إدارة بايدن تدرس تزويد أوكرانيا بمسيّرات متفجرة مضادة للدروع

إدارة بايدن تدرس تزويد أوكرانيا بمسيّرات متفجرة مضادة للدروع

16 مارس 2022
تطير سويتش بليد أسرع بكثير من مسيّرات "بيرقدار" التركية التي تستخدمها أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

تدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تزويد أوكرانيا بمسيّرات عسكرية أميركية الصنع، وهي صواريخ موجهة متطورة يمكنها استهداف الدبابات الروسية ومواقع المدفعية الروسية بدقة من على بعد أميال، بحسب ما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية عن مسؤولين في الكونغرس.

ووفق الشبكة، فإنه لم يتخذ بعد أي قرار بشأن الأمر، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن البيت الأبيض يدرس ما إذا كانت أوكرانيا ستُزوَّد بمسيرات "سويتش بليد" المحملة بالمتفجرات والمضادة للدروع، كجزء من حزمة جديدة من المساعدات العسكرية من المتوقع أن يناقشها الرئيس جو بايدن، اليوم الأربعاء.

وهناك نوعان مختلفان من المسيّرة، "سويتش بليد 300" مصممة لضربات دقيقة تستهدف الأفراد، و"سويتش بليد 600" التي تستهدف الدبابات والمركبات المدرعة. وقال مسؤولون في شركة إيروفيرونمنت المصنّعة إنّ الحكومة منعتهم من تقديم سويتش بليد 600. 

سويتش بليد قنابل ذكية روبوتية مجهزة بكاميرات وأنظمة توجيه ومتفجرات يمكن برمجتها لضرب الأهداف تلقائيًا على بعد أميال

وقالت الشركة، في بيان على موقعها على الإنترنت بعنوان "إيروفيرونمنت تقف مع شعب أوكرانيا وكل حلف شمال الأطلسي": "نحن نقف مع حلفائنا والدول ذات السيادة في حقها في حماية أوطانها وحياتها ذاتها حين يتعرض هذا الحق للتهديد".

وسويتش بليد مجهزة بكاميرات وأنظمة توجيه ومتفجرات، ويمكن برمجتها لضرب الأهداف تلقائيًا على بعد أميال، ويمكن توجيهها نحو الأهداف حتى يحين الوقت المناسب للضرب، ولذا أُطلق عليها لقب "مسيّرات كاميكازي"، وهي أرخص من صواريخ "هيلفاير" التي تطلقها مسيّرات "ريبر" الأميركية، فتكلفة "سويتش بليد 300" لا تتجاوز 6000 دولار، وتطير أسرع بكثير من مسيّرات "بيرقدار" التركية التي تستخدمها أوكرانيا، ومن المفترض أنها ستكون قادرة على اختراق الدفاعات الجوية المتقطعة التي تحتفظ بها روسيا فوق قواتها.

ولا تزال هناك العديد من الأسئلة حول الترتيب المقترح مع أوكرانيا، بما في ذلك عدد الصواريخ التي تمتلكها الولايات المتحدة في مخزوناتها، ومدى استجابة الشركة المصنعة لتصنيع صواريخ جديدة، ومقدار التدريب الذي سيحتاجه الأوكرانيون لتشغيل الأنظمة، وفق ما تقول الشبكة الأميركية.

وبريطانيا هي الدولة الوحيدة المصرح لها حتى الآن بشراء هذه المسيّرة. ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة، قولها إن أوكرانيا كانت تطلب من إدارة بايدن مسيرات عسكرية وصواريخ مضادة للسفن ومعدات تشويش إلكترونية وصواريخ أرض-جو يمكنها ضرب الطائرات على ارتفاعات أعلى.

بريطانيا هي الدولة الوحيدة المصرح لها حتى الآن بشراء المسيّرة سويتش بليد

وقالت المصادر، بما في ذلك دبلوماسيان أوروبيان مطلعان على طلبات كييف، إن قائمة الرغبات التي قدمتها أوكرانيا مؤخرًا إلى واشنطن تشمل أيضًا دفعة جديدة من صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات و"أسلحة جافلين" المضادة للدبابات، التي أثبتت أهميتها في معركة الحكومة ضد قوة روسية أكبر وأفضل تسليحًا.

ووفق الشبكة، فإنه ليس واضحاً ما إذا كانت إدارة بايدن ستوافق على بعض طلبات الأسلحة والمعدات، بما في ذلك المسيرات المسلحة أو الصواريخ المضادة للسفن. وقد سعت الإدارة الأميركية في السابق إلى تجنب تسليم أسلحة تتميز بتكنولوجيا حساسة، خشية أن تقع في أيدي القوات الروسية أو تثبت أنها غير عملية حين تحتاج القوات الأوكرانية إلى معدات يمكن وضعها بسرعة موضع التنفيذ مع الحد الأدنى من التدريب.

ويشعر مسؤولو الإدارة الأميركية بالقلق من اتخاذ إجراءات يمكن أن تزيد من خطر نشوب نزاع مباشر بين الناتو وروسيا. وعندما استبعدت الإدارة اقتراحًا لمساعدة بولندا على إرسال طائرات مقاتلة من الحقبة السوفييتية إلى أوكرانيا، قدمت وزارة الدفاع تقييمًا استخباريًا خلص إلى أن خطوة كهذه قد تؤدي إلى تصعيد التوترات مع روسيا.

مع تواصل الغزو ستعيد روسيا تنظيم صفوفها وتعزيز قواتها وتعديل تكتيكاتها ومن المرجح أن تضطر القوات الأوكرانية إلى إنفاق ذخائر واسلحة بمعدل متزايد مما يعني أن الحاجة إلى إعادة إمدادها ستزداد إلحاحًا

وكتب المشرعون الجمهوريون رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء، يحثون فيها البيت الأبيض على استخدام 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية الطارئة التي وافق عليها الكونغرس مؤخراً "من دون تأخير".

ودعت الرسالة إلى تقديم بنود عديدة طلبتها أوكرانيا، بما في ذلك مسيّرات صغيرة، وأنظمة دفاع جوي، ومعدات اتصالات آمنة، وصواريخ "جافلين" المضادة للدبابات وصواريخ "ستينغر"، فضلًا عن قاذفات قنابل يدوية وأنظمة مدفعية وأنظمة صواريخ وقذائف هاون وغيرها من المعدات.

وقال الناطق الرسمي باسم البنتاغون، جون كيربي، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة ملتزمة بتزويد أوكرانيا "بالمعدات التي نعرف أن الأوكرانيين يحتاجونها ويستخدمونها استخدامًا فعالًا". أشار كيربي أيضاً إلى النقاشات مع حلفاء الناتو الذين لديهم معدات روسية المنشأ يمكن للجيش الأوكراني استخدامها، وقال: "لدينا بعض تلك المواد ونحن نقدمها. بعضها الآخر لا نملكه، لكننا نعرف من يملكه، ونساعد في تنسيق ذلك أيضاً".