إيران: قدمنا جوابا "بناء" لإحياء الاتفاق النووي وننتظر الرد الأميركي

إيران: قدّمنا جواباً "بناء" لإحياء الاتفاق النووي وننتظر الرد الأميركي

05 سبتمبر 2022
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أن طهران قدّمت جوابها "البنّاء والشفاف" بشأن مسودة الاتفاق بالمفاوضات النووية، والتي قدمها الاتحاد الأوروبي خلال الشهر الماضي، قائلاً إنها تنتظر الردّ الأميركي، في حين حذّر رئيس الهيئة العامة لأركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، الولايات المتحدة من الاستمرار في تسيير مسيّراتها البحرية "التجسسية" في مياه المنطقة.

وبشأن المفاوضات النووية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن بلاده "تعمل بمسؤولية وجدية لتهيئة الظروف لإنجاز الاتفاق"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن ذلك "رهن بإرادة وجدية الطرف الآخر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أنه في حال توفر هذه الظروف، يمكن التوصل إلى الاتفاق في أقرب وقت ممكن.

وأكد كنعاني أن رفع العقوبات والانتفاع الاقتصادي من الاتفاق النووي من أهداف طهران الأساسية بالمفاوضات، مشيراً إلى أن ما تسعى إليه إيران هو عدم بقاء "أي غموض" في نص الاتفاق، لعدم استغلاله لاحقاً والتوصل إلى "نص قوي".

وبشأن مسألة الضمانات التي تطالب بها طهران في المفاوضات النووية، أكد المتحدث الإيراني أنها "تحظى بأهمية كبيرة لنا" لضمان استمرار الاتفاق وعدم تكرار ما حصل بعد إبرام الاتفاق النووي عام 2015، مشيراً إلى أن الضمانات لها أشكال، سواء في المجال الاقتصادي لضمان انتفاع إيران من المنافع الاقتصادية للاتفاق، أو في القضايا الخلافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف كنعاني أن مطالبة إيران بإغلاق ملف "الادعاءات" للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ثلاثة مواقع إيرانية مشتبهة بممارستها أنشطة نووية غير معلنة، حسب إعلان سابق للوكالة، تندرج ضمن مسألة الضمانات لضمان ديمومة الاتفاق، وعدم استغلال هذا الملف للتنصل من الالتزامات.

وفي السياق، أكد ضرورة إنهاء الوكالة "السلوك السياسي" في هذه القضية، قائلاً إن ما تطرحه بشأن المواقع الثلاث مبني على "اتهامات ومزاعم واهية" للكيان الإسرائيلي، داعياً الوكالة إلى العمل وفق "المهنية والقوانين"، وعدم الاعتماد على الاتهامات الإسرائيلية.

وشدد كنعاني على ضرورة إنهاء ملف المواقع الثلاث في الاتفاق المحتمل، معلناً أن بلاده، في ظل قدراتها الكبيرة في مجال الطاقة، يمكنها مساعدة أوروبا في أزمة الطاقة التي تمر بها، وذلك بعد التوصل إلى الاتفاق.

وفيما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، يوم الجمعة الماضي، أن الردّ الأخير الذي قدّمته طهران "ليس بنّاءً"، إلا أن كنعاني قال إن بلاده لم تبلَّغ من الأطراف الغربية بذلك.

الهجمات الإسرائيلية في سورية

وفي معرض ردّه على سؤال حول ما إذا نفذت إسرائيل هجمات على مواقع وقوات إيرانية في سورية أخيراً، كما تحدثت مصادر إسرائيلية، نفى المتحدث الإيراني صحة هذه الأنباء، واعتبرها "مزاعم باطلة وغير صحيحة".

وأكد أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف البنى التحتية السورية العسكرية والمدنية، واصفاً إياها بأنها "هجمات غير قانونية"، داعياً المجتمع الدولي إلى التصدي لها.

