تباينات أوروبية بشأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة مع تزايد الخطر الروسي

تباينات أوروبية بشأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة مع تزايد الخطر الروسي

22 يناير 2022
تتفق الحكومة الألمانية على عدم مدّ كييف بالسلاح (عبد الحميد حوسباس/الأناضول)
+ الخط -

أكدت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينه لامبرشت، في مقابلة نشرت اليوم السبت، أن برلين تستبعد مدّ أوكرانيا بأسلحة في الوقت الراهن في المواجهة القائمة بينها وبين روسيا، وذلك بعد بضعة أيام من بدء بريطانيا تزويد كييف بأسلحة مضادة للدبابات.

ووعدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بتقديم أسلحة إلى أوكرانيا، قد تشمل صواريخ وأسلحة صغيرة وقوارب، لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في وجه أي غزو محتمل، مع حشد روسيا قوات قرب الحدود الأوكرانية، لكن المستشار الألماني أولاف شولتز شدد على سياسة ألمانيا، عدم مدّ مناطق الصراع بأسلحة فتاكة.

وقالت لامبرشت لصحيفة "فيت أم زونتاج" الأسبوعية: "أتفهم الرغبة في دعم أوكرانيا، وهذا بالضبط ما نفعله"، مضيفة: "ستتسلم أوكرانيا مستشفى ميدانياً كاملاً مع التدريب اللازم في فبراير/شباط، كل هذا شاركت ألمانيا في تمويله بقيمة 5.3 ملايين يورو (6.01 ملايين دولار)"، مشيرة إلى أن ألمانيا تعالج المصابين بإصابات بالغة بين صفوف القوات الأوكرانية في مستشفياتها العسكرية منذ أعوام، لكنها أكدت أن برلين ليست مستعدة لتزويد كييف بأسلحة في الوقت الراهن.

وتابعت: "نفعل كل ما بوسعنا لمنع التصعيد. في الوقت الراهن، لن يكون تسليم الأسلحة مفيداً لتحقيق ذلك، ثمة اتفاق على هذا في الحكومة الألمانية".

استعداد هولندي لتزويد كييف بالأسلحة

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا، أن حكومة بلاده ستردّ بإيجابية إن تقدمت أوكرانيا بطلب لتزويدها بأسلحة. وأضاف هويكسترا بتصريح في أثناء حضوره اجتماع لجنة الشؤون الخارجية بشأن الأزمة الأوكرانية الروسية، الجمعة، أن الوضع تغير في المنطقة.

وأوضح أن الحكومة الهولندية لم تكن تنوي سابقاً تزويد أوكرانيا بالأسلحة خشية أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر في المنطقة، لكن الوضع تحوّل إلى درجة تستلزم النظر في التطورات الناشئة من وجهة نظر مختلفة.

وأخيراً، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا إذا "شنت هجوماً" على أوكرانيا.

دول البلطيق ترسل صواريخ مضادة للدروع والطائرات لأوكرانيا

في غضون ذلك، أكد وزراء دفاع إستونيا ولاتفيا وليتوانيا في بيان، الجمعة، أن الدول الثلاث الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستزوّد أوكرانيا بصواريخ أميركية مضادة للدروع والطائرات. وقال البيان إن "إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وحلفاؤها يعملون معاً على وجه السرعة لتسليم المساعدة الأمنية لأوكرانيا".

وسترسل إستونيا صواريخ "غافلين" المضادة للدروع، بينما سترسل لاتفيا وليتوانيا صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات.

وتحدثت ثلاثة مصادر مطلعة الأربعاء، وفق "رويترز"، عن أن وزارة الخارجية الأميركية سمحت لليتوانيا ولاتفيا وإستونيا بإرسال صواريخ أميركية وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا، وذلك مع توقع الرئيس الأميركي جو بايدن أن تتحرك روسيا تجاه أوكرانيا.

كييف تتلقّى أول دفعة من المساعدات الأميركية

إلى ذلك، أعلنت السفارة الأميركية في أوكرانيا في بيان، اليوم السبت، أن كييف تلقت أول دفعة من مساعدات أميركية للدعم الأمني بقيمة 200 مليون دولار.

وكانت واشنطن قد وافقت في ديسمبر/كانون الأول على برنامج المساعدات الذي يتضمن تقديم 200 مليون دولار.

وكتبت السفارة على صفحتها على "فيسبوك": "ستواصل الولايات المتحدة تقديم مثل هذه المساعدات لدعم القوات المسلحة الأوكرانية في جهدها المتواصل للدفاع عن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، في وجه العدوان الروسي".

وقدّم وزير الدفاع الأوكراني الشكر للولايات المتحدة على المساعدة.

وحشدت روسيا عشرات الآلاف من الجنود على حدودها مع أوكرانيا، فيما تخشى دول الغرب أن يكون ذلك تمهيداً لشنّ هجوم جديد على الجمهورية السوفييتية السابقة. وتنفي روسيا أنها تخطط لشنّ هجوم، لكنها تقول إنها قد تقوم بعمل عسكري لم تحدده إذا لم تُلبَّ قائمة من المطالب.

المساهمون