إيران: قضايا أساسية قليلة عالقة في مفاوضات فيينا

إيران: قضايا أساسية قليلة عالقة في مفاوضات فيينا وهذا موقفنا من التصريحات الروسية

07 مارس 2022
سيبقى الوفد الإيراني في فيينا إلى أن يتم التوصل إلى نتيجة (أشكين كياغان/الأناصول)
+ الخط -

أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، أن المواضيع المتبقية العالقة في مفاوضات فيينا "أقل من أصابع اليد، لكنها أساسية للغاية، وإذا لم يتم التجاوب مع الحد الأدنى من مطالبنا بخصوصها، فلن يحصل الاتفاق".

وأضاف خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي، أن "الاتفاق في فيينا يحدّد مسار عودة أميركا إلى الاتفاق النووي مقابل تنفيذها الكامل لالتزاماتها"، قائلاً إن هذه العودة "لن تكون بين ليلة وضحاها، وتم تحديد جدول زمني لها".

وقال إن مفاوضات فيينا "مستمرة، وخلال الأسبوع الماضي حققت تقدماً ملحوظاً"، مشيراً في معرض ردّ على سؤال بشأن مغادرة وفود الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) والأنباء عن احتمال مغادرة كبير المفاوضين الأميركيين روبرت مالي فيينا، إلى أن "الوفد الإيراني في فيينا سيبقى فيها إلى أن يتم التوصل إلى نتيجة وفق أجندتنا". وتابع أن إيران "لن تقبل أي مهلة، ومعيارنا هو التوصل إلى اتفاق جيد".

وأوضح المتحدث الإيراني أنه "إذا لم يطرح الطرف الآخر موضوعاً جديداً، فنقاط الخلاف المتبقية في المفاوضات أقل من عدد أصابع اليد"، مؤكداً أن "الاتفاق سيحصل إذا ما أبدت واشنطن رداً مناسباً في أقرب وقت ممكن".

وبشأن المفاوضات حول صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة، قال خطيب زادة إنها أحرزت "تقدماً، وإذا نفذ الطرف الأميركي تعهداته ولم ينسحب منها فجأة، فيمكننا إغلاق هذا الملف".

وبشأن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إيران السبت الماضي، قال إن الوكالة سبق أن طرحت أسئلة بشأن مواقع إيرانية في إطار تحقيقات، مشيراً إلى اتفاق بين إيران والوكالة لإغلاق هذا الملف خلال فترة زمنية محددة، وأضاف أن "ثمة علاقة ذات مغزى بين إغلاق الملف ومفاوضات فيينا".

آفاق غامضة

من جهته، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تغريدة على "تويتر"، إن آفاق التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا "ما زالت غير واضحة، بسبب تأخر واشنطن في اتخاذ قرار سياسي".

وأضاف شمخاني أن "أولوية المفاوضين الإيرانيين حلّ المواضيع المتبقية التي تندرج ضمن الخطوط الحمراء الإيرانية"، مؤكداً أن "التوصل السريع إلى اتفاق قوي بحاجة إلى ابتكارات جديدة من جميع الأطراف".

الموقف من التصريحات الروسية

وتعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وربطه الاتفاق في فيينا بتقديم واشنطن "ضمانات مكتوبة" لبلاده، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "ننتظر الاستماع إلى التفاصيل عبر القنوات الدبلوماسية"، مؤكداً أن روسيا لعبت حتى اليوم "دوراً بناءً" في المفاوضات. وأضاف أن المفاوضين الإيرانيين يعملون وفق المصالح الإيرانية خلال مفاوضات فيينا، لافتاً إلى أن العقوبات على روسيا لا ينبغي أن تؤثر على التعاون بين طهران وموسكو، مع تأكيده أنه "حاولنا أن تكون مفاوضات فيينا خلال الشهور الـ11 الماضية بعيداً عن ملفات دولية أخرى".

وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف، الأحد، للصحافيين: "نريد ضمانات بأنّ تلك العقوبات لن تمسّ بأي حال النظام التجاري والاقتصادي وعلاقات الاستثمار"، وفقاً لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).

ولفت لافروف، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس"، إلى أن "هناك مشكلات لدى الجانب الروسي. طلبنا من زملائنا الأميركيين تقديم ضمانات مكتوبة بأنّ العقوبات لن تؤثر على حقنا في التعاون الحر والكامل، التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري، مع إيران".

وفي السياق، علّق شمخاني على تصريحات لافروف قائلاً إن "الأفعال الإيجابية والسلبية للدول المشاركة في مفاوضات فيينا تهدف إلى تحقيق مصالحها، وهذا أمر مفهوم"، مؤكداً في تغريدة على "تويتر" أن "تأمين مصالح الشعب الإيراني هو العامل المؤثر الوحيد في تعاملنا مع مجموعة 1+4".

وأضاف أن بلاده تبحث "تقييم العوامل المؤثرة الجديدة على المفاوضات، واتخاذ ابتكارات تفاوضية لتسريع الوصول إلى النتيجة".

 

إلى ذلك، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن وزير الخارجية حسين أمير اللهيان قوله إن طهران لن تسمح لأي طرف أجنبي بالمساس بمصالحها في المحادثات الجارية في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.
 

الحوار مع السعودية

وبشأن استئناف المباحثات مع السعودية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن "تاريخ عقد الجولة الخامسة لم يُحدّد بعد"، لكنه أضاف أن الطرفين بصدد تنظيمه. وتابع أن المباحثات بين طهران والرياض لم تحقق بعد نتائج ملموسة، ونتائجها كانت ضئيلة ومحدودة، لافتاً إلى أن السعودية "بلد مهم في المنطقة".

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال، الخميس، في مقابلة مطولة مع صحيفة "أتلانتيك" الأميركية، حول العلاقات مع إيران: "إنهم جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سبل لنتمكن من التعايش".

رحب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، السبت، بتصريحات ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بشأن إيران، مؤكداً أنها "مؤشر على رغبتهم في إقامة علاقات ثنائية مع إيران، ونحن نرحب بذلك". 

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/نيسان 2017.

وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان الماضي في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين إلى طاولة واحدة، وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، آخرها كان أواخر سبتمبر/أيلول الماضي. وأعلن الطرفان أخيراً أنهما على استعداد لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات في بغداد قريباً.

المساهمون