الموقف من الوضع العراقي

وعلى الصعيد العراقي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في معرض ردّه على سؤال بشأن تصريحات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضد إيران، إن "التطورات العراقية تكتسي بأهمية كبيرة لإيران، والعراق بلد مهم جداً في المنطقة". وأضاف أن "الأمن والاستقرار في العراق يهمنا جداً"، وأنهما يساعدان بغداد على مواصلة "الدور البنّاء" في المنطقة، مشيراً إلى أن طهران "لديها تواصل مع جميع القوى السياسية العراقية".

وتابع كنعاني أن إيران "لا توجه رسالة لأشخاص أو أفراد في العراق، بل هي تنظر إلى العراق ككلّ وليس من منطلق فئوي"، داعياً جميع التيارات السياسية العراقية إلى الحوار.

العلاقات مع السعودية

وحول العلاقات مع السعودية، قال كنعاني إن "ثمة اتفاقيات جيدة قد حصلت خلال الجولات السابقة"، من دون الكشف عن تفاصيلها، داعياً السعودية إلى تنفيذها للانتقال إلى المستوى السياسي للحوار.

كما دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الرياض، إلى الإفراج عن حاج إيراني اعتقلته خلال موسم الحج هذا العام.

تحذير إيراني من المسيّرات الأميركية

وعلى صعيد آخر، حذّر رئيس الهيئة العامة لأركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، اليوم الاثنين، الولايات المتحدة الأميركية من الاستمرار في تسيير مسيّراتها البحرية في مياه المنطقة، متوعداً بأن القوات المسلحة الإيرانية "ستتصدى لها".

واتهم باقري واشنطن بالسعي إلى "التعويض عن خفض قواتها بالشرق الأوسط بطرق أخرى، ومن خلال وحدات عسكرية جديدة"، قائلاً إنها "تخاطر بأمن الملاحة في المنطقة من خلال المسيّرات البحرية التجسسية غير المأهولة".

وشدد باقري على أنه "لن نتحمل وجود هذه المسيّرات على طريق سفننا، وسنتصدى لها كما حدث ذلك"، مشيراً إلى أن بلاده تتابع ذلك أيضاً عبر رفع دعوى إلى منظمة الملاحة الدولية والطرق الدبلوماسية.

وكانت بحرية الجيش الإيراني قد أعلنت الجمعة، أنها احتجزت سفينتي "تجسّس" أميركيتين (مسيّرتين بحريتين) في مياه البحر الأحمر قبل الإفراج عنهما لاحقاً، وتوجيه تحذيرات للبحرية الأميركية لعدم تكرار هذه الأفعال، التي قالت البحرية الإيرانية إنها تعرّض أمن الملاحة للخطر. كما أكدت الولايات المتحدة الأميركية ذلك بعد الإعلان الإيراني.

وهذا الحادث البحري هو الثاني من نوعه خلال الأيام الماضية، حيث جاء إعلان الجيش الإيراني عن توقيف سفن أميركية صغيرة الحجم بعد أيام من روايات متضاربة بين بحرية الحرس الثوري الإيراني والبحرية الأميركية في المنطقة بشأن سفن آلية مشابهة في مياه الخليج.

وبعد اتهام الأسطول الأميركي الحرس الثوري الإيراني بالسعي للاستيلاء على سفينة آلية، وإفشال هذه المحاولة، نفت بحرية الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء الماضي، هذه الرواية، وقدمت رواية مغايرة للرواية الأميركية، قالت فيها إنها تحكّمت بقطعة بحرية أميركية غير مأهولة كانت قد قُطِعت اتصالاتها الملاحية، للحيلولة دون أن يصبح طريق مرور السفن التجارية وناقلات النفط غير آمن.

من جهته، قال القائد العام للجيش الإيراني عبدالرحيم موسوي، للتلفزيون الإيراني، اليوم الاثنين، إن قواته البحرية، بعد أن أفرجت عن المسيّرتين الأميركيتين البحريتين في مكان آمن، أبلغت الطرف الأميركي بذلك عبر طرف ثالث، مقللاً من قيمة هذه المسيّرات، قائلاً: "لم تكن تنفعنا لنحتجزها، وما كان يهمنا هو تحذير الأميركيين من مخاطر تُشكّلها المسيّرات للملاحة".

المساهمون