اجتماعات أستانة 15.. رسائل "حازمة" من بيدرسون وسط تباعد المواقف

اجتماعات أستانة 15.. رسائل "حازمة" من بيدرسون وسط تباعد المواقف

16 فبراير 2021
ألمح بيدرسون إلى أن المجتمع الدولي قد يبحث عن "بدائل" (Getty)
+ الخط -

لا تنبئ المواقف المتباعدة لدى الدول الضامنة لمسار أستانة، روسيا وتركيا وإيران، بإمكانية تحقيق أي تقدم ملحوظ على المسار السياسي والميداني حول سورية، خلال اجتماعات أستانة 15 الجارية في سوتشي الروسية.

وعلى الرغم من أن فشل أعمال اللجنة الدستورية كان السبب الرئيس بعقد الاجتماع هذا في ظل الظروف الحالية التي تفرض على جميع المشاركين إجراء فحص كورونا عند الدخول والخروج، مما يصعب من مهام اللقاءات ومهام الصحافيين المتابعين، إلا أن الآمال المنعقدة على نتائج الاجتماع تعتبر ضعيفة.

وتشير الاجتماعات، وفق ما تسرب من معلومات، إلى أن اللجنة الدستورية كانت حاضرة بقوة، وأن روسيا تريد الدفع بعملها كما هو في السياق الحالي، أي بالشكل الذي تسير عليه الاجتماعات الحالية، على نحو بطيء، وتأخذ وقتها لحين نضوج الحل السياسي.

لكن الموقف الروسي هذا يصطدم بموقف صارم من المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، الذي لمّح إلى أن المجتمع الدولي قد يبحث عن بدائل في حال الفشل في تقدم العملية الدستورية، وهو ما يلقي بالكرة في الملعب الروسي للضغط على النظام لتحقيق انخراط حقيقي في الاجتماعات الدستورية بجنيف.

وبخلاف الضغط على ملف اللجنة الدستورية للحصول على تقدم، فمن الواضح أن البيان الختامي لن يختلف عن البيانات الختامية السابقة للاجتماعات، من حيث التأكيد على نفس الأمور والقضايا، من محاربة الإرهاب والدعوة لعودة المهاجرين، والسعي لإبقاء الهدوء ميدانيا.

ومن المؤشرات على التباعد بين الأطراف المشاركة هو تخفيض مستوى المشاركة، إذ ترأس الوفد التركي مسؤول في وزارة الخارجية بمنصب سفير تركيا في سورية، وهو سلجوق أونل، فيما كان يترأس الاجتماعات السابقة مساعد ويزر الخارجية سادات أونال؛ كذلك مثّل إيران مساعد وزير الخارجية علي أصغر خاجي، بدلا من مساعد وزير الخارجية جابري أنصاري، وهو ما ينزع عن الاجتماع صفة الجدية، وينبئ بقرارات شكلية وتتسم بالمجاملة.

وتعليقا على الاجتماعات، قال المتحدث باسم وفد المعارضة، أيمن العاسمي، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارضة أجرت عدة لقاءات اليوم، كان أبرزها اللقاء مع المبعوث الأممي بيدرسون، والوفد التركي، إضافة للوفد الروسي، على أن يكون هناك لقاء ثان يجمعهم مع الجانب الروسي".

وأضاف أن "هناك تعنتا من قبل روسيا في ما يخص عمل اللجنة الدستورية، حيث سمعت المعارضة من المبعوث الأممي موقفا حازما يتعلق بإحراز تقدم بعمل اللجنة الدستورية، والضغط على الجانب الروسي للاستجابة للمتطلبات الدولية وتحقيق تقدم يتعلق بعمل اللجنة".

ولفت إلى أن "المعارضة لمست من المبعوث الأممي تحذيرا بأنه في حال عدم حصول الأمم المتحدة على تقدم ملموس في جولة أستانة 15 الحالية، فسيكون للمجتمع الدولي رأي آخر في البحث عن خيارات أخرى، خاصة أن الإدارة الأميركية الجديدة قد تكون لها مقاربة مختلفة لما يجري حاليا بين الدول الضامنة".

كما شدد على أن "روسيا لا تزال تماطل حتى الآن، وتدعي أنها غير قادرة على الضغط على النظام لإحراز تقدم في عمل اللجنة الدستورية، رغم أنها هي التي تقود هذا المسار، وبالتالي أكد الجانب الروسي أنه يقدم النصح فقط للنظام من أجل السير قدما دون إمكانية الضغط عليه، وهو ما يوضح أن روسيا ترغب باستمرار عمل اللجنة الدستورية كما هو، إلى حين نضوج مرحلة الحل السياسي".

وختم بالقول "اللجنة الدستورية هي الملف الوحيد الذي ينتظر إحراز تقدم فيه في هذه الجولة وقدمت المعارضة ما لديها من ملفات، وتناولت ملف المعتقلين، كما في كل مرة، مشددة على مطالبها".

وقال المبعوث الأممي بيدرسون،  في تصريح صحافي عقب لقائه بالوفد الروسي: "لا يمكن أن تسير أعمال اللجنة الدستورية بالطريقة الموجودة حاليا، وهي بحاجة إلى دفعة من أجل أن تسير قدما، وهذا ما كان محور الحديث مع الأطراف المعنية في اجتماعات اليوم".

وأضاف: "ستكون لي زيارة لموسكو ودمشق، وسألتقي مع وفد المعارضة، وستكون هناك لقاءات مع الجانب الأميركي، وبناء على ذلك يتم الحديث عن الدفع باتجاه العملية السياسية وحاليا لا يوجد موعد محدد وجدول أعمال وهذا ما يعتمد على اللقاءات التي ستجري لاحقا".

وتُجري الدول الضامنة اجتماعا ثلاثيا بنهاية اجتماعات اليوم، لوضع اللمسات النهائية على البيان الختامي، وإقراره غدا قبل الجلسة الرئيسية الختامية للمؤتمر.

المساهمون