الحوثيون يدفعون بتعزيزات إلى تعز ويتوعدون بمعركة مقبلة في اليمن

23 يونيو 2023
تحدث المشاط عن أسلحة نوعية ستدخل في المعركة المقبلة (Getty)
+ الخط -

توعّد رئيس المجلس السياسي للحوثيين في صنعاء (مجلس الحكم التابع للجماعة) مهدي المشاط، أمس الخميس، من وصفه بـ"العدو" بأسلحة نوعية ستدخل المعركة المقبلة، لافتاً إلى أن ما تقدّمه جماعته من تنازلات في مسار الهدنة الهادفة لإحلال السلام "لن يجرى تقديمها في الفترة المقبلة، في حال رُفضت".

وجاء ذلك في كلمة ألقاها أمام عرض عسكري لجماعته نظمته في مدينة إب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وسط اليمن.

ونوه المشاط بـ"صمود قوات الجماعة والقوة الصاروخية والطيران المسيّر"، مشيراً إلى أن "الأسلحة التي ستدخل في المعركة المقبلة هي أسلحة نوعية لا أستطيع أن أصرح عنها"، مضيفاً أن الأيام المقبلة ستكشف عنها، و"ستكون هي التي سترغم العدو حتى يوقف التآمر والمؤامرات"، بحسب تعبيره.

وحذر المشاط من وصفه بـ"العدو" بأنه يضيّع الفرص "إذا استمرّ في عناده، والذي يُعرض عليه اليوم لن يناله غداً"، مشيراً إلى أن "اليمن أصبح اليوم عصياً، ولم يعد لقمة سائغةً تبتلعها أي قوة في هذه الأرض".

وتأتي هذه التهديدات على الرغم من مؤشرات تحسن العلاقات بين الجماعة والسعودية، والتي ظهرت أخيراً في السماح للخطوط الجوية اليمنية بنقل ركاب من مطار صنعاء الدولي إلى المملكة لأداء فريضة الحج، وذلك للمرة الأولى منذ تدخل التحالف في الحرب اليمنية عام 2015.

في غضون ذلك، تحشد جماعة الحوثي تعزيزات عسكرية تحت مسمّى "مسيرة راجلة"، قدِمت من محافظة ذمار (جنوب صنعاء)، ووصلت إلى مدينة إب، حيث ألقى أمامها المشاط خطابه أمس الخميس، وهي في طريقها إلى منطقة الحوبان لتنضم إلى جبهات القتال في تعز، جنوب غربي البلاد، وفقاً لمراقبين.

وكانت وسائل إعلام وناشطون تابعون للجماعة تداولوا صوراً ومقاطع فيديو للمسير العسكري، والذي قالوا إن عدد المشاركين فيه بلغ 10 آلاف مقاتل.

وتعليقاً على المسير العسكري، قال وزير الإعلام في الحكومة المعترف بها دولياً معمر الإرياني إن دفع الجماعة بـ"المئات من مقاتليها من محافظة ذمار إلى جبهات محافظة تعز المحاصرة عمل استعراضي رديء وبائس، يهدف لاستدراج المزيد من المقاتلين والأطفال، وتجنيدهم في صفوفها، ورفع الروح المعنوية لعناصرها، ويكشف موقفها الحقيقي من دعوات التهدئة وإحلال السلام".

وأضاف الإرياني، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الرسمية، أمس الخميس، أن الجماعة "تمارس هذا التصعيد العلني والسلوك الاستفزازي أمام مرأى ومسمع من العالم، ضاربة عرض الحائط بجهود ودعوات التهدئة التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة، ومن دون أي اكتراث بالأوضاع الاقتصادية والإنسانية والمعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون جراء الحرب المتواصلة منذ 9 أعوام".

من جهته، عقد محافظ تعز نبيل شمسان اجتماعاً مع اللجنة الأمنية لـ"مناقشة مستجدات الأوضاع العسكرية والأمنية بالمحافظة"، وقال، وفق ما نقله الإعلام الرسمي، إن "حشود الحوثيين واستعراضاتهم ليست لها من قيمة، وإنها انكسرت على أسوار المحافظة وشجاعة وصلابة أبنائها، خلال ثماني سنوات من الحرب".

وأضاف شمسان أن "الجميع يدرك مراوغة المليشيات ومخططاتها، بعيداً عن طريق السلام والجهود الدولية والأممية المبذولة للوصول إلى سلام شامل، والمليشيات تراوغ منذ سنوات، والجميع يدرك استمرارها بالاعتداءات والجرائم اليومية، وتعنتها، ورفضها فتح طرقات المحافظة، والدفع بحشود مسلحة للتصعيد بشكل مستمر".

بدوره، قال نائب رئيس هيئة العمليات في وزارة الدفاع اللواء الركن يوسف الشراجي، الذي حضر الاجتماع أيضاً، إن "الاستفزازات التي تقوم بها المليشيات تهدف لرفع معنويات عناصرها المنكسرة"، مؤكداً "أهمية التلاحم والوقوف صفاً واحداً لدعم الجيش الوطني والأجهزة الأمنية لتعزيز الأمن والاستقرار والتصدي لكلّ المؤامرات"، حسب قوله.

في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش أفشلت، مساء الخميس، هجوماً شنته جماعة الحوثيين في تعز. وقال المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، على صفحته في موقع "فيسبوك"، إن قوات الجيش والمقاومة أفشلت "محاولة تسلل لمليشيا الحوثي في جبهة الأحطوب بالريف الغربي للمحافظة".

وعلى الرغم من الهدنة السارية في البلد منذ أكثر من عام، إلا أن جبهات تعز، التي يفرض الحوثيون عليها حصاراً منذ ثماني سنوات، تشهد بشكل مستمر مناوشات ومحاولات تسلّل لمسلحي الجماعة. ورصد "العربي الجديد" ثماني محاولات تسلّل وهجمات للحوثيين أعلن الجيش عنها منذ مطلع شهر يونيو/حزيران الحالي.

وتوزعت هذه الهجمات على مواقع "عصيفرة، الدفاع الجوي" شمال مدينة تعز، "الأحطوب، الكدمة" غربها، "كلابة" شمال شرق، "الأقروض" جنوب شرق، إضافة إلى قصف بالطيران المسيّر استهدف مواقع جبل هان، ميلات، وادي حذران، والمقاهية بمنطقة الضباب، غربي المدينة.

المساهمون