اشتباكات بين "قسد" وقوات النظام بدير الزور بعد توتر القامشلي

اشتباكات بين "قسد" وقوات النظام بدير الزور بعد توتر القامشلي

21 ابريل 2021
شهدت القامشلي سابقاً عدة اشتباكات بين الطرفين أوقعت خسائر متبادلة(Getty)
+ الخط -

امتد التوتر الذي وقع بين مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام السوري، وقوى الأمن الداخلي التابع للإدارة الذاتية (الأسايش)، من القامشلي إلى ريف دير الزور الشرقي، حيث وقعت اشتباكات مماثلة بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام، فيما تجري مفاوضات بين الطرفين، برعاية روسية، بهدف إنهاء التوتر وحل الخلاف، وسط تكهنات بصعوبة ذلك عقب سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً متبادلاً وإطلاق نار وقعا بين قوات النظام السوري و"قسد" على ضفة نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، كان أبرزها في ناحية الشعفة بريف دير الزور الشرقي. 

وأضافت المصادر أن القصف أدى إلى أضرار مادية، وأنه توقف ظهر اليوم.

وأوضحت المصادر أن التوتر في المنطقة جاء على خلفية التوتر والاشتباك بين "الدفاع الوطني" و"الأسايش" في مدينة القامشلي، الذي استمر حتى صباح اليوم، وأوقع قتلى وجرحى من الطرفين.

وكان الاشتباك قد وقع نتيجة هجوم عناصر من مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام على حاجز لــ"الأسايش"، ما أدى إلى قتل عنصر من عناصر الحاجز.

وهدأت الاشتباكات صباح اليوم بعد وصول وفد من القوات الروسية إلى مناطق التماس بين الطرفين، حيث طالب الطرفن بوقف إطلاق النار من أجل الدخول في مفاوضات لإنهاء حالة التوتر والاشتباك.

وذكرت المصادر أن المفاوضات تجري برعاية روسية، حيث طالبت "قسد" الروس بفرض انسحاب كامل على النظام من المنطقة وتسليمها للمليشيات، فيما لم يحصل أي تجاوب من قبل النظام السوري مع الشرط الأخير.

وكانت المليشيا، بحسب المصادر، قد سيطرت الليلة الماضية على جزء من حيّ طيء عقب فرار قوات النظام منه.

لعبة روسية

بدورها، تحدثت وكالة أنباء "هاوار" المقربة من "قسد" عن تجدد الاشتباكات بين قوات النظام و"قوى الأمن الداخلي" التابعة لـ"قسد" في القامشلي، مضيفة أنه جرى تحقيق تقدم في حيّ طيء على حساب قوات النظام.

ونقلت الوكالة عن القيادي الكردي صالح مسلم، قوله إن هجمات النظام في القامشلي "لعبة من روسيا والحكومة، هدفها كسب التأييد الشعبي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية".

واتهم عضو الهيئة الرئاسية في "حزب الاتحاد الديمقراطي"، الذي يقود "قسد"، صالح مسلم، كلاً من روسيا والنظام بـ"التلاعب والعمل على ضرب الاستقرار"، قائلاً: "سواء كانت هذه الهجمات مفتعلة من روسيا أو من حكومة دمشق، فإنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. إنهما تسعيان إلى بث الفوضى بين الناس وضرب الاستقرار وترهيب الأهالي، ومحاولة إثبات وجودهما. لقد بات الأمر معروفاً؛ ستفتعلان المشاكل، ثم تتدخل روسيا، هذا الأمر يجري بشكل متعمد، وهو تصرف لا أخلاقي".

وأضاف: "اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في دمشق له علاقة بهذه الهجمات، وذلك لكسب التأييد الشعبي وزيادة عدد الأصوات. إنهما تعدّان للانتخابات عبر القمع، ومن المحتمل أن تطلقا عملاً عسكرياً بهدف إثبات وجودهما. هذه أمور لا طائل منها، وهي ألاعيب روسيا وحكومة دمشق. الروس فعلوا الأمر نفسه في عين عيسى والشهباء؛ كانوا ينسحبون بهدف الحصول على تنازلات، وبعد هذه التصرفات لم يعد الأهالي يثقون بروسيا ولا بحكومة دمشق، ولكن هذا لا يعني أن قواتنا ضعيفة، بل يمكنها التصدي لهذه الألاعيب".

وكانت الاشتباكات بين "الأسايش" والنظام قد اندلعت مساء أمس على خلفية هجوم من عناصر "الدفاع الوطني" على حاجز تابع لـ"الأسايش"، ما أدى إلى مقتل عنصر من عناصرها، وأدت الاشتباكات لاحقاً إلى مقتل 6 عناصر من قوات النظام، بحسب ما أفادت به مصادر لـ"العربي الجديد".

إلى ذلك، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا بالرصاص عنصراً من الفرقة الرابعة التابعة للنظام في منطقة طريق السد بمدينة درعا، فأُصيب بجروح خطرة نُقل على إثرها إلى المستشفى، فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة.

مجهولون هاجموا بالرصاص عنصرا من الفرقة الرابعة التابعة للنظام في منطقة طريق السد بمدينة درعا

وكان مجهولون قد نفذوا، مساء أمس، أربع هجمات في درعا وريفها على الأقل ضد عناصر تابعة للنظام السوري، وأدت إلى مقتل اثنين على أطراف بلدة المسيفرة، ومقتل ثالث في مدينة الشيخ مسكين، وعنصرين آخرين في قرية غدير البستان بريف القنيطرة المجاورة، ومقتل عنصر آخر في مدينة الصنمين بريف درعا أيضاً.

من جهة أخرى، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن سماع دوي انفجار عنيف مصدره منطقة مستودعات اللواء 20 في الفرقة الثالثة التابعة لقوات النظام. وتقع المستودعات في ناحية الرحيبة بمنطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق. ولم تتبين الأسباب التي أدت إلى الانفجار والخسائر الناجمة عنه.

وفي إدلب، جددت قوات النظام السوري خرق وقف إطلاق النار بقصف مدفعي وصاروخي على منطقة جبل الزاوية جنوبي المحافظة، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن فصائل المعارضة المسلحة تبادلت إطلاق النار مع قوات النظام على محور بلدة معارة النعسان بريف حلب الغربي المتاخم لريف إدلب الشمالي الشرقي، مضيفة أن قناصاً تابعاً للمعارضة قتل عنصراً من قوات النظام خلال الاشتباك.

وكان قوات النظام قد صعّدت أمس من القصف على منطقة ريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي أدى إلى وقوع جرحى بين المدنيين، فيما قُتل شخص جراء قصف من طائرة مسيَّرة تابعة للنظام في سهل الغاب بريف حماة.

المساهمون