انطلاقة متعثّرة في قبرص لسفينة مساعدات إلى غزة

انطلاق متعثّر من قبرص لسفينة مساعدات إلى غزة

13 مارس 2024
مدخل ميناء لارنكا (العربي الجديد)
+ الخط -

السفينة تأخرت لأن المنصة العائمة بغزة لم يجر الانتهاء من بنائها

قبرص نفت مشروع شراء إسرائيل للرصيف البحريّ في لارنكا

مصدر: النفوذ الإسرائيليّ في ميناء لارنكا القبرصي حاضر بقوة

غادرت، أمس الثلاثاء، من ميناء لارنكا القبرصيّ إلى قطاع غزة، سفينة "أوبن آرمز"، وهي جزء من مبادرة "أمالثيا" الإنسانية، المدعومة من الاتحاد الأوروبي. وحملت السفينة نحو 200 طن من المساعدات الإنسانية متضمنة الماء والمعلبات الغذائية.

وأكد الرئيس القبرصي، نيكوس كريستودوليدس، في حسابه على منصة "إكس" إبان تحرك حمولة المساعدات، أن "هذه السفينة هي الأولى ضمن سياق مبادرة الممر البحريّ القبرصيّ لتقديم المساعدات الإنسانية لغزّة".

سفينة أوبن آرمز وكالة الأنباء القبرصية
سفينة أوبن آرمز/ وكالة الأنباء القبرصية

وقالت مصادر من داخل ميناء لارنكا، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إن السفينة كانت قد تأخّرت لمدة يوم كامل، بعد أن كانت قد جُهزت أمس الأول، ويعود سبب التأخر، حسب ما أخبرت السلطات الرسمية إدارة الرصيف البحريّ الرئيسيّ للميناء؛ إلى أن المنصة العائمة التي سوف تستقبل المساعدة في غزة، لم يجر الانتهاء من بنائها، مما دفع بإدارة الميناء إلى تحريك السفينة نحو رصيف فرعيّ، حتى لا تجري إعاقة عمليات التحميل والشحن للسفن الأخرى".

وأكد المصدر أن "السلطات أعلمت إدارة الميناء بأن سفينة أخرى سوف يجري تجهيزها بالمساعدات الإنسانية بحمولة مشابهة في الأيام القليلة المقبلة، وسوف يرافقها أيضاً قارب تابع لخفر السواحل القبرصيّ حتى تصل إلى منطقة المياه الإقليمية، وبعد ذلك سوف تكمل السفينة وحدها وهي تجرّ حمولة المساعدات، وخلال يومين على أبعد تقدير ستصل إلى وجهتها".

وفي هذه الأثناء، نفت الحكومة القبرصية أن يكون هناك مشروع لشراء رصيف بحريّ ضمن ميناء لارنكا من قبل إسرائيل، وتزامن ذلك مع وصول مسؤول الموانئ الإسرائيليّ مع وفد حكومي مرافق، بزيارة غير رسمية إلى قبرص.

وتضاربت الأنباء عن إبرام صفقة لشراء رصيف بحريّ من قبل شركة إسرائيلية، ووفقاً لما أكده تلفزيون "ألفا" القبرصي، فإن شركات إسرائيلية سوف تتولى إدارة هذا الرصيف، وسوف يجري تشييده خلال شهرين.

وحول تلك الأنباء، أشار مصدر مطلع من ميناء لارنكا إلى "أن النفوذ الإسرائيليّ في الميناء حاضر بقوة، بحكم وجود حركة نقل لشركات إسرائيلية إلى قبرص مع انتقال عدد كبير من الإسرائيليين إلى لارنكا، وأنه لا يُستبعد أن تجد الشركات أي وساطة من شركات قبرصية لتغطية الهيمنة على أحد الأرصفة البحرية في ميناء لارنكا لصالح الأنشطة الإسرائيلية".

أمّا بخصوص التفتيش الذي تعرّضت له حمولة المساعدات الذاهبة إلى غزة من قبل جهات أمنية متصلة بإسرائيل، قال المصدر لـ"العربي الجديد": إنه "جرى ترتيب حمولة المساعدات تحت إشراف أجهزة أمنية مختلفة في قبرص من "خفر السواحل" و"الشرطة" وجهاز "كيب" الذي يعني المخابرات القبرصية. ولم يكن واضحاً إذا كان ثمّة تدخل مباشر من إسرائيل في ذلك التفتيش، لأن موظفي الميناء كانوا يفتحون الحمولة ويغادرون الرصيف حتى يتم تفتيشها أمنياً من قبل المعنيين في الشرطة". مضيفاً أن "التنسيق الأمني الذي يجري بين قبرص وإسرائيل بخصوص الحمولة وغيرها من تحركات بحرية، يحدث بصورة دائمة، وهذا ليس جديداً".

ويُعتقد أن تكون خطوة شراء الرصيف البحري من قبل إسرائيل هي خطوة قائمة، لأن إسرائيل تتعرض بسبب الحرب في غزة إلى تهديد قد يدفعها إلى عزلة تجارية فيما لو جرى استهداف ميناء حيفا.

وتبقى المسألة المقبلة في خطر مؤجل، وهي أن تصبح قبرص في مرمى المناهضين لإسرائيل، وقد يتعرض ميناء لارنكا القبرصي للاستهداف بناء على ذلك، الأمر الذي سيدفع الجزيرة المتوسطية لإعادة النظر في حضورها الجيوسياسي، بخصوص القضية الفلسطينية، والذي تحاول أن ترممه - على ما يبدو- من بوابة المساعدات الغذائية الذاهبة إلى غزة والمدعومة أوروبياً. ولا يغيب عن البال التغلغل الإسرائيلي في معظم المناطق القبرصية، وأكثر ملامحه وضوحاً اليوم هي حركات شراء العقارات من قبل شركات إسرائيلية في قبرص.