الإمارات تنفي تسليح "الدعم السريع" وبرلين تهدّد طرفي حرب السودان

الإمارات تنفي تسليح "الدعم السريع" وبرلين تهدّد طرفي حرب السودان بالعقوبات

24 يناير 2024
هاربون من الحرب في ود مدني، 15 ديسمبر الماضي (فرانس برس)
+ الخط -

نفت الإمارات، اليوم الأربعاء، بحسب ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إرسالها أسلحة لقوات "الدعم السريع" في السودان، في وقت دعت ألمانيا إلى استخدام وتفعيل سلاح العقوبات على طرفي الحرب في هذا البلد، الجيش و"الدعم السريع"، لدفعهما إلى التفاوض بجدية لوقف الحرب، والتي شدّدت برلين على وجوب ألا تصبح "حرب السودان المنسية".

الإمارات تنفي تسليح أحد أطراف حرب السودان

وبحسب "فايننشال تايمز"، فإن الإمارات نفت تسليح "الدعم السريع" في حربها مع قوات الجيش المتواصلة منذ إبريل/نيسان 2023، وذلك بعدما أظهرت وثيقة أممية مسرّبة "أدلة ذات مصداقية" بشأن إرسال الإمارات أسلحة لقوات "الدعم".

وذكر التقرير، الذي أعدّه خبراء في مجلس الأمن الدولي، واطلعت عليه الصحيفة لكنه لم ينشر رسمياً بعد، أن عدة شحنات محملة بالأسلحة والذخائر يجري تفريغها كل أسبوع من طائرات شحن في أحد مطارات تشاد، وتنقل لقوات الدعم على الحدود.

مسؤول إماراتي لـ"فايننشال تايمز": أبوظبي لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع

لكن الإمارات نفت ذلك نفياً قاطعاً، وقالت للجنة أممية إن هذه الشحنات حملت مساعدات إنسانية، بما فيها لمستشفى يجري تجهيزه. وقال مسؤول إماراتي للصحيفة إن دولته "لا تنحاز إلى أي طرف" في حرب السودان، مضيفاً أنها "تدعو بشكل دائم إلى خفض التصعيد ووقف مستديم لإطلاق النار وإطلاق حوار دبلوماسي".

برلين تلوّح بتكثيف سلاح العقوبات

في غضون ذلك، يبدو أن الاتحاد الأوروبي بصدد تكثيف ضغطه على طرفي حرب السودان، لحملهما على التفاوض بجدية. وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم، إنه "بالنسبة لي من الواضح أنه يتعين علينا زيادة الضغط على الجانبين من خلال العقوبات ومحاسبتهما على انتهاكاتهما بحق السكان المدنيين والتأثير على مؤيديهما في الخارج". وجاء كلام بيربوك في مستهل زيارة بدأتها أمس، إلى شرق أفريقيا، حيث ستسعى إلى الدفع باتجاه فرض عقوبات على طرفي الحرب في السودان ومحاسبتهما لإرغامهما على التفاوض من أجل السلام.

وستستغرق جولة الوزيرة الألمانية أياماً عدة؛ حيث ستزور جنوب السودان وكينيا وجيبوتي. وقالت اليوم: "إن الصور الآتية من دارفور أعادت ذكريات قاتمة عن الإبادة الجماعية" التي وقعت قبل 20 عاماً. وأضافت في بيان قبل رحلتها: "بالتعاون مع شركائي في جيبوتي وكينيا وجنوب السودان، سأستكشف إمكانيات جلب الجنرالين (قائد الجيش عبد الفتاح) البرهان و(قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو) حميدتي إلى طاولة المفاوضات، حتى لا يجرّا السودانيين عميقاً في الهاوية ويمعنا في زعزعة استقرار المنطقة". 
وإلى جانب المحادثات السياسية، ستجتمع بيربوك مع ممثلين عن المجتمع المدني في السودان. ورأت أمس في بيانها أن "السودان لن يحظى بسلام طويل الأمد إلا مع حكومة ديمقراطية مدنية"، مشددة على أن النزاع لا ينبغي أن يصير "أزمة منسية".

وكانت الخارجية السودانية قد استنكرت، أمس الثلاثاء، قرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على 6 كيانات سودانية، بينها 3 تتبع للجيش و3 أخرى تتبع لقوات "الدعم"، معتبرة أن "نهج العقوبات الموجهة خاصة ضد المؤسسات الوطنية لن يساعد على تحقيق السلام، وأن استهداف المؤسسات الاقتصادية بتبرير تبعيتها للجيش أمر يدعو إلى الاستغراب والاستنكار".

بيربوك: السودان لن يحظى بسلام طويل الأمد إلا مع حكومة ديمقراطية مدنية

بدورها، حذّرت وزيرة التنمية الدولية النرويجية آن بيث تفينريم، اليوم، من أن احتمال تحقيق السلام في السودان بعيد في ما يبدو، مع صعوبة تحديد خطوة تالية ملموسة نحو إنهاء الحرب. والنرويج جزء من مجموعة الترويكا مع الولايات المتحدة وبريطانيا التي تسعى لتوجيه السياسة الغربية بشأن السودان. وأوضحت الوزيرة أن بلادها باعتبارها عضواً في هذه الترويكا، تشعر بالتزام على نحو خاص بالمساعدة حيثما أمكنها ذلك، مضيفة أنه من "المهم" التحضير لعودة محتملة للحكم المدني عبر "عملية سياسية شاملة".

ميدانياً، اشتدت المعارك اليوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم، في مدينة بابنوسة، جنوب غرب ولاية غرب كردفان، وأكدت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدة للجيش إحباطه هجوماً لقوات الدعم في المدينة، فيما ذكر حساب قوات الدعم الرسمي على موقع "إكس" أن مدينة الهلالية التابعة لولاية الجزيرة، استقبلت اليوم قوات "الدعم" بـ"الزغاريد".