إيران: الدبلوماسية غير المباشرة مع واشنطن حول الملف النووي مستمرّة

إيران: الدبلوماسية غير المباشرة مع واشنطن حول الملف النووي مستمرّة

20 يونيو 2022
تؤكد إيران استعدادها للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي (فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من تشاؤم كبير يخيم على الأجواء الدبلوماسية بين طهران والغرب للتوصل إلى توافق يحيي الاتفاق النووي، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن قطار الدبلوماسية "لم يخرج من سكته"، متهماً الولايات المتحدة الأميركية بأنها تواصل في عهد الرئيس جو بايدن سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نفسها تجاه الاتفاق النووي.

وأضاف خطيب زادة أن "بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي"، مشيراً إلى أنها نقلت إلى الجانب الأميركي "مبادرات" قبيل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثامن من الشهر الجاري، وإصداره قراراً ضد إيران.

وأوضح أن هذه المبادرات نقلت من خلال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، ووزيرين خارجيين، من دون تسميتهما، قائلاً، من دون الكشف عن تفاصيل المبادرات، إنها تشمل "جدولاً زمنياً وخريطة طريق". وأكد خطيب زادة أن واشنطن لم تتجاوب مع المبادرة الإيرانية وتؤخر الاتفاق، مضيفاً أنها "تخطئ في حساباتها"، مع التأكيد أن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية مستمرة عبر بوريل.

ودعا المتحدث الإيراني الإدارة الأميركية إلى رفع جميع العقوبات، والالتزام بجميع تعهداتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي، و"عدم ممارسة سعي عبثي للاحتفاظ بأجزاء من سياسة الضغوط القصوى للتوصل إلى اتفاق نهائي".

وردًّا على الأنباء التي انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية خلال الأيام الأخيرة، بشأن استقالة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية صحتها، مؤكداً أنها "مجرد إشاعات". وأضاف أن "المفاوضين يواصلون نشاطهم من دون الاهتمام ببعض الشائعات الهادفة".

وأشار خطيب زادة إلى القرار الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران، متهماً واشنطن بالسعي إلى "صناعة أوراق ضغط انطلاقاً من أوهام وتصورات خاطئة"، ومؤكدا أن بلاده "ردت بشكل حازم ومناسب" على القرار الذي قدمته الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، الشريكة في الاتفاق النووي، والمشاركة في مفاوضات فيينا المتوقفة منذ 11 مارس/آذار الماضي.

ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى مطالب أميركية وأوروبية بالتفاوض على برنامج إيران الصاروخي وسياساتها الإقليمية، مشدداً على أن طهران "لن تتفاوض إلا بشأن الملف النووي ورفع العقوبات".

هل تعيد إيران والسعودية فتح السفارات؟

في سياق آخر، قال خطيب زادة إنه من السابق لأوانه بالنسبة لإيران والسعودية الحديث عن إعادة فتح سفارتي طهران والرياض في عاصمة كل منهما، وسط جولات من المحادثات بين الخصمين الإقليميين بشأن تحسين العلاقات.

وأضاف، رداً على سؤال عما إذا كان سفر الحجاج الإيرانيين إلى السعودية يمكن أن يشير إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية، "من السابق لأوانه الحديث عن إعادة فتح السفارتين من قبل طهران والرياض".

الخلافات مع تركيا حول سورية

من جهة أخرى، أشار خطيب زادة إلى العملية التركية المحتملة في شمال سورية قائلاً إن "الملف السوري من الملفات الخلافية مع تركيا"، ومشدداً على أن "الحرب ليست الحل"، داعياً إياها إلى "احترام سيادة سورية"، حسب قوله. وأضاف المتحدث الإيراني أن العلاقات الإيرانية التركية "استراتيجية، وذات أبعاد مختلفة"، لافتاً إلى أن البلدين يسعيان لحلّ خلافاتهما في الملف السوري عبر عملية أستانة.

وتابع أن طهران أكدت رفضها خلال الاجتماع الأخير لأستانة نية أنقرة تنفيذ مهاجمة شمال سورية. وعلى صعيد العلاقات الإيرانية الروسية، أشار خطيب زادة إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيقوم بزيارة طهران نهاية الأسبوع الجاري.

المساهمون