الدستور التونسي 2022.. خطأ في مواصفات راية البلاد يثير تساؤلات

الدستور التونسي 2022.. خطأ في مواصفات راية البلاد يثير تساؤلات

20 اغسطس 2022
العلم رمز للدولة و"المس به هو مس بوحدتها" بحسب قيادي في "النهضة" (Getty)
+ الخط -

رافق صدور النسخة الرسمية للدستور التونسي الجديد بالجريدة الرسمية جدل كبير حول الأخطاء اللغوية الكثيرة التي تضمنها، ولكن ما أثار نقاشات واسعة ما تعلق بالراية التونسية، الأمر الذي وصفه البعض بـ"الخطير"، إن كان سهواً أو عن قصد.

وورد في الفصل الثامن من الدستور الجديد خطأ في تعريف مواصفات الراية التونسية، أنّ "لون راية الدولة التونسية أحمر تتوسطه دائرة بيضاء بها نجم أحمر ذو خمسة أشعة يحيط بها هلال أحمر"، والحال أنّ الهلال يحيط بالنجم الأحمر وليس بالدائرة البيضاء.

في حين أنّ التعريف المناسب هو "علم الدولة التونسية أحمر تتوسطه دائرة بيضاء بها نجم ذو خمسة أشعة أحمر يحيط به هلال أحمر". ويبدو الاختلاف في التأويل في عبارة "يحيط بها" التي خلقت التباساً لأنّ "بها" وردت مؤنثة وتعود بالتالي على الدائرة.

وقال القيادي في "حركة النهضة" رياض الشعيبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيس سعيّد لا ينفك يتحفنا في كل مرة بضحالة مستواه اللغوي، فضلاً عن السياسي وخبرته في إدارة الدولة"، متسائلاً: "كيف سيصلح هذا الخطأ؟، هذا إذا افترضنا حسن النية، أما إن كان الأمر مقصوداً فيصبح أخطر".

وبيّن الشعيبي أنّ الوثيقة التي نشرت بالرائد الرسمي على أنها دستور النظام السياسي الجديد في تونس، "غيّرت علم (راية) الجمهورية التونسية، بما يبدو أنه خطأ لغوي لا يغتفر في وثيقة بمثل هذه الأهمية".

وأوضح الشعيبي أنّ "الصياغة ضعيفة وغير مركزة.. هذا دليل آخر على ضعف الوثيقة الدستورية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية".

وأشار الشعيبي إلى أنّ "الدستور الذي شككت فيه عديد الأطراف، ليس في نسب المشاركة في الاستفتاء عليه فقط، ولكن حتى في بنيته اللغوية ضعيف ومرتبك"، مؤكداً أنّ الأمر إن "كان غير مقصود فهو دليل على الإهمال وعلى عدم الجدية في التعاطي مع وثيقة دستورية ستكون الوثيقة الأولى التي ستتأسس عليها شرعية النظام السياسي الحالي، وإن كان الخطأ مقصوداً فهذا سيكون أمراً خطيراً جداً لأنه محاولة لتمرير مسائل دون نقاش وطني حولها.. موضوع الراية الوطنية رمز الدولة التونسية والمسّ به هو مس بوحدة الدولة".

وقال "بعد إعادة تصحيح بعض الأخطاء التي تضمتنها النسخة الأولى، ما زالت هذه النسخة المعتمدة ضحلة، على الأقل لغوياً، في انتظار دراسة بقية الأبعاد"، مؤكداً أنّ راية الجمهورية التونسية في دستوري 1959 و2014 لم تتغير صياغتها، وأنّ "حصول هذا التغيير في دستور 2022 والذي يريد من خلاله سعيّد التأسيس لشرعية نظامه الجديد، يثير الكثير من اللبس".

كما أكد أنّ هذا التغيير يطرح عدة إشكاليات "لأنّ هذه النسخة هي الثالثة للدستور ونشرت بالجريدة الرسمية".

من جهته، قال عضو هيئة الانتخابات سامي بن سلامة: "لقد رأيت صورة الراية الجديدة وفجعت مثلكم"، مضيفاً في تدوينة على صفحته عبر "فيسبوك": "الفصل واضح، ويقصد أنها الخمسة أشعة هي التي يحيط بها الهلال... يعني الفصل ما يقصدش الدائرة، الراية لم تتغير، أنتم ربما أصابكم شيء ما".

وردّ عدد كبير من المتابعين على هذه التدوينة، مصححين خطأه اللغوي ومحاولته تبرير خطأ سعيّد بأي طريقة.