غروسي يجري مباحثات "مكثفة ومثمرة" في طهران لإزالة أبرز العقبات أمام اتفاق فيينا

05 مارس 2022
من المرتقب أن يلتقي غروسي وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل غروسي، اليوم السبت، أنه أجرى "مباحثات مكثفة ومثمرة" في طهران، قائلا إن "هناك قضايا على إيران معالجتها".

وشدد غروسي خلال مؤتمر صحافي مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي على أنه "سيكون من الصعب التوصل إلى صيغة مناسبة لإحياء الاتفاق النووي (خلال مفاوضات فيينا) ما لم تصل إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نتيجة بشأن القضايا العالقة".

ودعا إلى بلوغ "فهم مشترك" بخصوص التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. 

من جانبه، وصف إسلامي مباحثاته مع غروسي بأنها كانت "مثمرة"، داعيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتخاذ "مسار فني غير سياسي" في التعامل مع إيران.

وأكد إسلامي أنه "جرى خلال اللقاء مراجعة القضايا المتبقية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، كاشفا عن التوصل إلى "ترتيبات لحل هذه القضايا حتى أواخر شهر مايو/أيار" المقبل. 

وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن إيران "لديها برنامج طويل الأمد لتطوير برنامجها النووي السلمي"، مؤكدا "ضرورة حل القضايا بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مسار طبيعي غير سياسي، في إطار المقررات، بعيدا عن اللوبيات السياسية". 

ووصل غروسي، ليل أمس الجمعة، إلى العاصمة الإيرانية طهران، على وقع "تقدم كبير" شهدته المباحثات بينه وبين المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي، خلال هذا الأسبوع في فيينا.

ومن المقرّر أن يلتقي غروسي، لاحقاً، وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين.

ويبحث غروسي خلال زيارته التي هي الثالثة من نوعها في عهد الحكومة الإيرانية الجديدة، منذ أغسطس/آب الماضي، التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أربعة مواقع إيرانية مشتبه في ممارستها أنشطة نووية غير معلنة، بعد إعلان الوكالة سابقاً أن مفتشيها عثروا فيها على مواد نووية.

وتطالب طهران بضرورة إنهاء هذه التحقيقات كشرط للاتفاق في مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي، غير أن الأخيرة والأطراف الأوروبية ترفض ذلك. ويشكل هذا الخلاف أبرز العقبات أمام التوصل إلى اتفاق في هذه المفاوضات.

غير أن مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا كشفت لـ"العربي الجديد"، أن زيارة غروسي لطهران تأتي على وقع "تقدم كبير" شهدته المباحثات بينه وبين المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي، خلال هذا الأسبوع في فيينا، مشيراً إلى أن الطرفين تمكنا من حل قضية أحد المواقع الأربعة.

وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن المباحثات بين إيران والوكالة الدولية اقتربت من الوصول إلى "خريطة طريق لإنهاء الخلافات خلال فترة زمنية محددة، بعد بدء تنفيذ الاتفاق المحتمل" لإحياء الاتفاق النووي.

ولفتت المصادر إلى أن مباحثات غروسي مع المسؤولين الإيرانيين في طهران ستركز على إكمال الخريطة، والتوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن من شأن الاتفاق بين الطرفين أن يزيل أكبر عقبة أمام إحياء الاتفاق النووي.

إلى ذلك، عاد مفاوضو الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) مساء الجمعة، إلى عواصمهم للتشاور، وإطلاع حكوماتهم على آخر التطورات في مفاوضات فيينا.

وسيعود هؤلاء المفاوضون إلى فيينا قريباً، لمواصلة المفاوضات لإكمال الاتفاق النهائي، وفقاً لوكالة "نورنيوز" الإيرانية المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قد أكد الجمعة، في محادثات هاتفية مع كبير منسقي مفاوضات فيينا ومفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن بلاده على استعداد لـ"إكمال الاتفاق الجيد والعاجل في أقرب وقت ممكن"، مستدركاً بأن "استعجال الطرف الغربي لا يمكنه أن يمنع مراعاة خطوطنا الحمراء".

من جهته، أكد بوريل أن "معظم المطالب الإيرانية أُخذت بالاعتبار في الاتفاق"، لافتاً إلى أن "المفاوضات في تقدم، وعلى طريق التوصل إلى نتيجة نهائية".

وأعرب بوريل في حديثه مع الصحافيين أمس الجمعة، عن أمله في التوصل إلى اتفاق حتى غد الأحد.

من جانبه، قال كبير المفاوضين الروس في محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والدول الكبرى، ميخائيل أوليانوف، إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق في منتصف الأسبوع المقبل.