الأمن الفلسطيني يحتجز ثلاثة شبان في مسيرة رافضة لزيارة بلينكن

10 يناير 2024
التظاهرة كانت رسالة إلى كل القيادة الفلسطينية بالارتقاء إلى مستوى التضحيات (العربي الجديد)
+ الخط -

احتجزت أجهزة الأمن الفلسطيني، اليوم الأربعاء، ثلاثة شبان لقرابة نصف ساعة في مركبات الأمن، بعد منع مسيرة غاضبة من الوصول إلى مقر المقاطعة (الرئاسة الفلسطينية) في رام الله وسط الضفة الغربية، رفضاً لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فيما أكد المحتجزون بعد إخلاء سبيلهم تعرّض أحدهم للضرب، وتمزيق بعض ملابسه.

وبعد وقفة على دوار المنارة وسط رام الله، أُحرقت ومُزقت خلالها صور بلينكن، كذلك داس متظاهرون صوره بالأقدام، خرج معظم المشاركين في مسيرة نحو مقرّ المقاطعة، حيث استقبل عباس بلينكن، بينما كان في انتظارهم جدار بشري من قوات الشرطة الخاصة تحمل دروعاً بلاستيكية، ومنع الأمن الوطني تقدمهم، وبعد محاولة عدد من المتظاهرين اختراق الجدار البشري وحدوث تدافع بينهم وبين قوات الأمن، قامت الأخيرة بضرب عدد من المشاركين واعتقال ثلاثة منهم، واقتيادهم إلى المركبات الأمنية، ثم أُخلي سبيلهم بعد هتافات ومشادات كلامية تطالب بالإفراج عنهم، فيما ظهرت على أحدهم آثار ضرب على وجهه ويده، وآثار تمزيق في قميصه.

وقال المقدسي محمد فيراوي لـ "العربي الجديد"، بعد إخلاء سبيله حيث كان واحداً من المحتجزين، إن الأمن اعتقله وشابين آخرين، وكان برفقته شاب من نابلس ضُرب واعتُدي عليه خلال اقتياده بالشارع وداخل مركبة الأمن، ما سبّب نزفاً في أنفه.

وتابع فيراوي، قائلاً إن المتظاهرين توجهوا إلى مقرّ المقاطعة للتنديد باستقبال عباس لبلينكن المجرم كما قال، الذي يحلل ويشرع القتل والذبح والمجازر والإبادة التي تحصل بحق الشعب الفلسطيني، لكن الأمن قبالة المقاطعة تصدى للمسيرة ودفع المتظاهرين والمتظاهرات، واعتدى على بعضهم.

وجاءت التظاهرة بدعوى من مجموعة شبان وشابات فلسطينيين، حيث وصلت المسيرة على مسافة تبعد قرابة ثلاثمئة متر من مقر الرئاسة، وكانت تهتف ضد الموقف الأميركي الذي اعتبروه شريكاً في الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل خلال حربها على غزة، وضد التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.

وقالت الناشطة والمحامية ديالا عايش لـ"العربي الجديد"، إنهم وصلوا إلى أقرب مكان استطاعوا إليه سبيلاً، اعتراضاً على الزيارة، مضيفة أن هناك غضباً شعبياً ورفضاً شبابياً لهذه الزيارة، لأن المنظومة الأميركية شريكة في إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لكن المسيرة قوبلت بحاجز عسكري، فيما وصفت استقبال السلطة الفلسطينية لبلينكن ومنع المسيرة من الوصول بأنه "شراكة في الإبادة على غزة".

بدوره، اعتبر منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الغضب ضد الزيارة يأتي من كون المقاطعة تستضيف واحداً من مهندسي الإبادة الجماعية في قطاع غزة، واحداً ممن يتآمرون على القضية الفلسطينية، ويريد خلق بدائل عميلة لقيادة الشعب الفلسطيني، معتبراً أنه كان على السلطة عدم استقباله.

وقالت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، عفاف غطاشة، لـ"العربي الجديد"، إن هناك رسالتين من التظاهرة: الأولى للإدارة الأميركية بأنها غير مرحب بها، لأنها تأتي إلى المنطقة لإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال الفاشي بأن يزيد فاشيته، والرسالة الأخرى للقيادة الفلسطينية وكل القيادات دون استثناء، بالارتقاء إلى مستوى الدم والتضحيات والتوحد، والبدء بعملية سياسية موحدة ليس فقط لإخراج الأسرى وإعادة إعمار غزة، بل لإنهاء الاحتلال.