القامشلي: أكراد سورية يحيون ذكرى انتفاضة 2004 

القامشلي: أكراد سورية يحيون ذكرى انتفاضة 2004 

12 مارس 2022
خلال تظاهرة في القامشلي 12 مارس 2012 (فرانس برس)
+ الخط -

 يحيي الأكراد في شرق سورية اليوم الذكرى السنوية الـ 18 لـ"انتفاضة 12 آذار" عام 2004، حين قتلت قوات النظام السوري خلال مباراة محلية العديد من المدنيين، ليعقب ذلك احتجاجات واسعة في مجمل التجمعات الكردية في حلب ودمشق.

وبهذه المناسبة تجمع اليوم الآلاف في "ملعب شهداء 12 آذار" بمدينة القامشلي، حيث زين الملعب بصور ضحايا تلك الأحداث، وألقيت كلمات باسم "الإدارة الذاتية في مناطق شمالي شرق سورية" و"مجلس دير الزور المدني"، و"مجلس عوائل الشهداء".

ودعت إلهام أحمد، الرئيس التنفيذي لمجلس سورية الديمقراطية الى إحداث التغيير والتحول الديمقراطي في سورية. وقالت في تغريده عبر "تويتر" بمناسبة ذكرى احتجاجات القامشلي إن "انتفاضة 12 آذار 2004 كانت ضد الاستبداد المركزي لنظام البعث، وشكلت ذاكرة جمعية للوعي الكردي وأساساً للحراك الشعبي السوري، إثر انتقالها من القامشلي إلى حلب ودمشق". وشددت على أن "أهمية العمل الجماعي لكل السوريين لتحقيق تطلعاتهم في إحداث التغيير والتحول إلى الديمقراطية في عموم سورية".

كما أصدر "مجلس سورية الديمقراطية" بيانا قال فيه إن تلك الانتفاضة "شكلت ضربة موجهة لنظام الاستبداد المركزي من خلال المسيرات السلمية والمظاهرات الشعبية التي انطلقت شرارتها من القامشلي وكوباني وعفرين، وامتدت إلى حلب ودمشق، والتي قام بها عشرات الآلاف من بنات وأبناء الشعب الكردي في سورية".

وأضاف البيان أن النظام حاول في تلك الأحداث "إحداث شرخ بين مكونات شعب سورية الواحد بالشكل الذي تلمّسه الجميع قبيل وأثناء مباراة كرة القدم بين فريق الفتوة القادم من دير الزور والجهاد المحلي في القامشلي، وذلك من خلال بعض المرتزقة الموتورين التابعين للسلطة في دمشق، لكن وعي الشعب والحركة الديمقراطية الكردية أفشل هذه الفتنة التي تثبت الأحداث بأنها وسيلة من وسائل منظومة الاستبداد المركزي حينها ويلجأ إليها حتى الآن، بخاصة حينما يدق ناقوس التغيير الديمقراطي".

 واعتبر البيان أن "انتفاضة 12 آذار شكّلت أساساً نهضوياً ومرتكزاً حقيقياً من أسس ومرتكزات الحِراك والثورة الشعبية السورية منتصف آذار 2011 والذي يدخل عامه الثاني عشر، مؤكدا "ترابط القضايا السورية وحلها ضمن القضية الديمقراطية كمقدمة للتحول وللتغيير الديمقراطي الجذري والشامل". ورأى أن "الإدارة الذاتية والنظام اللامركزي هو الحل الأمثل لإنهاء الأزمة السورية وفق القرار الأممي 2254".

 من جهته، قال المجلس الوطني الكردي في بيان مماثل إن انتفاضة القامشلي جسدت "روح التضحية ورفض الذل، ومثلت احتجاجاً مدوياً ضد الظلم والاستبداد، وكسرت حاجز الخوف وكانت البداية الحقيقية للثورة السورية التي اندلعت عام2011 وأعطت زخماً لنضالات الشعب الكردي في سورية". وانتقد المجلس ممارسات بعض الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا التي قال إنها تمارس سياسة التغيير الديمغرافي في المناطق الكردية. كما انتقد إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي التي تشدد "قبضتها الأمنية وتمارس سياسة كم الأفواه والترهيب والتجويع والخطف بحق شعبنا لإسكات كل صوت مخالف لها وهو ما دفع بشعبنا إلى الهجرة بحثا عن الأمان والعيش الكريم".

 واندلعت "انتفاضة القامشلي" عام 2004 خلال مباراة لكرة قدم رفع خلالها بعض مشجعي الفريق الضيف (الفتوة) من العرب صور للرئيس العراقي صدام حسين، الأمر الذي أثار غضب الكرد مشجعي الفريق المضيف (الجهاد)، بسبب حملة الأنفال التي شنها صدام ضد كرد العراق، ليعقب ذلك اندلاع مواجهات عنيفة بين الكرد وبعض العشائر العربية سرعان ما تدخلت فيها قوات الأمن السوريّة، ثم امتدت الاضطرابات إلى بقية المناطق الكردية واستمرت 6 أيام.