تجارة الأسلحة تزدهر في معقل "طالبان"

تجارة الأسلحة تزدهر في قندهار معقل حركة "طالبان"

05 سبتمبر 2021
طالبان لا تسمح لأي أحد آخر بحمل الأسلحة (جاويد تانفير/ فرانس برس)
+ الخط -

أغرقت سيطرة "طالبان" على الحكم، أفغانستان في ضبابية وتدهور اقتصادي، لكن تاجر الأسلحة خان محمد يستفيد منها إلى أقصى حد.
يقع متجر محمد بين صيدلية ومتجر مواد غذائية بمنطقة بانجواي في جنوب قندهار، مهد "طالبان"، وهو مليء بمخزون جديد.
تتدلى من الجدران سترات قتالية مموهة، وأحزمة ذخيرة، بينما يستعرض محمد بضاعته التي تضم مسدسات سميث أند ويسون أميركية الصنع.
وصُفّت مسدسات وقنابل يدوية وأجهزة الاتصال اللاسلكي وعبوات مليئة بالرصاص على الواجهة الزجاجية للمتجر.

يوضح خان محمد أن انتهاء النزاع جعل العديد من مالكي الأسلحة يظنون أنهم لم يعودوا في حاجة إليها. ويقول: "الذين عندهم أسلحة في منازلهم منذ سنوات، يجلبونها إلينا".
ويضيف "نشتري ونبيع للمجاهدين"، في إشارة إلى مقاتلي "طالبان"، موضحاً أن الحركة "لا تسمح لأي أحد آخر بحمل الأسلحة".
لا يقتصر نشاط محمد على بيع الأسلحة، بل يتاجر كذلك في ملحقاتها، وتتدلى من السقف قبعات بيسبول بيضاء لـ"طالبان" تحمل الشهادتين، وأعلام الحركة.
تعرض ترسانة أسلحة أكبر للبيع في متجر آخر في سوق بانجواي، زيّن بأعلام "طالبان" وصور كبار قادتها.
يشمل المعروض بنادق هجومية، بينها أنواع مختلفة من كلاشينكوف وبنادق إم 4 وإم 16 أميركية الصنع، إضافة إلى بنادق آلية خفيفة.
اشترت "طالبان" طيلة سنوات الأسلحة والذخيرة من السوق السوداء، كما غنمت أسلحة ومعدات من ساحة المعركة، ومن مواقع عسكرية أخلاها الجيش، وفق الأمم المتحدة ومراقبين غربيين.

إضافة إلى ذلك، خلّف الانهيار الأخير للجيش الأفغاني ترسانة أسلحة للحركة.
وعلاوة على كمية كبيرة من أسلحة المشاة أميركية الصنع، بات لدى حكام أفغانستان الجدد معدات ومركبات بينها عربات هامفي، وناقلات جند مدرعة، ومروحية بلاك هوك واحدة على الأقل، قابلة للاستعمال.
كما يستفيد المتشددون إلى أقصى حد من غنائمهم الأخرى، فيبيعون مواد متنوعة حصلوا عليها من قواعد القوات الأفغانية والغربية المهجورة.
وسيطرت "طالبان" على بانجوي في يوليو/ تموز مع تسارع وتيرة انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان.
في السوق المحلية، يتنوّع المعروض من مواد البناء، إلى الصواني المعدنية التي أخذتها من القاعدة العسكرية الأفغانية بالمنطقة.
يقول البائع مرتضى الذي اكتفى بذكر اسمه الأول: "اشترينا كل هذا من طالبان بعد أن احتلت قاعدة الجيش الأفغاني"، ويضيف "الآن نعرضها للبيع في السوق".
وكان مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان قد قال في وقت سابق، من البيت الأبيض: "ليست لدينا فكرة واضحة عن مكان كل قطعة من المعدات، لكن من المؤكد أن عدداً كبيراً منها سقط في أيدي طالبان، ليس لدينا انطباع أنهم يعتزمون إعادتها إلينا".
وأثار سقوط الأسلحة الغربية في أيدي الحركة المتشددة انتقادات داخلية في الولايات المتحدة لإدارة الرئيس جو بايدن.
في هذا الصدد، قالت النائب لورين بويبرت إن "بايدن يؤيد فرض مراقبة على مبيعات الأسلحة إلا إذا كان الأمر يتعلق بمنح طالبان أسلحة حربية بمليارات الدولارات".
وقالت رئيسة الحزب الجمهوري رونا ماكدانيال: "بفضل الانسحاب الفاشل لبايدن، أصبحت طالبان مجهزة بشكل أفضل اليوم مما كانت عليه في أي وقت مضى".

(فرانس برس)