الاستخبارات الأميركية تستبعد إصدار بوتين أمراً مباشراً بقتل نافالني

الاستخبارات الأميركية تستبعد إصدار بوتين أمراً مباشراً بقتل نافالني

27 ابريل 2024
عائلة نافالني تزور قبره بعد يوم من دفنه في موسكو، 2 مارس 2024 (أولغا مالتسيفا/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- استنتجت الاستخبارات الأمريكية أن بوتين لم يصدر أمراً مباشراً بقتل نافالني، لكنها لا تبرئه من المسؤولية، مما يعمق الغموض حول وفاته.
- التقييم يستند إلى معلومات استخباراتية ويأتي في سياق تقييم تأثير وفاة نافالني على إعادة انتخاب بوتين، وقد تم إبلاغ وكالات استخباراتية أوروبية به.
- حلفاء نافالني يعتبرون الاستنتاج الأمريكي ساذجاً ويصرون على أن موته كان من تدبير الكرملين، بينما يرفض الكرملين التقرير ويواجه ضغوطاً غربية للتحقيق في الوفاة.

خلصت أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يأمر على الأرجح بقتل السياسي المعارض أليكسي نافالني في سجن سيئ السمعة بالقطب الشمالي في فبراير/ شباط، ما يعمّق الغموض حول وفاته، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة لم تكشف هويتها، اليوم السبت، إن هذه الخلاصة لا تشكك في مسؤولية بوتين عن وفاة نافالني، لكنها تشير إلى أنه ربما لم يأمر بذلك في تلك اللحظة.

وتوفي نافالني في 16 فبراير من العام الحالي في سجن "الذئب القطبي" ذي النظام الخاص. وقالت الهيئة الفيدرالية الروسية في حينه إن نافالني أصيب بوعكة صحية أثناء جولة فقد على أثرها الوعي "فوراً تقريباً"، ما تطلب استدعاء طاقم إسعاف، وفق رواية الهيئة. وكان نافالني قد نقل في العام الماضي إلى السجن رقم 3 "الذئب القطبي" ذي النظام الخاص في دائرة يامالو-نينيتس التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال روسيا.

وأوضحت بعض المصادر أن التقييم الأميركي يستند إلى مجموعة من المعلومات، بما في ذلك بعض المعلومات الاستخبارية السرية، وتحليل الحقائق العامة، بما في ذلك توقيت وفاته، وكيف ألقى الأمر بظلاله على إعادة انتخاب بوتين رئيساً لروسيا لولاية جديدة. ولم تحدّد المصادر ما إذا كانت الإدارة الأميركية قد قامت بتقييم كيفية وفاة نافالني، وربما لن تُحدّد الظروف الدقيقة لوفاته بشكل كامل، في وقت أشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن تحديد ما إذا كانت وكالات الاستخبارات قد طوّرت تفسيرات بديلة لوفاة المعارض الروسي.

ووفق المصادر، فإن هذه النتيجة مقبولة على نطاق واسع داخل مجتمع الاستخبارات، ويتقاسمها العديد من الوكالات، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ووحدة الاستخبارات في وزارة الخارجية. وإذ أكدت الصحيفة أنه جرى إبلاغ بعض وكالات الاستخبارات الأوروبية بوجهة النظر الأميركية، لفتت إلى أن بعض الدول لا تزال تشكك في عدم ضلوع بوتين المباشر في وفاة نافالني، بحسب مسؤولين أمنيين في عواصم أوروبية عدة. ويتحدث المسؤولون عن أنه في نظام يخضع لرقابة مشددة مثل روسيا بوتين، من المشكوك فيه أن يكون الضرر قد لحق بنافالني من دون علم مسبق من الرئيس.

ويصرّ حلفاء نافالني على أن موته كان من تدبير الكرملين، وفي السياق، رفض ليونيد فولكوف، حليف نافالني منذ وقت طويل، تقييم الاستخبارات الأميركية، واصفاً إياه بأنه ساذج. وأشار إلى أن أولئك الذين يؤكدون أن بوتين لم يكن على علم، من الواضح أنهم لا يفهمون أي شيء عن كيفية إدارة روسيا في العصر الحديث، معتبراً أن فكرة عدم إبلاغ بوتين، وعدم موافقته على قتل نافالني هي "فكرة سخيفة".

وفي أول تعليق رسمي روسي على تقرير الصحيفة الأميركية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم السبت، إنه اطلع على التقرير الذي قال إنه يحتوي على "تكهنات فارغة"، مشيراً في تصريحات للصحافيين، نقلتها "رويترز": "لقد رأيت التقرير، لا أستطيع أن أقول إنها مادة عالية الجودة تستحق الاهتمام".

ولطالما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نطق اسم أليكسي نافالني، المعارض الأبرز لحكمه منذ 15 سنة. وغالباً ما استعاض عن ذكر الاسم بأوصاف مثل "المدون" و"المريض" (بعد التسميم في العام 2020) و"السجين". وواجهت روسيا، منذ الإعلان عن وفاة نافالني، سيلاً من المواقف الغربية التي تدعو إلى التحقيق في الوفاة، وتحمّل الكرملين المسؤولية عن الأمر.

المساهمون