الرئيس الإيراني يهاجم أميركا ويشترط للتفاوض على "النووي"

الرئيس الإيراني يهاجم أميركا ويدعو للالتزام بـ"النووي" ويشترط للتفاوض

21 سبتمبر 2021
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (Getty)
+ الخط -

في أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ انتخابه رئيسا لإيران، والتي ألقاها من طهران عبر "فيديو كونفرانس"، هاجم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها، منددا بعقوباتها ضد بلاده، ومطالبا في الوقت ذاته "جميع الأطراف بالالتزام بالاتفاق النووي"، ومشترطا أن يؤدي التفاوض إلى إلغاء العقوبات. 

وأشار رئيسي إلى أحداث الكونغرس الأميركي خلال يناير/كانون الثاني الماضي، بعد تعرضه لهجوم من أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وكذلك حادث سقوط مواطنين أفغانيين من طائرة أميركية بعد التشبث بعجلاتها خلال أغسطس/آب الماضي، قائلا إنه "من كابيتول (مبنى الكونغرس) إلى كابول، أرسلت رسالة واحدة للعالم، وهي أن نظام الهيمنة الأميركي أصبح بلا مصداقية، سواء في الداخل أو في الخارج". 

وأضاف أن ما يحدث في المنطقة اليوم يؤكد "فشل مشروع فرض الهيمنة الغربية"، موضحا أن "أميركا لا تخرج اليوم من العراق وأفغانستان، بل تطرد". 

العقوبات الأميركية 

وفيما تتعرض إيران إلى عقوبات أميركية شاملة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، أكد رئيسي أن "العقوبات أسلوب جديد للحرب الأميركية ضد الشعوب"، قائلا إن "العقوبات ضد الشعب الإيراني لم تبدأ منذ نشوء البرنامج النووي، ولا حتى منذ الثورة الإسلامية، بل منذ العام 1951، عندما تم تأميم صناعة النفط ونفذ الأميركيون والبريطانيون انقلابا عسكريا ضد الحكومة الإيرانية المنتخبة"، في إشارة إلى حكومة محمد مصدق. 

وأضاف أن بلاده تتعرض لحظر الأدوية في فترة كورونا، داعيا إلى "تسجيل هذه الجريمة المنظمة ضد الإنسانية". وتابع أنه يندد بـ"استمرار العقوبات الأميركية غير القانونية، خاصة بشأن السلع الإنسانية"، مشيرا إلى أن نموذج بلاده لتأمين أمن المنطقة "يعتمد على بلورة آليات من داخل المنطقة بمحورية الدبلوماسية، ومن دون تدخل أجنبي". 

الاتفاق النووي 

وعن الاتفاق النووي، قال الرئيس الإيراني إن خطة أميركا لمواجهة إيران "سجلت فشلا ذريعا"، قائلا إن هذه الخطة "ظهرت خلال الفترة الأخيرة في انتهاك الاتفاق النووي شكلا ومضمونا، واستمرت مع اتباع سياسة الضغوط القصوى والانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي". 

وأضاف أن "الظلم الأقصى" ضد بلاده "مستمر"، مؤكدا: "إننا لا نريد أكثر من حقنا، و15 تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام إيران بتعهداتها". 

وفي السياق، أوضح أن واشنطن "لم تنفذ التزاماتها، ونكثت بالعهد، وانسحبت من الاتفاق النووي، وفرضت المزيد من العقوبات"، مؤكدا أن "صمودنا أثمر وسيثمر". وجدد رئيسي تأكيد إيران "عدم الوثوق بالوعود الأميركية". 

كما شدد على أن استراتيجية بلاده تعتمد على "حظر إنتاج وصناعة وتخزين الأسلحة النووية"، قائلا إن هذه الأسلحة "لا مكانة لها بتاتا في العقيدة الدفاعية والردعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية". 

وعن مفاوضات فيينا المتعثرة منذ يونيو/حزيران الماضي، أكد أن "إيران تعتبر أن التفاوض الناجح هو الذي تكون نتيجته إلغاء العقوبات الظالمة". 

وأضاف أن طهران تبحث عن "تعاون مؤثر مع جميع دول العالم، خاصة دول الجوار، ونشد على أيديهم"، حسب قوله. 

وعن أوضاع أفغانستان، قال الرئيس الإيراني إن "الأمن لن يعود إلى أفغانستان طالما لم تتشكل حكومة شاملة بمشاركة مؤثرة لجميع القوميات في إدارة البلاد". 

وأعرب عن "القلق العميق من الأزمة الإنسانية في اليمن"، على حد تعبيره، داعيا العالم إلى "كسر صمته تجاه هذه الجريمة ضد الإنسانية"، ومؤكدا أن "الحل هو وقف سريع ومن دون شرط للعدوان وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية، وتسهيل الحوار البنّاء بين اليمنيين". 

وأكد أن "الكيان الصهيوني الاحتلالي يمارس أكبر إرهاب دولة، وأجندته هي إبادة النساء والأطفال في غزة والضفة الغربية"، قائلا إن "الحصار الشامل حوّل غزة إلى أكبر سجن في العالم"، مع تأكيده أن "صفقة القرن فشلت كمشاريعها السابقة".

المساهمون