها الخارجية، وهو ما يجعل من إمكانية تنفيذ هجمات أخرى أمراً وارداً.

ووفقاً لمسؤول في حكومة الإقليم، فإن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بنفسه بإجراء التحقيق والقبض على المنفذين، إلا أن بغداد لم تعطِ ضمانات للإقليم بمنع تلك الهجمات، وهذا ما يثير قلق الإقليم"، وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "تلك الجماعات تعمل بأجندات سياسية، للتأثير في التفاهمات بين بغداد وأربيل أولاً، فضلاً عن استهدافها اقتصاد الإقليم". وشدد على أن "الاستقرار في كردستان لا يروق تلك الجماعات، وأنّ من غير الممكن أن يكون أمن الإقليم عرضة لتلك الأجندات والجماعات غير المنضبطة"، مؤكداً أن "ملف تلك الجماعات سيكون ضمن ملفات الحوار المقبل مع بغداد، ويجب عليها أن تتحمل مسؤولية توفير الأمن وضبط تلك الجماعات التي تشكل تهديداً للعراق عامة والإقليم خاصة".

الباحث في الشأن السياسي الكردي، كفاح محمود، علّق على الهجوم في تدوينة على "إكس"، قائلاً: "كلما تقدمت الحكومة الاتحادية (بغداد) وحكومة كردستان خطوة إلى الأمام في حلّ الإشكاليات لصالح الشعب العراقي، عاد الطائفيون المجرمون ذوو الولاءات المشبوهة إلى أعمالهم الإرهابية لتدمير البنى الاقتصادية للإقليم والعراق عامة"، مشدداً على أنّ "مسيًرة كردستان لن يوقفها هؤلاء الإرهابيون". وكانت الولايات المتحدة قد دانت بشدة الهجوم الذي وقع على البنية التحتية للطاقة في إقليم كردستان العراق، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان، إن هجمات الطائرات المسيّرة "تشكل إهانة لسيادة العراق".

المساهمون