"معاداة السامية"... شرعنة الأبارتهايد

"معاداة السامية"... شرعنة الأبارتهايد

11 فبراير 2022
تقدّم الصهيونية قوانين الأبارتهايد وترعى الإرهاب الاستيطاني (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -

توسعت أخيراً دائرة تهمة "معاداة السامية" في العالم. والضجيج المفتعل الذي لا يسمح حتى بمناقشة انتحال احتكار تصنيف "السامية"، لا يتعلق بساحةٍ دون غيرها. فاللوبي الصهيوني، وبدعمٍ من مؤيدين غربيين، يعمل منذ سنوات على معادلة ربط الاتهام بكل انتقاد ودعوة محاسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

لا تسلَم منظمة العفو الدولية وحركة المقاطعة الدولية "بي دي أس" من الاتهام. بل إن انفلات التهمة بات يثير السخرية، ويراكم تذمّر نخب فكر وأدب وفنون وسياسة في الغرب، ممن يرونه في سياق ثقافة الإلغاء وقمع التفكير الحرّ والنقدي. ومن بين هؤلاء، يهودٌ يرفضون المشروع الصهيوني في فلسطين، وبينهم من يتحدر من أسر عانت الاعتقال النازي، كعالِم السياسة الأميركي، نورمان فنلكشتاين.

من بين أكثر الأهداف انتهازية وتزويراً في سجال "معاداة السامية"، محاولة الصهيونية جعل السردية الفلسطينية، بما فيها تلك في الشتات الغربي، كأنها "معاداة لليهود"، في إطار تلاعب بـ"عقدة ذنب" غربية، من إسكندنافيا إلى ألمانيا وبريطانيا، تخشى تفلت الأجيال الشابة ذات التوجه العالمي منها.

وعلى الرغم من ذلك، فبعض جوانب رفع سيف "معاداة السامية"، تشير إلى حالة خوف من فشل التعمية على حقيقة إسرائيل كدولة أبارتهايد. فطبيعة الصهيونية هي نفسها التي تقدّم قوانين أبارتهايد، مثل "يهودية الدولة"، وأخيراً "لمّ الشمل"، وغيرها، هذا عدا عن رعاية الإرهاب الاستيطاني، من بين قائمة طويلة من الحقائق على الأرض.

وغير بعيد عن ذلك، يتكثّف جهد صهيوني في المجال العربي، حدّ التدخل في مناهج تعليمية. في المقابل، تترسخ في مناهج التعليم العبري وصياغة السياسة، سطوة حاخامات "الموت للعرب". فتنشئة جيل التطرف اليهودي لا تأتي من فراغ، بل من قراءة أشدّ مقتاً وعنصرية عن "الآخر" المكرّس لخدمة اليهود.

ببساطة، الطبيعة الصهيونية المستندة إلى ما تقدم، وغيره من عربدة استعلائية، ترى "الحلّ النهائي" لمواجهة شعب فلسطين، في مصير أناس مجزرتي الطنطورة وبلد الشيخ، وأي شيء آخر لن يجعلها تتخلى بسهولة عن قيادة أوركسترا الترهيب باسم "محاربة معاداة السامية".

فالخوف من انفجار فلسطيني ومشهد تضامن عالمي، دلّت عليه قضية حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة والعدوان على غزة العام الماضي، سيحمل مزيداً من هجمات تكميم الأفواه، ومحاولات تعطيل أو تأخير مصير نظام الأبارتهايد السابق في جنوب أفريقيا.

المساهمون